أيتها الكواسر ... آثمة المناقير ... دامية المخالب ... إنك لا تطيرين إلا حيث يسكن الألم ... و الحزن ... و شدة الالتفات ... و التنكر لهدى شموس العقول الراكظة في سهول العلوم و النور الخلاب ... أيتها الطيور الناعقة بالجراح هل تقتاتين إلا على بكاء اليتامى و محاجر الثكالى اليابسة المتفتتة قهرا و ضيما ... التي جفت دمعا و انهمرت دما و انهملت حسرة ... ترى هل فرط الأجداد في تعليمك أن زراعة الشوك لا يجنى منها العنب بل الريب و الكذب و السلب و النهب و القروح المتقيحة في التراث و الأسفار التي تمشي عليها سيوف النار و الظلم و الافتضاح ...
أيتها الجوارح قاسية الألوان ... يابنت الليالي الداجية رهبة و قسوة و موتا ... متى ترسل السماء عليك من يجتث جذورك خناجرمن جبين الأمم ... من يحرق أغصانك التي تتدلى منها رؤوس الشياطن ... صفحات مكتوبة بحبر العدوان و الجهل و التقهقر ... متى تحلق فوق الهامات الخاوية نسور الحديد فترسل عليك انتقام المساكين رصاصا و نارا و بارودا و احتراقا متى تتسلط عليك القلوب التي تماثلك رعبا و خواءا فتلتهمك كتبا و خيولا و قرى و عمامات سوداء معربدة
... ليت شعري ... متى نطير فرحة بعيد الانتصار على ظلامك ... متى تزدحم السماء بطيوف الأرواح المقهورة التي أرسلتها إلى جهة البكاء و المذلة ...
اليوم فلتهوني ... أيتها الكلاب المتسخة ... فلتنتهي و لتقهري ... و لتهاني ... و لتذلي ... و لتنقرضي أيتها الغربان الكسولة في ميدان الضياء الجامحة تحت أجنحة الفساد تاريخا و تراثا و علما زائفا و حضارة من الأسف و التراجع و الغربة عن الألوان و البسمة و الأعياد و الفرحة و الحياة ... فلتذلي ... فلتهاني ... فليرنا عدوك أشلاءك مبعثرة و كتبك محترقة و أعلامك منكسة داخل حاويات القمامة مع قارورات الخمر و أخشاب الميسر و سجائر القنب و أكياس الهيروين و زجاجات فيروسات الكوليرا و مرض نقص المناعة المكتسبة ... ما أشد شبهك بفيروس فقدان المناعة المكتسة لأن المصاب بك يموت و لا يشفى منك ... ليت شعري متى نخرج كالأطفال نصيح فرحة بذر رماد جماجمك التي شواها البارود تنثره رياح الأودية الغائبة في منحدرات الشفاء منك و من جراثيمك الآبقة ... شكرا .