يا إلهي ... كم نحن متخلفون ... كم نحن متحجروا القلوب مثل الذئاب الضارية و الضباع العادية ... و هيهات أن نلحق بأخلاق هذه السباع البرية الكريمة ...
يا إلهي ... يا إلهي ... لكم أجد أننا عشنا زمانا طويلا بلا عيون ترى و بلا آذان تسمع ... و بلا عقول تدرك الأمور على حقيقتها ...
إنني أقصد على وجه الخصوص في أمتنا الإسلامية معاملاتنا للمخطئين و المذنبين :
الناس في كل الدنيا تحقق من أجل إثبات و التبين من مافعلوه ثم تعطيهم في أثناء حاكمتهم الحق في الدفاع عن أنفسهم طيلة مراحل مديدة من درجات التقاضي فإذا صار الحكم نهائيا
حبستهم و علمتهم و آوتهم و عالجت مريضهم و حاولت قبل الحرص على عقوبتهم و تعذيبهم محاولة افتكاك ما أمكن من أرواحهم لإعادة إدماجها في المجتمع و هو أمر ينجح مرارا و تكرارا و كثيرا ...
فإذا كان جرم أحدهم فظيعا و كان قانون الدولة يقضي بحكم الإعدام نفذوا ذلك الحكم بمعزل عن أعين الناس العادين و إذا حضر أحد من الناس فمن أهل الضحية و بطلبهم و بعد مرعاة أمور طبية عديدة و لا يشهر فلم للترعيب و الترويع
و الإرهاب ...
يا إلهي ... ألم تدر عجلة الزمان و تتدحرج إلى القرن الواحد و العشرين بعدُ في أقطار كثيرة من هذه الدنيا ... تلكم الأقطار التي ماتزال الدببة القطبية بأخلاقها و افتراسها و عدوانها تستنكف أن تعد من قاطنيها و أهلها ..؟
إن القرش المعتدي سافك الدم لو دُعي لمشاهدة بعض ما يصنعه بعض أهل الإسلام في المخطئين منهم من عقوبة لمات كمدا من الحسرة على ما يجري من أحداث على أرض هو أحد قاطنيها ...
يا إلهي ... إننا نستحيي مما نراه أحيانا على غير تقدير و بلا حسبان من هذه التصرفات التي تستنكف الحيوانات عن التعامل بها تمارس تحت راية الإسلام و في أرضه و صرنا نعلم الأسباب التي تجعل العالم يمقتنا و يبغض
أسماءنا و لا يحب استقبالنا و يفرح من أجل إبادتنا و لا يهرع لنجدتنا من بين براثن من يتهددنا و صرنا نعلم لمَ يهجم الناس جميعا متفقين و غير مترددين حول ضرورة تصفيتنا و سحقنا و محو آثار صبغياتنا من الوجود إذا كنا إذا تمكنا في الأرض صنعنا مثل ذلك فلا حق لنا في غير النسيان و الإهمال و الإبعاد و الحجر و الإلقاء بعيدا كما يلقى البدن المصاب بالعدوى المميتة حتى تأكله آفته ويداويه التراب و الديدان ...
إلى متى نحن متخلفون بأخلاقنا و نظن أننا خير الأمم ... ؟؟؟
إلى متى نحن متقهقرون بقوانيننا و قضائنا و تنفيذه و نرفع رؤوسنا عاليا و نصطف في جمهرة الإنسانية الرشيدة ...؟
إلى متى نحن منتكسون متراجعون متشبثون بالهياكل و الجماجم لا هم لنا غير سفك الدم حلا ووسيلة و برهانا على أننا أقل شأنا في عقولنا و أخلاقنا و آدابنا من ضباع أواسط إفريقيا ...؟
إلى متى نحن نيام بلا قلوب تنبض و لا أجساد حية تتململ ننام كما نامت المومياء العتيقة على جنبها و لم تقلب فيما بعد إلى اليوم و لا أمل في أن تقلب غدا إلى جنبها الآخر كي ترى جثتها شيئا من ضياء الصباح الذي انتشر في كل العالم و نحن نجري بفوانيسنا المنطفئة نخاف عليها من العدوان و نمد أعناقنا إلى عنان السماء بأيادي مضرجة و مصابيح مظلمة و ندعوا العالم لاتباعنا و اقتفاء آثارنا فيما نحن منحدرين إلى الهاوية السحيقة المهلكة ...؟
أيها العالم سامح تاريخنا ...
أيها العالم سامح ثقافتنا ...
أيها العالم اغفر لنا خطيئتنا ...
أيها العالم إياك أن تتبعنا ...أيها العالم رجاءا اصبر على مداواة و الحجر على صغارنا ...
أيها العالم ... يا أيها الناس الطيبون منكم خاصة ... سامحونا ... فإننا نمثل الضياء الزائف و الحق الزائف و القدوة الزائفة ...
سامحونا ... لأننا احتقرناكم و لأننا لطالما ظلمناكم و لأننا لطالما شردناكم و لأننا لطالما ضاقت أحلامنا و أخلاقنا عن احتواء قساوة ما تعانونه في هذه الحياة الدنيا ...
لقد كان لزاما علينا أن نكون أكثر كرامة و أكثر صبرا و أكثر قدرة على السير معكم في طريق مستقيمة واضحة المعالم لا خوف عليكم فيها ...
لقد واجهناكم بالسيوف لتقتنعوا تحت طائلة القتل و التشريد و السبي و الاحتلال ... فيما كنا جميعا نظن أننا خير البشر و أفضل الناس ...
ونحن في الحقيقة نمثل أسوأ أنواع الحيوانات المفترسة التي تفوق بأشواط شاسعة دناءة و ضراوة و بأس الضباع البرية التي تهيم على وجوهها ...
...
...
...
(انتابني كثير من الحزن و أنا أطالع شيئا من تنفيذ بعض الأحكام من طرف أسلاميين فكتبت ماقرأتم ...)
...
...
... شكرا .