الانكسارات والانخلاعات في حركة فتح\ سميح خلف
في المنهج العلمي المادي تظهر الانخلاعات اذا كان الجسم المادي يتعرض لقوى خارجية وهي مقدمة لعملية الكسر والتشوه اذا لم تتوفر العوامل اللازمة من المرونة التي تحافظ على تركيب المادة والحفاظ على هويتها وكينونتها وهذا ما فعله ياسر عرفات في مواقفه الوسطية بين شرفاء فتح و المستلزمين فيها بل الذين لهم علاقات خارجية تمولهم في النهاية اصبحت تلك الانخلاعات واقعاً ملموسا ً بل مدمراً لطموح شعب وحياة مناضلين وكيانية يجب ان تصمد امام كل العواصف والقوى الخارجية .
تقبلت الأنظمة العربية فكرة حركة فتح في وقت عصيب وفي موقف احراج بين جماهيرها وشعوبها فكرة حركة فتح الجديدة في عملية الصراع العربي الصهيوني الذي حشد الجيوش وحشد الاسلحة ليهزم مرة تلو الاخرى مع قوى الصهيونية عسكريا ً وسياسيا تلك الانظمة التي لم تستفيد بشكل جاد من موازين القوى في حقبة القرن العشرين.
تمحورت الانكسارات في داخل حركة فتح عن اتجاهين:
الاتجاه الاول: الانكسارات داخلية اخدت وجه الديمومة الدائمة في مواجهة الفساد والانحراف السياسي والامني وتمخض عن تلك الانخلاعات عمليات كسر محدودة حاولت ان تشكل لها ماديات للحفاظ على بنيتها امام تيار تسووي انقلابي على كل مفاهيم الانطلاقة الاولى بما يعبر عنه علميا ً" بإجهاد الصمود" امام انجراف كامل لتشويه البرنامج النضالي ومحاولة صنع اجهاد خضوع علوي وسفلي للحفاظ على هوية البندقية والمبادئ الاخلاقية التي انطلقت بها حركة فتح.
الاتجاه الثاني:
هو اتجاه فاعل في تركيب البنية المادية لحركة فتح يمتلك المال والقرار وصنع القوى المؤثرة وصناعة مادية التشوه والتشويه للأخرين استطاع هذا التيار ان يلملم قواه المختلفة والتي تتأقلم مع ماديات المحيط من انظمة عربية غير قادرة على اتخاد قرار صريح في مواجهة الصراع العربي الصهيوني بالإضافة الى ماديات الوجود الدولي المبني على بناء القوة الصهيونية لتستمر لأكثر من قرن او قرنين ووفرت العوامل الذاتية لوجود تلك الانظمة لكي يتم سقل هذه الكيانية العدوانية لتكون هي القوة المؤثرة من حيث البناء المادي في منطقة الشرق الاوسط.
البناء المادي الذي رسمته بشكل اساسي ودعمته الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وهما كيانيتين مبنيتين على العنف وخاصة الولايات المتحدة الاميركية وهناك تشابه في الوصف والصفات بين نشوء ما يسمى دولة اسرائيل وبين نشوء الولايات المتحدة الاميركية .
الاتجاه الثاني تساوق بل تبادل المصالح في حفاظه على مصلحته الذاتية والاعتراف به كقوة مادية مثل قيادة منظمة التحرير التي اصبحت لا تمثل الا نفسها وتمثل تيارها في وسط 12 مليون فلسطيني،حاولت ان تساهم بالقدر المطلوب منها بالاعتراف بالدولة الصهيونية على ارض فلسطين ووصل الامر الى اعتبارها دولة جارة وصديقة.
لم يكتفي التيار الثاني بهذا الحد من التنازلات بل اطلق عدة قوى مجيرة لمنهجيته لمصارعة التيار الاول في افكاره وملاحقته وهنا كان ائتلاف مادي بين قوى الامن الصهيونية وقوى الامن للتيار الثاني التسووي في ملاحقة وجمع المعلومات عن التيار الأول مما ادى الى عدة تصفيات هامة وانخلاعات دائرية وانخلاعات عمودية على اثرها تم تصفية قادة كبار كان يمكن ان يؤثروا في حركة النضال الوطني الفلسطيني ويقودوا شعبهم نحو النصر مثل ابو جهاد الوزير واغتيال كمال عدوان مبكراً وابو علي اياد مبكراً ايضاً واخر حجر لاحداث انخلاعات في التيار الاول هو تصفية ابو اياد وعاطف بسيسو وسعد صايل. ومزيد من قرارات الابعاد والاقصاء والفصل والتغييب لقادة وكوادر واستحقاقاتهم في حضور المؤتمر العام
انها معركة شرسة لا تقل ضراوة بين التيارين مع العدو الصهيوني ومستمرة رحاهى الى ساعة كتابة هذا المقال وهذا التحليل.
التيار الاول ومحاولات مستمرة لصنع كينونة موحدة تستطيع السير بتقدم امام اخفاقات وانكشاف التيار الثاني وخاصة في العملية السلوكية الأمنية والسياسية والشخصية لهؤلاء،فلم تخلو الصحافة الدولية والعربية والفلسطينية من نشر فضائح متتالية للتيار التسووي الذي يقامر بحياة شعب وارض على حساب حسابات خاصة وشخصية لمن يقودوا التيار الثاني وعلى رأسهم رئيس السلطة واشخاص معروفين من حوله.
التيار الاول وهو تيار المبادئ والاهداف والمنطلقات الفتحاوية يعبر عن أدبياته الان الاخ محمد دحلان والتيار الاصلاحي وان كان ما زال يحتاج للكثير الذي يحاول بشتى الوسائل الحفاظ على مادية التكوين الحركي الاول.
هناك تيار الكفاح المسلح ويقوده اخوة اعزاء ايضاً يعملوا بشكل كبير وبشكل انتشاري ولكن ينقصهم الروابط بينهم وبين الكفاءات الحركية النظيفة وايضاً يقعوا في ظاهرة تنصيب انفسهم قادة على واقع حركة فتح الكفاح المسلح الذي يؤمن به كل شعبنا.
التيار الثاني الذي تفجرت في اوساطه انخلاعات تحاول ان تفرز ماديات اخرى وواقع اخر وكل من تلك التيارات الداخلية تتأثر بقوى خارجية تتلاعب في الشأن الفلسطيني الرسمي المزوز والمنصب من الانظمة العربية واميركا واسرائيل تحت قاعدة اوسلو - خارطة الطريق.
اصدر محمود عباس قراراً من مركزيته التي تم تعيينها في مؤتمر لا يخلو من عملية النصب التنظيمي والاحتيال لكي يصدروا قراراً بتجميد او بتعليق عضوية دحلان واستدعائه للتحقيق.
ما هو المقصود من كل تلك الانخلاعان ،هل يبحث هذا التيار عن كبش وضحية لمستخدمات جديدة في واقعهم؟ ؟ام هناك مخطط اقليمي جديد تقوده اميركا نحو اتجاه الاردن والحل الاقتصادي الامني مع الاحتلال ايضا وبالتالي يجب ان تكون السلطة في الضفة الغربية هي سلطة يخضع افرادها للقانون الاردني ومنهم قادة دخلوا انتخابات مجلس النواب ونجحوا في التمثيل وخطة ترامب الذي تخلى عن فكرة الدولتين يطرح الآن فكرة التمدد الفلسطيني المشترك بين الاردن وواقع الضفة الغربية في ظل تعثر أي سبل للمصالحة مع قطاع غزة وحماس فهل يمكن ان تكون خطة ترامب هي اندماج الضفة الغربية في تكوين سياسي وديموغرافي مع الاردن واسرائيل واعتبار غزة دولة منفصلة يمكن وضع تسهيلات لها تحت بند الهدنة طويلة الامد واجماع فصائلي على عدم ممارسة أي عمل مقاوم مبادر واطلاق الحريات لعمليات دفاعية لاي مناوشات على حدود غزة.
اجمالا تلك الانخلاعات التي لا يقبلها عقل في منطقها ولا شرعية في قراراتها فاللجنة المركزية لحركة فتح غير شرعية وقيادة محمود عباس لحركة فتح غير شرعي وقيادته للسلطة غير شرعية.
اذاً انكسارات في اوساط اللاشرعية
نحن بحاجة لا ان نلمع محمود عباس وتبرئته على حساب دحلان الاصلاحي كما تلمع الاوساط الاعلامية قرارات محمود عباس ان الانخلاعات الامنية والسياسية مسؤول عنها بالدرجة الاولى محمود عباس والطيب عبد الرحيم والمرحوم ونمر حماد وابو ماهر ومحيسن والرجوب والعالول والاحمد اذا فليتم التحقيق أولاً مع محمود عباس ومن ذكر اسمائهم سابقا تحت بند التفريط والفساد ولتكن المحكمة مؤجلة الآن لحين بلورة اطار وقيادة موحدة تضم الخط النضالي بكل كوادره ونأمل ان يتجاوز الاخوة اخطائهم وتصرفاتهم المبنية على القرارات الفردية لا الجماعية للقاعدة والا ستتعرض حركتهم لانخلاعات مشابهة سيكون اثرها مدمرا ً لحركة فتح التاريخ والهوية والمصير والشهداء .
سميح خلف