آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: منكبي الكافر في الآخرة: النار والحميم يطوفون بينهما .. وليسا كتفيه

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي منكبي الكافر في الآخرة: النار والحميم يطوفون بينهما .. وليسا كتفيه

    ما بين منكبي الكافر مسيرة
    ثلاثة أيام للراكب المسرع



    صحيح البخاري (8/ 114)
    6551 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا الفُضَيْلُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ المُسْرِعِ»
    __________
    من منهج الأمام البخاري رحمه الله تعالى، أنه لا يقبل الحديث الذي يرويه الثقاة حتى يعرضه على كتاب الله، فإن كان في الحديث ما يخالف القرآن رفض اعتماده في صحيحه.
    ولا يخفى على البخاري أن ظاهر هذا الحديث على ما اشتهر عندنا مخالف للقرآن،
    فالراكب المسرع يقطع أكثر من مائة كيلومتر في اليوم، فمن كان عرض أكتافه بهذا العرض (300 كلم) أو أكثر (على اعتبار المنكب هو ملتقى العضد بالكتف)؛ فإنه سيسدُّ الأفق ويملأ المكان ولن ترى غيره،
    وكيف يتحدث أحدهم مع أمثاله إذا كان بين فم الواحد وأذن الآخر مئات الكيلومترات ...
    وأصحاب النار في خصام دائم ويلعن بعضهم بعضًا.
    وقد بينت الآيات أنه يُرى في النار جموعًا كثيرة من أصحاب النار في آن واحد،
    قال تعالى : { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ {51} يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ {52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ {53} قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ {54} فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ {55} الصافات.
    فقد استعان بمن حوله لتحديد مكان قرينه الهالك من بين جموع أصحاب النار.
    وقال تعالى : { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {47} وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ {48} الأعراف.
    وقال تعالى : { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50} الأعراف.
    فهم يرون جموعًا ... ويتكلمون مع جموع وليس أفراد، ودل ذلك على أن أحجام أصحاب النار كأحجامهم التي كانوا عليها في الدنيا.
    ولو كان الكفار في النار بذلك الحجم الضخم لكان عرض كفي أحدهم (50-60كلم) ..
    ولا تسأل عن طول أذرعتهم،
    فلا يحتاجون عند ذلك لسؤال أصحاب الجنة أن يفيضوا عليهم بالماء ..
    فأيديهم لوحدها ستصل إلى وسط الجنة، وكفي أحدهم كافية لغرف بحيرة بمائها وطينها وما حولها من الأشجار والناس.
    فلا يمكن التوفيق بين ظاهر النص (باعتبار أن المنكب هو ملتقى العضد بالكتف) وهذه الآيات،

    ولكن لماذا صح هذا الحديث عند البخاري وثبته في صحيحة مع علمه بمخالفته الظاهرة للقرآن؟
    كان الأمر مختلفًا عند البخاري ...
    لم ينظر البخاري إلى منكب الإنسان الذي لم يذكر في القرآن،
    ولكنه نظر إلى مناكب الأرض التي ذكرت في القرآن،
    لم يرد ذكر المناكب في القرآن إلا في آية واحدة؛
    في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ{15} الملك.
    مناكب جمع منكب، مثناه منكبان بالرفع، ومنكبين بالنصب والجر، ومنكبي بالإضافة.
    ومناكب الأرض كثيرة ، وجاء طلب السير فيها لأجل الرزق،
    ومناكب الأرض هي ميلانات المرتفعات والجبال فيها،
    فالمنكب من الفعل "نكب" بمعنى عدل ومال،
    ومناكب الأرض هي التي تمد الأراضي الزراعية بالماء الذي يسيل منها،
    وما يحمل معه من الأملاح والمعادن التي يحتاجها النبات.

    فمع ذكر المناكب كان ذكر المشي والمسير للوصول إلى الرزق الذي لا غنى عنه وأكله.
    ولأصحاب الجنة رزقهم الطيب في الجنات،
    ولأصحاب النار رزقهم الخبيث من زقوم وحميم،
    وليس لأصحاب النار إلا منكبين فقط يسعون بينهما؛
    حدهما النار والحميم الذي ينبت به شجر الزقوم؛
    أو الميلانان اللذان ينزل من أحدهما الكفار إلى الحميم، ويصعدون من الآخر،
    لأن مقتضى الطواف ألا يسير في نفس الطريق في ذهابه وإيباه،
    : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ {43} يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ {44} الرحمن.
    : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ {62} إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ {63} إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {64} طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ {65} فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {66} ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ {67} ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ {68} الصافات.
    : { لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ {52} فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {53} فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ {54} فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ {55} هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ {56} الواقعة.
    فحسب لفظ الحديث؛ أن أخفهم حملاً وأسرعهم سيرًا يحتاج بعد التصلية في النار، مسيرة ثلاثة أيام للنزول إلى الحميم وأكل الزقوم، ومكثهم فيها لا يطول؛ لأنهم في طواف دائم، فكيف يكون حال من يحمل أثقالا كبيرة؟
    والانتقال من النار إلى الحميم والزقوم يكون نزولاً؛ لأن الماء الحميم والذي ينبت به الزقوم أو يكون معه، لا يجتمع ويستقر إلا فيما انخفض وكان الأسفل، وكما بينه تعالى { فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}، فالجحيم هي النار والحميم معًا، والحميم في أصلها.
    والعودة إلى النار من الحميم يكون صعودًا، والصعود ثقيلاً، فكيف بمن حمل حملاً ثقيلاً؛
    قال تعالى في حق الوليد بن المغيرة المدعي بأن القرآن سحر يؤثر ليصد الناس عنه، ففد حمل فوق ثقله أثقال من أضلهم معه: { كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا {16} سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا {17} المدثر.
    وعلى ذلك فإن الظل من يحموم له ثلاثة شعب؛ في قوله تعالى:
    : { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ {41} فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ {42} وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ {43} لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ {44} الواقعة.
    : { انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {29} انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ {30} لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ {31} المرسلات.
    شعبة فوق الحميم والزقوم، وشعبة فوق نار الجحيم، وشعبة فوق ما بينهما؛ أي فوق مكان النزول من النار إلى الزقوم والحميم، والصعود إليها.
    وانطلاقهم لن يتوقف لدوام طوافهم في الجحيم بين النار والحميم.
    فالحديث ذكر المسافة ما بين منكبي الكافر بمسيرة الراكب المسرع، ولم يقارن ما بين منكبيه ببعد العلامات الثابتة لأماكن معروفة،
    لأنه أراد بيان منكبي الكافر؛ هما اللذان يسير الكفار بينهما بطواف دائم.

    ولم يزد البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه بشيء فوق ما جاء في الحديث، مما ذكر في أحاديث أخرى من أهوال ومناكير نسجها كذابون ووضاعون وضعفاء ومن كانوا على حال دون الثقة بهم، ولا يعتمد على شيء مما جاءوا به ونقلوه مما سنبيه لاحقًا.
    هذا هو البخاري رحمه الله تعالى عليه.
    الذي وضع شروط صحة نقل سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    والتي قِيس عليها صحة روايات غيره من المحدثين.
    وصحيحه الذي سيَّج صحته بشرط عدم مخالفته للقرآن،
    هو خط أحمر لا يجوز تجاوزه .... والإنكار عليه.
    ومن لا يقدر البخاري بالصحيح الذي جمعه ..
    ولا يحبه لأجل خدمته لدين الله وسنة نبيه ...
    فلا أحبه الله ... ولا ثبته على الصراط.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/08/2017 الساعة 11:35 AM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •