ماهو الهدف الحقيقي ... لهذا النظام ... النشط و ذو الإرادة و البأس الشديد إلى حد ما ...؟
هل هدفه قومي توسعي استعماري أم هدفه عقدي عقائدي و أن قصارى مايصبو إليه مهما خاف الخائفون و علت أصواتهم بالويل و الثبور هو مجرد نجدة إخوان المذهب و عدم تركهم لقمة سائغة في فم الأنظمة التي تحكمهم و تستأصلهم أو على الأقل تقصيهم ليفنوا فناءا بطيئا بلا صوت .... ؟
أم أن الهدف هو محاولة وضع صخرة كبيرة بين العجلات التي تقتحم المنطقة و تريد رأس هذا النظام في هذه الدولة التي تنهكها العقوبات تعبا فيكون الهدف مشروع دفاع عن النفس و اتقاء لأذى الصائل الذي لا تهمه غير نفسه ... و حماية ربيبته المدللة التي تتنفس رماد الحرائق التي تأكل الدول من حولها ...؟
و هل هؤلاء الذين يخوفون من جبروت و سحر و عبقرية و طيش و عدوان هذا النظام هم مجرد نافخين بلا بأس مثل الوزغ الذي لا يغني النار نفَسُهُ ... و أنهم إنما يظنون ظنونا و ماهم بمستيقنين ... أو أنهم و في إطار حملة مقصودة و منظمة يبادرون إلى تصوير ذلكم النظام في تلكم الدولة بتلك الصور الشنيعة لمجرد أخذ الحيطة و الحذر و استنفار الجماهير و إعدادها لمعركة متوقعة و لكنها معركة غير مجزوم لا بميقاتها و لا بأسبابها و لا بالمتبارين فيها ...؟
و إلى أي حد يمكن اعتبار نشاط إيران رد فعل و انفعال ضد سعي كثير من الدول الصديقة و الشقيقة و المكتوب على جبينها العداوة و البغضاء إلى زعزعة استقرارها و محاولة استفزاز فئات داخلها ضمن هجمة لإضعافها و التأثير عليها لكبح جماح تمدد أو ما تلفظة أو ماكانت تلفظة ثورتها الإسلامية غداة نجاحها في المنطقة ...؟ فبادرت إلى المواجهة بالمثل ذلك أنه لا يمكن مقارنة محاولة تصدير الثورة فكرا و عقيدة حيث يكون التغيير من خلال الشعوب نفسها التي تحتضن القادة و تؤيدهم و تسير بهم محمولين على أعناقها و تضعهم سالمين على كراسي الحكم داخل قصور الملك بالسعي إلى ضرب الدول عسكريا و تأليب الأحلاف و جمع الأعداء من أجل الإطاحة بهذا النظام أفقيا و من فوق رأسه لا من تحت قديه ... و هل أمر استهداف أنظمة الحكم سواءا بهذا الشكل أو ذاك هو واحد و أن دول المنطقة هي التي ترد الفعل على إيران و أنها هي المنفعلة لمحاولاتها ضرب استقرارها و تغيير أنظمة حكمها بطريقة أو بأخرى من قبل إيران ...؟
أما فيما يتعلق بفن الدبيب الذي يتحدث عنه الدكتور الفاضل فهو ديدن و سلوك كل الدول ضمن جغرافيتها طلبا لتحقيق أهدافها و الوقوف مع أصدقائها ضد أعدائها ... إنه سلوك قد تكون تعلمته إيران من أمها بريطانيا مثلا أو خالتها الولايات المتحدة أو من ضرتها إسرائيل أو حتى من خالتها من الرضاعة روسيا ... بأن تتوسل بكل طريقة لبلوغ أهدافها في حدودها و خارجها و بعيدا عنها أيضا ...؟ و التسلل من خلال شقوق الأقليات الفكرية أو الدينية أو الطائفية أو حتى النسوية أو حتى من جهة التذرع بالدفاع عن حقوق الإنسان فهو مسوغ عمل تستغله كل الدول مجتمعة و لا تسلم منه دولة منها واحدة ... أبدا .
و أما الحرب بالوكالة و عن طريق الفئات الموالية فهو أمر حقيقي و ملموس و لعله شكل هو الآخر يستعمله كل أحد بلا تمييز و بدون أن يبرأ منه أيٌ كان و في كل مكان و حتى يومنا هذا ما تزال كثير من الدول و الأحلاف تعين من يوافقها و يتبنى توجهاتها الاستراتيجية من أجل التأثير على أحد الأنظمة أو إسقاطه ... نظام صدام و نظام القذافي و المسألة الكوبية قديما و الفنزولية حديثا و في سوريا هذه الأيام و من قبل بعض الممالك العربية حتى ... فكيف يكون الأمر حراما على إيران و تستحله الشيوخ صاحبة الفتوى للسعودية و أخواتها كمثال ...؟
و الفكرة الأهم في الموضوع ككل هي ضرورة الاحتماء بالتكتل الكونفدرالي الذي يجب أن تنضوي تحته جميع دول المنطقة التي تتقارب في وجهات النظر المشروعة من أجل الحفاظ على الأمن و الهوية و المصالح الحيوية بشكل مجمل ... شكرا و تحية ْ .