بيان على العنوان :
لأنهم ينظرون من ثقب باب صدئ ... و لأنهم لم يتطهروا من أدران الذاتية و رمي أعباء تجاربهم و تجارب أوطانهم و جماعاتهم على كل شيئ أخضر و على كل شيئ صالح و يرمون أنفسهم غير مغتسلة حتى على الشمس فيطفئوا نورها و لكم هم ناجحون في إرجاع كل شيئ أسود مثل قلوبهم ... من أجل ذلك هم ليسوا من أهل العقل ... و لا يستحقون الحمد إنهم لا يستحقون غير الذم ...
في المقام الأول :
يحملون بأنياب مكشرة و عيون حمر يتطاير منها شرر الشر و الارتياب لا تقع أبصارهم إن كان لهم بصائر على شيئ إلا استحال إلى عدوهم اللدود الذي يبغضون سيره و وقوفه و طوله و الخضرة تحت أقدامه و النور في عينيه و العطر الذي ينبعث من ثيابه و الصوت الرؤوف الذي يدعو به إلى ظله ... هم بكل بساطة أبعد ما يكونون عن الحكم العادل الموضوعي و الصائب إنهم لا حقيقة لهم ... هم مجرد مهرجين لفظتهم المسارح و الأطفال و المرتبون و الأصحاء فانقلبوا أشباحا ظاهرة الخطر بادية الشر محققة الضرر على كل أحد و كل شيئ ... لا هم لهم إلا هم واحد و لا كلام لهم إلا بحرف واحد و لا تسمعهم إلا ينتقصون من الإسلام و أهله في كل غدوة و روحة ... أنى يؤفكون ...
مقدمة الموضوع :
طرح الإشكال :
إذا كان واقع حال الأمة بكل صدق ينم عن سوء و نقص و تهافت و ضعف فهل يعتبر انتفاضها و هي على بعد خطوات من حتفها و ضربها برجلها و فقئها عيون من يعتدي عليها ... أيعتبر رد الفعل العنيف هذا عدوانا و هي إنما تنتفض في دمها المهراق على أرضها و بين شعابها و تحت تلالها و تحت شمسها .... أيمكن النظر إلى أمرها بكل هذا السوداوية ؟؟؟ و من قبل من يلبس ثيابها و يلتقم ثديها و يحبو على صدرها ... أيمكن ؟؟؟
عرض الموضوع : ( خطة البحث)
التوجه الأول :
إن الأمة عليلة و مرضها عضال لا شفاء منه و علتها معدية و هي لا محالة مهلكتها و مهلكة كل من دنا منها أو نسي عقله قريبا من بابها أو مشى تحت أسوارها يفتش عن بصيص ضوء أو حبة قمح ملقاة على دلو عاري ...
الحل : الصلب و فقأ العيون و سمل الشفتين و تخييط الأذنين و بقر البطن و قطع الأطراف كلها ثم الشتم و السب و اللعن لها و لتاريخها و لحاضرها و لولاداتها و لتمائمها المتدلية التي تقطر دما و الانتهار لشمسها و قمرها و مائها و سمائها و أسمائها ...
التوجه الثاني :
إن الأمة مريضة مرضا عضالا لا شفاء له و لا فكاك منه و إنها لا محالة هالكة و لكن داءها لها و عليها و منها و فيها و لا ضرر على من مرّضها أو نظر إليها أو شمها أو مس الرمل الذي ينساب بين أنامل رجلها ذات الأظفار الطويلة المتسخة المبللة المهشمة ... و لا خطر من دفنها حين تموت تحت الشجر و فوق الوديان الجافة و بين الشمس و القمر أو قرب ركام الأسفار المتلطخة بأحلام البراكين المنفجعة التي نزلت كما تقول الأسطورة ذات يوم غائم يوم عطش و مسغبة من عنان السماء و تحلق حولها كل الزمنى و كل الصم و المكفوفين و الجوعى و المتعبين من ثقل فأس الملك الجالس ما بين دجلة و النيل الأبيض ...
الحل :
يمنع هدر البلسم و هدر نظرة الشفقة و كلمة الترحيب و التسلية و يحرم سقي الميت ماءا أشهى من عسل التوت يحرم مس الغصن الذاوي أو خطبة أم النون و يحرم حتى كتابة أسطورتها على لوح الطين المشوي المبعثر تحت أقدام فرسان روما ... و روما الجديدة ... و أخواتها ...
التوجه الأخير :
لكل داء دواء و من كل سقم شفاء و ما هو إلا إعياء و شقاء و الدم في العروق النابضة ساكن مطمئن ينظر بعين سلحفاة لا تستحي من الحق إلى الجمر النازل من بركان الشمس يقذفها يقذف أرض الميعاد من جديد فتنطلق الأنهار و يصفو وجه السماء الغاضب و تعصف ريح البن ... تعصف ... و صوت هسهسة السلاسل تقود الآثمين إلى مستقر الريبة و الامتحان .
الحل :
فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ....
الآية
خاتمة : .... يتبع ...
تحياتي و شكري .
المفضلات