الأرض جميعها ... وطن للإنسان ... ( و هناك زيادة على هذه القاعدة ليست هذه مناسبة مواتية لإيرادها ... )
و إذا كان الأمر كذلك فإن مما ينبني على أسس مثل هذه الأطر الطبيعية الفكرية مايلي :
أن مطر وملح و سكر هذا الوطن من حق مواطنيه كافة وتبعا لذلك فإن قمح الأرض من حق جميع سكان الأرض ... سواء أجتهد في جنيه بنوها أم تكاسلوا فمادامت الأرض ملكنا مجتمعين فإن خيراتها لنا معا و للعامل على الكسول زيادة و درجة ...
أن السير على تراب الوطن حق مكفول لكل مواطن يسعى من أجل تحصيل مصلحة مشروعة و أنه يحرم تكبيل الخطى بقوانين جوزات السفر و مراكز خفر و حرس الحدود و مكاتب السفارات و القنصليات و أسر الناس داخل سجون قوانين المواطنة المحدودة و غسل أدمغتهم من أجل ربطهم بتراب دون تراب و بمكان دون مكان و بوطن دون وطن ... و بحجرة دون حجرة في بيتهم الكبير الذي يملكونه كله معا بالتساوي ... و أنه لا حق لأحد أن يمنع أحداً من التنقل في أرجاء بيته كيف شاء و متى ماشاء مالم يضر أو يعتدي ...
و بناءا على ذلك فلا حق لأحد أن يخرج أحدا من أرضه التي يسكنها و التي انتقل إليها و لو منذ أمس أو التي ولد فيها و مات و دفن في تربتها آباؤه ... و يستعمر نفسه بعد ذلك فيها ...
و كذلك ليس من حق أحد خرج و استوطن بلادا أن يطالب سكان موطنه الأول أن يتركوه له و ينتقل هو إليه بعد إخراجهم منه إذ لا مصلحة ...و لا خير في ذلك ... على عكس مالو أراد العودة فيوسع له و يرحب به و يقابل بالهتاف و الأناشيد و الزغاريد ...
و لكن كيف يستقيم هذا الكلام إذا جاء أهل وطن في قحط و مسغبة و مجاعة على صهوات الجياد ممتشقين رماحهم و أرادوا دخول أوطان غيرهم عنوة ؟؟؟
و الرد الجميل على مثل هذا الموقف و تماشيا مع ما تم إيراده آنفا أن لهم حق الأخوة فينالوا من خيرات الأرض بقدر ما يسد رمقهم و يكفيهم و تقدم لهم يد المساعدة من أجل استصلاح أرضهم فإن أبوا إلا أن يستعمروا أنفسهم في الأرض التي هي موطن غيرهم قوتلوا حتى يرعووا و يتأدبوا ...
و جميع أشكال الاستعمار مرفوضة غير مقبولة ... و لكن تراعى حاجات الناس في أقطار الأرض فينجدهم الكريم و يسعى لمصلحتهم الرحيم و لا يتركوا لناب المرض و المجاعة و الحر ينهش أبدانهم النحيلة ...
و دول الغرب سباقة إلى نجدة الناس في أصقاع المعمورة على عكس بلاد المسلمين التي تكتفي بمساعدة المسلمين و تترك للمصير المجهول سواهم و كأنهم ليسوا أخوة و أهلا و عشيرة ...
و لكن السعي إلى تنظيم النسل مطلوب و ضرورة يستوجبها إلحاح متطلبات حفظ النسل و ضمان كرامته و دفع الأضرار التي يجرها تكدس أفراده في ظل شح الموارد و قلة أسباب الحياة في بقاع شاسعة من وطننا الكبير ... الأرض ..
شكرا .