من هم أصحاب الأعراف ؟
قال تعالى : {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {44} الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ {45} وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ {46} وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {47} وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ {48} أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ {49} الأعراف.
الفرق بين "عرف" و"علم" ؛
أن مادة "عَلَمَ" مستعملة في ما يعطى كأساس يبنى عليه،
والبناء عليه إما أن يكون عملاً، أو معرفة وعلمًا جديدًا، وإما ثوابًا أو عقابًا على العمل،
وأن مادة "عرف" مستعملة في الشيء السابق الذي علم برؤيته أو سماعه، أو جاء له وصف دقيق له يدل عليه، ويكون معلومًا لكلا الطرفين وفي الغالب مشهورًا ،
وعرف الديك فوق الرأس وأعلى شيء فيه، فيرى ويعلم من كل الجوانب،
والأعراف سور مرتفع بين الجنة والنار، فمن يكون عليه يرى كلا من أهل الجنة وأهل النار،
وأصحاب الأعراف ملازمين له كأصحاب كل شيء،
فما الذي يجعلهم أصحابًا للأعراف ؟
من حديثهم عن أصحاب الجنة ، وحديثهم مع أصحاب النار؛ أنهم عاشوا مع الجميع،
ورأوا كفر أصحاب النار، وإيمان أصحاب الجنة،
فعرفوا حال كل واحد منهم .. على اليقين ..
فهؤلاء لهم يؤمنوا ليستحقوا الجنة فيكونوا مع أصحاب الجنة،
ولم يكفروا ولم يعادوا الأنبياء والمؤمنين، ليكونوا من أصحاب النار،
فصاروا إلى هذه المنزلة بين الجنة والنار،
فترددهم هو الذي جعلهم في هذه المنزلة،
أو أنهم كانوا مستضعفين ....
لا يرضون بالكفر .... ولا يقبلون على الإيمان ..
ولكن .. كم سيبقون على هذا الحال ؟! ....
علم ذلك عند الله سبحانه وتعالى ....
المفضلات