كانت تنتظره بفارغ الصبر للاحتفال بعيد ميلاده
فإذا الطارقُ شرطيٌّ أتاها بالخبر المفجع....
رُبَّ مَـسَـاءٍ شَاعِـرِيّـاً بَــدا
يَبْعَثُ في النَّفسِ رقيـقَ المُنـى
تَأْتلِـقُ الأحـلامُ فـي جَــوِّهِ
مِثلَ العَذارى وَسْطَ رَوْضِ الهَوى
قـدْ شَـوَّشَ الطّـارِقُ ألحَانَـهُ
لَمّا تَرَاءى مثلَ طَيْـفِ الـرَّدى
أطْرَقَ عِنْـدَ البـابِ رأسـاً بِـهِ
تَرْتَسِمُ الحِيـرَةُ فـي مـا أتـى
تَسَمَّرَتْ فـي الأرضِ أنْظـارُهُ
كَأنّـهُ يَرْنـو لِشَـيْءٍ هَــوى
واحْتَـدَمَ الصَّـمْـتُ فَأنْفـاسُـهُ
عَاصِـفِـةٌ مُـنْـذِرَةٌ بِالـفَـنَـا
فَراعَـهـا مَنْـظَـرُهُ واقِـفــاً
بالبـابِ فَاسْتَنْكَـرَتِ المُلْتَـقـى
وَليْـسَ ثَـمَّ مَـوْعِـدٌ بَيْنَـهـا
وَبَيْنَـهُ فَاسْتَغْرَبَـتْ مـا جَـرى
وَبــادَرَتْ بِنَـبْـرَةٍ شَـابَـهـا
بَعْـضُ ابْتِسـام قَاتِـمٍ كاللَّمَـى
يَا طَارِقـاً فِـي الليْـلِ أبْوَابَنَـا
مَـا كُنْـتَ مَدْعُـوّاً لِعِيـدٍ هُنَـا
قـالَ بَلَـى دُعِـيـتُ لكِنَّـمَـا
قَدْ نَابَ عَنْ دَعْواكِ دَعْوَى القَضَا
فَانْطَلَقَـتْ لَحْظَتَـهـا شَهْـقَـةٌ
وَأبْصَـرَتْ فِيـهِ نَعِيّـاً نَـعَـى
أتَيْـتَ بِالمَـوْتِ بِـلا مَـوْعِـدٍ
وَالحُبُّ فـي مَوْعِـدِهِ مَـا أتَـى
وَيْحِي! وَهـذِهِ الاغَانِـي لِمَـنْ
أهـذِهِ الشُّمُـوعُ ذَابَـتْ سُـدَى
رَسَمْـتُ مِـنْ بَسْمَتِـهِ لَوْحَـةً
عَلَّقْتُهـا بَيْـنَ نُجُـوُمِ السَّـمَـا
وَصُغْتُ مِـنْ ضِحْكَتِـهِ نَغْمَـةً
طَرّزْتُ فيهـا هَمَسـاتِ المَسَـا
وَمِـنْ صَـدَى أنْفَاسِـهِ طَائِـرَاً
إلَـى سَمَاواتِـي يَغُـذُّ الخُطَـى
***
تَرَاجَعَـتْ وَالحُـزْنُ يَغْتالُـهـا
وَانْتَحَرَ الشَّمْـعُ وَمَـاتَ الغِنَـا
مَا الحُزْنُ وَالفَرْحُ سِوَى دَمْعَـةٍ
تُذرفهـا تَغيُّراتُ القَـضَـا
وَالفَرْحُ إنْ حَقَّقْـتَ فِـي كُنْهِـهِ
غَفْوَةُ حُزْنٍ فِي قُلُـوبِ الـوَرَى
رُبَّ مَـسَـاءٍ مُدْلهِمٍّ بِــهِ
تَأتَـلِـقُ الآلامُ مَهْـمَـا دَجَــا
المفضلات