آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: لماذا ... يؤلمك ... سؤالي ...

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد مراد عارف
    تاريخ التسجيل
    27/05/2017
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي لماذا ... يؤلمك ... سؤالي ...

    في المشهد :
    دخل الشاب المتعلم ... خيمة والده ... الشيخ الهرم الوقور ...وهو يضع كفه على أنفه و يتقي بمحفظة جلد بنية ما يمكن أن يتهاوى على أم رأسه من السماء ...
    لم يسلم كما كان في العادة يفعل ... كعادته قبل أن يخرج لطلب العلم ... هز رأسه و همهم ... قال في أسف و إحراج : و لكن يا أبتي قد بنى طيفور تلك الحجرة ... فهلا ...
    فقاطعه الصوت الغليظ المهيب ... وخرج لأسماعه من بين نتفات هباء صدر الخيمة مثل الجني المقتحم وهدر ... فاهتز الولد و ارتعد و لكنه سمع صوتا مثل تدحرج الجلمود على كومة الجماجم اليابسة ..
    هل سمعتم مثل ذلك الصوت و مروره للأسفل حيث الماء و الطين و نقيق الضفادع المتقطع ... تجاهل الشاب الصوت ... و أردف ... أريدك أن تعرف أني سوف أصطحب أمي معي ...
    فهي تشكو من وقر و طنين حاد في أذنيها ... سوف نبيت الليلة في المدينة ... و واصل النظر منتبها للجهة المظلمة ... إنه لا يحب أن يقترب ... و لا يريد حتى مجرد مصافحة باردة ...
    لقد نسي كل شيئ ... و تجاوز كل حكايا أبيه ... و صار يخشى من عدوى مودة الأب أن تأسر روحه من جديد ... هذه المرة تقهقر ... رمق أخيرا عمود الكتب المرصوصة ... ضحك ...
    تأوه ... فرح ... تراجع إلى الخلف خطوة أخرى ... خرج ... خرج ... للشمس ... لحقته من الداخل نتفة صوت أخرى ... مبحوحة هادرة ... لم يفهم ... خرج ... خرج ...
    خارج المشهد :
    نحن نحب الحقيقة .. و نحب الصادق كائنا من كان ... و إن تطلب الأمر أن نمسح وجوه الأباء و الأمهات ... الأهم من صلة الدم ... ضوء الحقيقة ... و نتساءل : معا ... هل ما قلته لي كان حقا ...
    أم أنك قلت لي أي شيئ ... عندما رفعت يدك عاليا ... و عقدت قبضتك سوى إصبع السبابة و أشرت ... و قلت ... من ههنا ... تشرق الشمس ... هل كان ذلك حق ... هل يأتي النور حقا من هذا الوجه ...
    أحقا لو أننا واصلنا السير صباحا و مساءا ... بكل الأرجل ... بكل الخطوات ... بكل القلوب الطيبة البريئة ... و بكل العيون الصافية المتوقدة ... هل حقا سوف نجد الشهد و الماء و الخضرة و طمأنينة النفس و الرضوان ...
    أم أن الليل محيط بكل شيئ ... و أنه لا مخرج من الليل ... إلا لليل ... ؟؟؟
    هل تخيفك أسئلتي ... إن كنت محقا ... لماذا يؤلمك سؤالي ... إن كان الذي في يدك شمس بازغة ... فلماذا ينتابك صداع الخوف إذا استفسرت ... عن إبهام أو غموض ...؟؟؟
    لماذا تهرب مني ... ؟
    لماذا تأمر بإبعادي ...؟ و نفيي من طريقك ... للوادي رفقة أصحاب الظل ... ؟
    هل ترهب شمسك من أسئلتي ... من شمعتي ... من عود الكبريت المشتعل قريبا من بناني ... ؟؟؟ كيف ...؟ كيف ...؟
    أنا بغير أسف ... منذ نعومة أظفاري ... لا أهوى كثيرا ... فكر التسليم ... أحب البرهان الساطع ... مثل النجم ... لا يهزم ... مثل حريق يأكل من ملح البحر ...
    بلا أسف ... إني لا أصحب من يأمرني بالسير بلا عينين ... و لا سمع ... و لا قلب ... و لا فكر ...
    لا أرافق من يسرق أحلامي ... و أمالي ... و يعرف عوراتي ... شهواتي ... رغباتي ... و يملأ قدحي ... بخمر الأوهام البيضاء ...
    ...
    ...
    ...

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد مراد عارف ; 15/06/2017 الساعة 03:30 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •