السيسي يفتقد إلى الحكمة

يُصِرّ على معاملة كل معارضيه بميزان واحد، فالعلماني كالإخواني، والملحد كالسلفي، والنائب في البرلمان كالإرهابي، والوزير السابق كالعميل..والقاضي في المحكمة كشباب المولوتوف..

هذا سيكون له أثر في توحد كل هذه القوى ضده، ربما لم يتحقق ذلك الآن لكن لمسته من مظاهرات اليوم وشعارات التوحد..ذكرتني بأجواء تأسيس حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير..لكن وللأسف ..جيش مصر ربما سيدفع الثمن بوصفه صامت على كل ما يحدث..

الرجل لا يملك أي مهارات حوارية ولا قدرة تواصل مع خصومه في الداخل، يظهر ذلك من فلتات لسانه وردود أفعاله العنيفة مثلما حدث مع نائب دمياط ورجل الصعيد..وفي سلوكياته الطفولية باحتقار وتجاهل غضب الرأي العام..

شخصية السيسي أثرت حتى على الإعلام المصري الذي اكتسب كل ألوان هذه الشخصية من (الاندفاع والغرور والعُزلة والكذب) فأصبح يصدر الجهل والتعصب..ومهما أنفق الملايين على قنواته تبقى ضعيفة وتأثيرها محدود..

كل يوم يخسر السيسي جزء من شعبيته ، من كان يصدق نشاط المعارضة الكبير اليوم في الشارع وتسيدها مواقع التواصل بعد فشل مظاهرات جمعة الأرض منذ عام؟..يظن باعتماده على الجيش سيظل كما هو محبوب الشعب الذي خلع الإخوان في يونيو..لكن الوضع الآن تغير تماما وفقد كل مقومات الحشد الجماهيري ..وانعقد الأمل لديهم بلجان ألكترونية معظمهم مجندين ينشطون على تويتر..

باختصار: مصر بحاجة لرجل حكيم ينقذها من مصير مؤلم..كل آفات الرجل ونظامه تصب في صالح الإخوان والإرهابيين من ناحية..ولصالح الأصوليين المتحالفين معه من ناحية أخرى..وأكبر الخاسرين هي (القوى المدنية والحقوقية) بكل أنواعها