القول في رضاعة الكبير

[أبو مسلم العرابلي]

قول في رضاعة الكبير

سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، رضي الله عنهما
وقد استشهد الاثنان في موقعة اليمامة ودفنا معًا،
فبعد ان أعتقته مولاته الأنصارية "ثبيتة" تبناه أبو حذيفة،
وكان سالم يؤم المهاجرين قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلـم المدينة،
وله صوت حسن غض طري في تلاوة القرآن،
حتى قال عنه النبي: الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا،
وبالرغم من تبني أبي حذيفة له، إلا أن في قرارة نفسه ليس كولده الذي من صلبه،
فلما بدت لحية سالم صار أبو حذيفة يغار من دخوله على زوجه سهيلة بنت سهل،
والتي تعد هي أمَّا له، فجاءت إلى النبي تخبره بالكراهية التي تظهر في وجه أبي حذيفة،
قال لها: أرضعيه، فقالت: إنه كبير، قال : أعلم أنه كبير،
وكان ذلك بعد عزوة أحد التي شهدها سالم ،
فأرضعته، فذهب ما كانت تراه في وجه أبي حذيفة،
هذا الحدث كان قبل تحريم التبني ،
وفي العرف العام أن الابن بالتبني مثل الإبن من الصلب،
فما فعلته سهيلة بنت سهل أنها أرضعت ابنهما الكبير بالتبني،
وذلك قبل مجيء تحريم التبني في سورة الأحزاب بعد وقعة الخندق.
فالأمر أن امرأة أرضعت ابنها وهو كبير، ولم ترضع رجلا غريبًا عنها،
وهذا حدث كان قبل تحريم التبني ، وانتهى بالتحريم بعد غزوة الخندق،
وصار هذا الحدث موضع نقاش وجدال بين العلماء،
فهذا يحل المشكلة بأنها كانت تحلب لبنها في كأس، ثم يشرب هو منه،
فيرد عليه آخر ويقول: ولكن الرضاعة هو التقام الثدي،
ولم يلتفت أحد منهم إلى أن الرضاعة كانت من أم لولدها في العرف العام إلى ذلك الحين.
فلما جاء التشريع بعدها بتحريم التبني
انتهى الأمر وأقفل الموضوع
والسلام ختام
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

[أبو مسلم العرابلي]

قول ينهي القول في رضاعة الكبير
هكذا يجب ان يكون العنوان

[أحمد مراد عارف]

القول الذي ينبغي أن ينهي الخلاف حول فهم الأمة علمائها لأمر النبي المرأة أن ترضع الشاب ــ مداواة لما يجده مربيه في قلبه من ضيق لكونه صار كبيرا يدخل على زوجه وما خافه منها و منه و عليها و عليه ــ هو أن الأمر كان خاصا بهذه الأسرة و بهذا الشاب بعينه و بهذه الأم المربية بعينها و لهذا المربي بعينه و أنه لا يؤخذ به إلا بتوافر مثل هذه الشروط أو لا يؤخذ به بعدهم إطلاقا ... ذلك أن فتوى النبي عليه السلام كانت خاصة لما يعلمه هو من أمرهم جميعا و أنه لا حق و لا قدرة لغير النبي الكريم أن يحكم بحكمه ...
أما قول أخي إن الشاب كان ابنا و لو بالتبني فمابال ما كان يجده الوالد تجاه دخوله بيته على أهله في غيابه و أن انزعاجه يبطل تلكم البنوة و أنه لو كان يحسبه ابنا ـ إلا ابنا ليس كالابن ـ ماوجد في نفسه منه شيئا استرابه و الله تعالى الأعلم و أشكر أخي الفاضل و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

[أبو مسلم العرابلي]

أخي الكريم القصة متعلقة بابن بالتبني
وكانت علاجًا مقبولاً مع بداية التشريع
والتبني قد انتهى بلا عودة من الناحية الشرعية
والحكم خاص به وانتهى بانتهاء التبني فلا يعمم
ولا يجعل ذريعة لتكراره إن تكررت الحالة
ولا يبحث الأمر بتاتًا