سابعًا : أن هناك من لا يضع الشاهد من القرآن في المرتبة الأولى،
فتسمية العم بالأب غريبة في عصرنا الحالي،
وعد أحد الإخوة تسمية العرب العم بالأب لا دليل عليه مع كثرة التفاسير التي ذكرت ذلك عن أهل اللغة،
ونقله القرطبي عن النحاس أحد علماء اللغة، واشتهر عنه،
تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 447)
قَالَ النَّحَّاسُ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعَمَّ أَبًا، نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ؛
وقد سمعته من قبائل في جنوب الجزيرة العربية يعيشون في شعب لولا الحضارة ما وصلها أحد،
وعد استمرار تسمية العرب للعم بالأب بأنه من فساد اللسان العربي،
بل إن الشاهد الأقوى جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلـم ؛
ففي مصنف ابن أبي شيبة (7/ 402) في الحديث عن فتح مكة
36902 - عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , ..... [فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ فَرَكِبَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْبَاءَ , وَانْطَلَقَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُدُّوا عَلَيَّ أَبِي , رُدُّوا عَلَيَّ أَبِي , فَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ , إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَفْعَلَ بِهِ قُرَيْشٌ مَا فَعَلَتْ ثَقِيفٌ بِعُرْوَةِ بْنِ مَسْعُودٍ , دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ ]
وأيضًا في مصنف ابن أبي شيبة (6/ 382)
32212 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظَونِي فِي الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ آبَائِي، وَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»
وفي زهرة التفاسير (1/ 418)
وإن أباهم إبراهيم وإسحاق وليس من آبائهم إسماعيل بل هو عم يعقوب وليس أباه ولا جده ولكن العرب تسمي على المجاز العم أبا - كما يسمى العم ابن أخيه ابنه، كما قال أبو طالب لقريش عندما طلبوا أن يعطوا أبا طالب بدلا لمحمد ابن أخيه أنهد فتى من قريش ليسلم إليهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم موبخا: آخذ ولدكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟
أما في كتب اللغة
ففي لسان العرب (14/ 8)
[قالَ ابنُ جِنِّيٍّ وسَمَّى اللهُ تعالى العَمَّ أَبًا فِي قَوْله {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} البقرة 133
وأبِيْتَ صِرْتَ أَبًا وَأَبَوْتُهُ وأبِيْتَ صِرْتُ لَهُ أَبًا وَالاسمُ الأُبُوَّة وَتَأبَّاهُ اتَّخَذَهُ أَبًا
قالَ بَخْذَجٌ (اطْلُبْ أَبا نَخْلةَ مَنْ يَأَبُوكا ... )
وَمَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وَقِيلَ: مَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَيْتَ، ، ]
اتخاذ الأب فيه خيار ولا خيار في الوالد فلا يقال اتخذه والدًا. لأن الوالد واحد والآباء يتعددون.
اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلان يَأْبُو هَذَا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كَمَا يَغْذُو الوالدُ ولَده.
وقد فعل ذلك آزر مع إبراهيم عليه السلام.
لسان العرب (14/ 9)
وكل المفسرين عد الشاهد على أن العم يسمى أبًا من قوله تعالى حِكَايَة عَن بني يَعْقُوب ؛
: {نعْبد إلهك وإله آبَائِك إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق} وَكَانَ إِسْمَاعِيل عَم يَعْقُوب.
وَالْعرب تجْعَل الْعم أَبَا وَالْخَالَة أما، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش} يَعْنِي أَبَاهُ وخالته وَكَانَت أمه قد مَاتَت
وقيل : كل من كَانَ سَببا لإيجاد شَيْء أَو إِصْلَاحه أَو ظُهُوره فَهُوَ أَب لَهُ ، وَلَا يُرَاد بِالْأَبِ المربي أَو الْعم من غير قرينَة، وَلم يرد فِي الْقُرْآن وَلَا فِي السّنة مُفردا، وَإِنَّمَا ورد فِي ضمن الْجمع بطرِيق التغليب بِالْقَرِينَةِ الْوَاضِحَة.
وهذا قول حديث وقد قال به صاحب تفسير المنار.
والله تعالى لا يضع شيئًا في غير موضعه، وفيه البيان بأن العم يسمى أبًا أيضًا،
والقرآن يفسر بعضه بعضًا.
وفي تاج العروس (10/ 46)
المؤازرة، بالهمز أيضا: (المعاونة) على الأمر، تقول: أردت كذا {- فآزرني عليه فلان: أي ظاهر وعاون، يقال:} آزره (و) وازره، (بالواو) على البدل من الهمز هو (شاذ) ، والأول أفصح، وقال الفراء: {أزرت فلانا} أزرا: قويته، {وآزرته: عاونته، والعامة تقول: وازرته. وقال الزجاج:} آزرت الرجل على فلان، إذا أعنته عليه وقويته. (و) المؤازرة (أن يقوي الزرع بعضه بعضا فيلتف) ويتلاصق، وهو مجاز، كما في الأساس. وقال الزجاج في قوله تعالى: { {فآزره فاستغلظ} (الفتح: 29) أي} فآزر الصغار الكبار حتى استوى بعضه مع بعض.
ومن ذلك جاء اسم آزر من مؤازرته لابن أخيه،
وقد يكون هناك أعمامًا آخرين لإبراهيم غير أن المؤازرة كانت من أحدهم، كما كانت من أبي طالب لمحمد صلى الله عليه وسلـم دون بقية أعمامه.
المفضلات