الوقاية والحذر

الوقاية والحذر
ماهر محمدى يس


الوقاية خير من العلاج .. حكمة عظيمة ذات مدلول كبير، وهي تشمل الوقاية في جميع الأمور الدينية والدنيوية، إلا أن الوقاية في الأمور الدينية أهم بكثير؛ إذ يترتب عليها فوز العبد في الدار الآخرة أو هلاكه ، فيجب على المسلم أن يقي دينه مما يضر به، وعليه أن يقي نفسه من غضب الله وأليم عقابه.
وعن الوقاية والحذر في الإسلام ، ذلك المنهج الذي نستجلي به كم يدفع الله عز وجل عنا من الشرور ، وكم يقينا من الآثام ، وكم يسلمنا من الرزايا والبلايا إذا استمسكنا بإيماننا ، والتزمنا إسلامنا ، واتبعنا قرآننا ، واقتفينا آثار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
والوقاية ينبغي أن تكون شاملة للأبدان والقلوب والعقول، وثمار الوقاية والحذر الأمن والأمان والطمأنينة والسلامة والنظافة والطهارة.
فنسأل الله عز وجل لنا ولكم الوقاية والسلامة والحماية، وأن يحفظ علينا إيماننا وإسلامنا وأخلاقنا.

قال سبحانه وتعالى :
* وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ... (سورة المائدة : ٤٩).
* ... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة النور: ٦٣).
* ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (سورة البقرة : ٢٣٥).
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانْفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعًا (سورة النساء :٧١).
* وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (سورة التوبة : ١٢٢).
* ... وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ... (سورة الأنعام:151).
* الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (سورة الأنعام:82).
* ... وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ... (سورة الأعراف : 157).
* وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا
عَظِيمًا (سورة النساء : 93).
* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (سورة الإنسان: 11).
* وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (سورة الإسراء: 32).
* ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ ... (سورة آل عمران :154).
* وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً... (سورة البقرة : 125).
* ... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (سورة البقرة : 222).
* ... وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ... (سورة البقرة : ١٩).
* ... وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ... (سورة البقرة : 195).
* ... وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ... (سورة النحل : 81).
* ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (سورة الحج :30).
* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (سورة المائدة : 28).
* وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (سورة الحجر : 82).
* ... وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ... (سورة النور : 55).
* وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ
اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (سورة النحل : 112).

* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته ".
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ".
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ".
* عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباءٌ لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاءٌ أو سقاءٌ ليس عليه وكاءٌ إلا نزل فيه من ذلك الوباء".
* فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُورد ممرض على مصحّ".
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها".
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والجلوس في الطرقات! قالوا: يا رسول الله! مجالسنا ما لنا منها بد، قال: فإن كنتم فاعلين فأعطوا الطريق حقه: غض البصر، ورد السلام ، وكف الأذى".
* وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون".
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمي الله ورفع حجرا أو شجرا أو عظما من طريق الناس، مشى وقد زحزح نفسه عن النار ".
* عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ".
* فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كان جُنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم؛ فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل
فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مُغلقاً".
*فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "مَن أشار إلى أخيه
بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنه حتى يدعَها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نَبْلٌ فلْيُمْسِكْ على نِصالِها". وفي رواية: "فليقبِضْ بكفّه أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء".

الوقاية والحذر سبيلنا للأمن والأمان والسّلامة العامة للفرد والمجتمع بما يدرأ عنه كلَّ خطرٍ ،
طالما الإنسان مرتبط بإستقامته , على أمر ربه ومداومته على طاعته والإقبال على عبادته , وهذا هو الإيمان الصادق الذى يعصم من الوقوع فى المعاصى والإنزلاق فى الآثام والذنوب .
الأمن أساسه أن نعرف الله أولاً فإذا عرفناه عرفنا حقوقنا، وعرفنا واجباتنا ، والمؤمن يشعر بالأمن لأنه يتعامل مع جهة واحدة هي الله، والمؤمن يشعر بالأمن والطمأنينة لأن الذي بيده كل شيء إلى جانبه، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟ ، وهنا أقول لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه.
وهكذا يتأكد الأمن والأمان للإنسان الطائع , والمستقيم فى سلوكه مع ربه ونفسه والمجتمع الذى يعيش فيه ، فأنت حينما ترضي الإله جلّ جلاله، يتفضل عليك بنعمة لا تعدلها نعمة على الإطلاق ، فينبغي أن يشكر الناسُ الله تعالى على هذه النعمة العظيمة وأن يحافظوا عليها، وبالخوف من الله سبحانه ومراقبتِه يتحقق الأمن والأمان في الأرض .

ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط