ظلَّ يدعو الله سبعين سنة أن يرزقه الملح
لكنّ الله لم يهبه ما طلب رغم إلحاحه المتواصل!
فهو لا يترك فرضًا من فروض الصلاة وحريص على صيام رمضان وحج بيت الله الحرام وإيتاء الزكاة ..
ويكّثر من تلاوة القرآن وإخراج الصدقات ولا يفوته قيام الليل ومتمسك بصيام النوافل ..
يا إلهي .. لِمَ لمْ يستجب الله لي ويرزقني الملح
رغم أنني أنام على طهارة ولا أترك ذكرا من أذكار حصن المسلم !
حتى أنني التحقتُ بحلقات حفظ القرآن وسارعتُ في حفظ كتابي البخاري ومسلم ..
ولم أتهاون في تعلم العلم الشرعي .. عقيدةً وفقه وتفسيرًا وحديثًا
حتى أنني اشتركتُ في الجهاد المقدس ضد أعداء الدّين من الروافض والأشاعرة والصوفية والخوارج والعلمانيين والليبراليين وشردتُ بهم من خلفهم
لكن الله لم يرزقني الملح!
قيل لي أن أتوجه إلى إمام الحرمين وأرجوه أن يدعو الله لي في صلاة القيام بأن يرزقني الملح الصالح.
وصدقا كان رجلًا متواضعًا وكريمًا جدّا فقد رحب بي ووعدني خيرًا وبشرني بما يسرني وأن الله سيستجيب لي عاجلًا غير آجل.
وفعلا بكى بكاءً محرقًا اخضوضبت لحيته بالدموع وابتهل ابتهالًا خلت أن الله سيرزقني الملح بعد التسليم استجابةً لهذا الإمام التقي!
ولكن ... لم أرزق بالملح!
حوالي سبعين عاما والملح يباع بالقرب مني ولم أذهب إليه؛ فهو القاتل الصامت المسبب لارتفاع ضغط الدّم.