سادسًا : أنه جرى التعامل كذلك مع اسم "آزر" على أنه اسم أعجمي.
جريًا على القول السائد بأن أسماء الأنبياء وغيرهم من غير العرب أسماء أعجمية.
ومعنى القول بأن في القرآن ألفاظ أعجمية ولو كلمة واحدة؛ أن القرآن أعجمي وعربي ...
وأبرأ إلى الله تعالى من هذا القول، وأن يكتب في صحيفة أعمالي.
فإن الناس إذا ركنوا إلى قول تركوا البحث فيه،
وأكثر العاملين في اللغة كانوا من الأعاجم،
وشرف لهم أن يكون في القرآن ألفاظ من لغات أقوامهم،
فارتضوا ذلك ورسخوه في الأمة في الكتب وفي قواميس اللغة عند العرب،
ووصف الله تعالى للقرآن بأنه حكم عربي، وبلسان عربي مبين، وأنه غير ذي عوج، ولا يعوج إلى لسان آخر غير اللسان العربي، وأنه أنزله عربيًا، وجعله عربيًا؛ لعل العرب يعقلوه قبل غيرهم.
فأهمل الأصل العربي لتسمية آزر من المؤازرة والمعاونة حتى يشتد،
ومن ولد يتيمًا فمحتاج إلى المؤازرة حتى يشتد ويقوم هو بشئون نفسه،
وأقرب من يقوم بمؤازرته عمه أو أحد أعمامه إن لم يكن له إخوة رجالاً.
والمؤازرة لا تكون من الوالد، لأن عمله جبلي، وواجب عليه، وهو الذي سعى ليكون له ولد،
فلا يمكن أن يكون "آزر" والد لإبراهيم.
المفضلات