قلب
هاينر موللر
الأول: أتسمحون لي أن أضع قلبي تحت أقدامكم؟
الثاني: إذا كان ذلك لن يلوث لي الأرضية.
الأول: قلبي نقي.
الثاني: سوف نرى.
الأول: لا أستطيع إخراجه.
الثاني: أتريدني أن أساعدك؟
الأول: إذا لم يكن لديكم مانع.
الثاني: بكل سرور. ولكني أنا الآخر لا أستطيع انتزاعه.
الأول: - يولول -
الثاني: سوف أخرجه لك بعملية .. لماذا أحمل هذا السكين إذاً؟
سوف نخرجه حالاً، علينا أن نعمل ولا نتردد ..
ها قد حصلنا عليه ولكنه قالب من الطوب ..
قلبك قالب من الطوب.
الأول: ولكنه لاينبض إلا لك سيدي.

=================

هاينر موللر

(بالألمانية: Heiner Müller).
هو شاعر وكاتب مسرحي وكاتب مقالات ألماني. ولد عام 1929 في زاكسن، ومات عام 1995 في برلين.وفي عام 1945 اشترك في الحرب. وفي بداية الخمسينيات عمل صحافياً وكاتباً في برلين. كما عمل في اتحاد الكتاب في ألمانيا الديموقراطية، ثم سحبت منه عضويته عام 1961. ومنذ عام 1964 ألف مسرحيات تناول فيها ثيمات إغريقية ورومانية قديمة، كما اهتم بأعمال شكسبير. وفي الفترة من 1970 حتى 1976 عمل مخرجاً مسرحياً في مسرح برلينر إنسامبل (فرقة برلين) في برلين، وتولى إدارته
>>>>>
الموشسوعة العربية
نبيـــل الحفــار
مولر
(هاينر ـ)
(1929
ـ 1995)

يُعدّ هاينر مولَّر Heiner
Müller أحد أبرز رجال المسرح
العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، فهو كاتب ومخرج ومترجم ومدير مسرحي، أثارت
أعماله الأدبية والفنية جدلاً عميقاً على صعيد السياسة والفن المسرحي في الشرق
والغرب على حد سواء. وهو يقول: «لقد بدأتُ من حيث انتهى بريشت». ولد في بلدة إبِّنْدورف
Eppendorf
(سكسونيا ـ ألمانيا)
وتوفي في برلين مريضاً بالسرطان. استدعي إلى
الجيش النازي وهو في السادسة عشرة من عمره، فوقع عام 1945 في أسر القوات
الأمريكية. حصل على الشهادة الثانوية عام 1949 وعمل موظفاً في مجلس مدينة
ڤارِن Waren
"'> وفي مكتبتها العامة، وسرعان ما تحول إلى العمل في الصحافة الأدبية
(1950ـ 1956) وبدأ بنشر كتاباته الأولى، كما عمل في اتحاد كتاب جمهورية ألمانيا
الديمقراطية وفي «مسرح مكسيم غوركي» في برلين، ومحرراً في مجلة «الفن الشاب» >
Junge Kunst


إلى أن قرر التفرغ للكتابة كلياً عام 1959. إلا أن ميله إلى ممارسة العمل المسرحي
دفعه إلى العمل مشرفاً درامياً Dramaturg في «البرلينر أنسامبل» Berliner Ensemble
ت(ت1972ـ1976) (أحد أشهر المسارح العالمية آنذاك)،
ثم في «مسرح الشعب» Volksbühne في برلين أيضاً حتى منتصف الثمانينيات، وصار في عام 1992 عضواً في
مجلس مديري «البرلينر أنسامبل»، ثم صار مديره الوحيد منذ آذار/مارس عام 1995.

تنتمي مسرحيات مولَّر المبكرة إلى تقاليد المسرح
التعليمي التحريضي Didaktisch-agitatorisches Theater، وتأثير بريشت فيها واضح بجلاء، ومنها «رافع الأجر» dir=LTR>Der Lohndrücker
ت(1956) و«التصحيح» Korrektur
"'>(1956) و«الحياة في الريف» Das leben
auf dem Lande

ت(1961)
و«البناء» Der Bau
و«الجرَّار» Traktor
ت(1974)
التي رافقت جهود بناء مجتمع الإنتاج الاشتراكي في ألمانيا الديمقراطية، ومن ثم كانت
شخصياته من العمال بمختلف تصنيفاتهم والمهندسين، ومن الفلاحين القدامى والجدد،
وكذلك من اللاجئين إلى ألمانيا الديمقراطية أو من الهاربين منها إلى الغرب.
لم يكن مولر في كتاباته مناوئاً لأهداف المجتمع
الاشتراكي، إنما كان يصدر عن موقف نقدي بعيداً عن تعليمات الحزب الحاكم والدولة،
مما سبّب له كثيراً من الصعوبات عند عرض مسرحياته. وللخروج من هذا المأزق التفت مولر
في السنوات اللاحقة إلى موضوعات أسطورية إغريقية مرتبطة بهرقل وأوديب وبروميثيوس،
كما اقتبس من شكسبير[ر] «مكبث» و«تيتوس أندرونيكوس» في صيغ بالغة العنف. لقد رأى مولر
العالم كمسلخ واسع ودائم، وطوَّر للتعبير عن هذه الصورة لغة تمحيصية وصادمة على
نحو مؤلم، كما في «مسرح القسوة» لأنطونين آرتو[ر]. وبهذا المعنى تكون مسرحية «آلة هملت»
Hamlet Maschine
(1977)
تصويراً عجائبياً (فانتازياً fantasia) لليأس ورفضاً قاطعاً لأي نموذج للتاريخ مؤسَّس على العقل. وقد
وسَّعت هذه المسرحية سمعة مولر عالمياً كاتباً سياسياً سريالياً وصارت مادةً بحثية
في علم المسرح وللتجسيد المشهدي performance ولأعمال مسرحية موسيقية، كما أخرجها الفنان الأمريكي روبرت ويلسُن
R.Wilson ـ المقيم في أوربا ـ مرة في جامعة نيويورك عام
1985 ومرة أخرى بتصور جديد في هامبورغ عام 1986. وفي مسرحيتي «المعركة» dir=LTR>Die Schlacht

(1975)
و«موت ألمانيا في برلين» Germania Tod in Berlin

ت(1978) اللتين تناولتا الحرب، ابتكر مولر مشهدية
رعبٍ ذات زخم لغوي وصوري. أما في المسرحية السياسية الأمثولية «المهمة» dir=LTR>Der Auftrag


(1979) فإن قائد ثورة جَمايكا Jamaica ضد الاحتلال البريطاني يخون الثورة ويعدم شريكه في النضال وينكفئ
إلى أحضان الرأسمالية معلناً: «لم يعد للثورة من وطن». وقد قام مولر نفسه بإخراج
هذه المسرحية عام 1980 في برلين وعام 1982 في بوخوم Bochum. في أعماله اللاحقة أخذ مولر يتخلى عن أدوات التعبير المسرحية
التقليدية، كما في «وصف صورة» Bildbeschreibun
ت
(1984)، فلم
يعد هناك أدوار ولا حدث، بل مجرد الفارق بين الوصف والموصوف. ثم استغرق في السنوات
1984 ـ 1987في كتابة السلسلة المشهدية الضخمة «طريق ڤولوكولامسْك 1ـ5»
Wolokolamsker Chausse I-V
التي عالج فيها تاريخ ألمانيا الديمقراطية من وجهة نظر نقدية
تحليلية. وبعد التصالح بينه وبين الحزب الشيوعي الحاكم في ألمانيا الديمقراطية في
منتصف الثمانينيات، سُمح له بالسفر وبحرية العمل المسرحي والنشر، ثم مُنح الجائزة
الوطنية عام 1986، وقُبلت عضويته في اتحاد الكتاب بعد فصله منه عام 1961. وبمناسبة
الاحتفال ببرلين عاصمةً ثقافية لأوربا عام 1988 أُقيم مهرجان خاص لعروض مولر
المسرحية، ثم انتقل عام 1990 إلى فرنكفورت/ماين بإشراف الأكاديمية الألمانية لفنون
العرض وبمشاركة عروض من شطري ألمانيا على حد سواء.
وعلى أثر انهيار جدار برلين واتحاد جزأي ألمانيا
انحصر عمل مولر في الإخراج المسرحي، كما دخل ميدان الإخراج الأوبرالي عام 1993 في
مدينة بايرويت Bayreuth
بإخراج أوبرا فاغنر[ر] «تريستان وإيزولدِه» dir=LTR>Tristan und Isolde

التي لاقت استحساناً ونجاحاً كبيرين. وأخرج عام 1993 في «البرلينر أنسامبل» توليفة
نصية Textcollage
بعنوان «مبارزة بين الجرَّار وفاتْسر» Duell
Traktor Fatzer

مكونة من أجزاء من نصوصه مع آخر نص لبريشت. ثم أخرج في العام التالي نصه الجديد
«رباعية» Quartett
Arabic"'> المقتبس من رواية الكاتب الفرنسي لاكلو[ر] «العلاقات الخطرة».
وكان آخر أعماله الإخراجية اللافتة في عام 1995 مسرحية بريشت[ر] «صعود آرتورو أوي
الممكن إيقافه» إضافة إلى أعمالٍ لشكسبير وموليير[ر] وتشيخوف[ر] وغيرهم.
نبيـــل الحفــار