آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

  1. #21
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

    سادسًا : أنه جرى التعامل كذلك مع اسم "آزر" على أنه اسم أعجمي.

    جريًا على القول السائد بأن أسماء الأنبياء وغيرهم من غير العرب أسماء أعجمية.
    ومعنى القول بأن في القرآن ألفاظ أعجمية ولو كلمة واحدة؛ أن القرآن أعجمي وعربي ...
    وأبرأ إلى الله تعالى من هذا القول، وأن يكتب في صحيفة أعمالي.

    فإن الناس إذا ركنوا إلى قول تركوا البحث فيه،
    وأكثر العاملين في اللغة كانوا من الأعاجم،
    وشرف لهم أن يكون في القرآن ألفاظ من لغات أقوامهم،
    فارتضوا ذلك ورسخوه في الأمة في الكتب وفي قواميس اللغة عند العرب،
    ووصف الله تعالى للقرآن بأنه حكم عربي، وبلسان عربي مبين، وأنه غير ذي عوج، ولا يعوج إلى لسان آخر غير اللسان العربي، وأنه أنزله عربيًا، وجعله عربيًا؛ لعل العرب يعقلوه قبل غيرهم.
    فأهمل الأصل العربي لتسمية آزر من المؤازرة والمعاونة حتى يشتد،
    ومن ولد يتيمًا فمحتاج إلى المؤازرة حتى يشتد ويقوم هو بشئون نفسه،
    وأقرب من يقوم بمؤازرته عمه أو أحد أعمامه إن لم يكن له إخوة رجالاً.
    والمؤازرة لا تكون من الوالد، لأن عمله جبلي، وواجب عليه، وهو الذي سعى ليكون له ولد،

    فلا يمكن أن يكون "آزر" والد لإبراهيم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2017 الساعة 06:29 AM

  2. #22
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

    سابعًا : أن هناك من لا يضع الشاهد من القرآن في المرتبة الأولى،

    فتسمية العم بالأب غريبة في عصرنا الحالي،
    وعد أحد الإخوة تسمية العرب العم بالأب لا دليل عليه مع كثرة التفاسير التي ذكرت ذلك عن أهل اللغة،
    ونقله القرطبي عن النحاس أحد علماء اللغة، واشتهر عنه،
    تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 447)
    قَالَ النَّحَّاسُ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعَمَّ أَبًا، نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ؛


    وقد سمعته من قبائل في جنوب الجزيرة العربية يعيشون في شعب لولا الحضارة ما وصلها أحد،
    وعد استمرار تسمية العرب للعم بالأب بأنه من فساد اللسان العربي،
    بل إن الشاهد الأقوى جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلـم ؛
    ففي مصنف ابن أبي شيبة (7/ 402) في الحديث عن فتح مكة
    36902 - عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , ..... [فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ فَرَكِبَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْبَاءَ , وَانْطَلَقَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُدُّوا عَلَيَّ أَبِي , رُدُّوا عَلَيَّ أَبِي , فَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ , إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَفْعَلَ بِهِ قُرَيْشٌ مَا فَعَلَتْ ثَقِيفٌ بِعُرْوَةِ بْنِ مَسْعُودٍ , دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ ]
    وأيضًا في مصنف ابن أبي شيبة (6/ 382)
    32212 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظَونِي فِي الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ آبَائِي، وَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»
    وفي زهرة التفاسير (1/ 418)
    وإن أباهم إبراهيم وإسحاق وليس من آبائهم إسماعيل بل هو عم يعقوب وليس أباه ولا جده ولكن العرب تسمي على المجاز العم أبا - كما يسمى العم ابن أخيه ابنه، كما قال أبو طالب لقريش عندما طلبوا أن يعطوا أبا طالب بدلا لمحمد ابن أخيه أنهد فتى من قريش ليسلم إليهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم موبخا: آخذ ولدكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟
    أما في كتب اللغة

    ففي لسان العرب (14/ 8)
    [قالَ ابنُ جِنِّيٍّ وسَمَّى اللهُ تعالى العَمَّ أَبًا فِي قَوْله {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} البقرة 133
    وأبِيْتَ صِرْتَ أَبًا وَأَبَوْتُهُ وأبِيْتَ صِرْتُ لَهُ أَبًا وَالاسمُ الأُبُوَّة وَتَأبَّاهُ اتَّخَذَهُ أَبًا
    قالَ بَخْذَجٌ (اطْلُبْ أَبا نَخْلةَ مَنْ يَأَبُوكا ... )
    وَمَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وَقِيلَ: مَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَيْتَ، ، ]

    اتخاذ الأب فيه خيار ولا خيار في الوالد فلا يقال اتخذه والدًا. لأن الوالد واحد والآباء يتعددون.
    اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلان يَأْبُو هَذَا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كَمَا يَغْذُو الوالدُ ولَده.
    وقد فعل ذلك آزر مع إبراهيم عليه السلام.


    لسان العرب (14/ 9)
    وكل المفسرين عد الشاهد على أن العم يسمى أبًا من قوله تعالى حِكَايَة عَن بني يَعْقُوب ؛
    : {نعْبد إلهك وإله آبَائِك إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق} وَكَانَ إِسْمَاعِيل عَم يَعْقُوب.
    وَالْعرب تجْعَل الْعم أَبَا وَالْخَالَة أما، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش} يَعْنِي أَبَاهُ وخالته وَكَانَت أمه قد مَاتَت
    وقيل : كل من كَانَ سَببا لإيجاد شَيْء أَو إِصْلَاحه أَو ظُهُوره فَهُوَ أَب لَهُ ، وَلَا يُرَاد بِالْأَبِ المربي أَو الْعم من غير قرينَة، وَلم يرد فِي الْقُرْآن وَلَا فِي السّنة مُفردا، وَإِنَّمَا ورد فِي ضمن الْجمع بطرِيق التغليب بِالْقَرِينَةِ الْوَاضِحَة.

    وهذا قول حديث وقد قال به صاحب تفسير المنار.
    والله تعالى لا يضع شيئًا في غير موضعه، وفيه البيان بأن العم يسمى أبًا أيضًا،
    والقرآن يفسر بعضه بعضًا.

    وفي تاج العروس (10/ 46)
    المؤازرة، بالهمز أيضا: (المعاونة) على الأمر، تقول: أردت كذا {- فآزرني عليه فلان: أي ظاهر وعاون، يقال:} آزره (و) وازره، (بالواو) على البدل من الهمز هو (شاذ) ، والأول أفصح، وقال الفراء: {أزرت فلانا} أزرا: قويته، {وآزرته: عاونته، والعامة تقول: وازرته. وقال الزجاج:} آزرت الرجل على فلان، إذا أعنته عليه وقويته. (و) المؤازرة (أن يقوي الزرع بعضه بعضا فيلتف) ويتلاصق، وهو مجاز، كما في الأساس. وقال الزجاج في قوله تعالى: { {فآزره فاستغلظ} (الفتح: 29) أي} فآزر الصغار الكبار حتى استوى بعضه مع بعض.

    ومن ذلك جاء اسم آزر من مؤازرته لابن أخيه،
    وقد يكون هناك أعمامًا آخرين لإبراهيم غير أن المؤازرة كانت من أحدهم، كما كانت من أبي طالب لمحمد صلى الله عليه وسلـم دون بقية أعمامه
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2017 الساعة 06:39 AM

  3. #23
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

    ثامنًا : أنه لم يراع ذكر اسم علم بعد ذكر الأب، ولا يؤتى به إلا لأجل التمييز؛

    ففي تفسير الفخر:الرازي : أن من الوجوه أن يكون " آزر " عم إبراهيم وأطلق عليه اسم الأب لأن العم قد يقال له : أب . ونسب هذا إلى محمد بن كعب القرظي . وهذا بعيد لا ينبغي المصير إليه فقد تكرر في القرآن ذكر هذه المجادلة مع أبيه فيبعد أن يكون المراد أنه عمه في تلك الآيات كلها .

    ومعنى ذلك أنه الفخر الرازي لم يقنع بتسمية العم بالأب ويريد أن يصرح له تصريحًا بأنه عمه ولا يسميه أبًا.
    وقد تكون التسمية بالعم لها مدلول لا يصلح أن يجعل في هذا السياق.


    والرد عليه من الشعراوي في تفسيره (15/ 9096)
    إذن: لو أن القرآن الكريم حينما تحدث عن أبي إبراهيم فقال (لأبيه) في كل الآيات لا نصرف المعنى إلى الأُبوة الصُّلْبية الحقيقية، أما أنْ يقول ولو مرة واحدة {لأَبِيهِ آزَرَ} [الأنعام: 74] فهذا يعني أن المراد عمه؛ لأنه لا يُؤتي بالعَلَم بعد الأبوة إلا إذا أردنا العم.
    نعم فمجيء العلم للتمييز ولا يكون التمييز إلا بين أفراد من الجمع وليس للوحيد المفرد
    وأول ذكر لأبي إبراهيم في سورة الأنعام : {إذ قال لأبيه آزر} فقد جرى تمييزه "آزر" عن والده في أول ذكر له حتى يفهم بعد ذلك بأن المقصود بأبيه هو "آزر" وليس والده تارح
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 24/06/2018 الساعة 07:17 AM

  4. #24
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

    تاسعًا : أنه يؤخذ دلالة قول إبراهيم : "أبي الأبعد"؛

    في الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري رحمه الله في " صحيحه " (3350(
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي ؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ : فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ . فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَي خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ )

    يستشهد بالحديث ولا يلقى بالا لقوله "ابي الأبعد"
    وليس الأب الأبعد إلا العم لأن الأب الأقرب هو الوالد، والقول كان في موقف الحساب ولم يبعد آزر بعد إلى النار
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/08/2017 الساعة 06:49 AM

  5. #25
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

    عاشرًا : أقول في الختام

    إن الفقه ليس الوقوف على ظاهر الكلام
    فهذا يقدر عليه أكثر الناس ناهيك عن أهل العلم،
    ولكن الفقه أيضًا يحتاج إلى معرفة دقائق الأمور ومقصود الكلام،
    ولا يتأتى ذلك إلا بالإحاطة بكل جوانب المسألة، وبعلوم العربية، والتدبر للنصوص ومعايشتها،
    وليس ذلك بنظرة سريعة وبجهد المقل
    فبظاهر النص نقول : أن اسم أبيه "آزر" وأن الأب هو الوالد على استعمالنا
    : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(74) الأنعام.
    ولا ننظر في مراده بالأب الأبعد في حديث البخاري بأنه العم.
    لو فعلنا ذلك لكان فيه رضا العامة
    والحق الذي أراه خلاف ذلك.

    وعلينا التنبيه بأن الاختلاف في هذه المسألة ليس اختلافًا في مسألة من العقيدة،
    وقد قال بكلا القولين من كبار المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم،
    بل هي مسألة علمية اجتهادية للاجتهاد فيها حظ واسع من النظر

    وأن بحثي ليس في اختلاف اسم والد إبراهيم عليه السلام،
    بل هو بيان أن آزر لا يمكن أن يكون والدًا لإبراهيم، وهو عمه على الرأي الآخر.


  6. #26
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟

    هل عاش إبراهيم طفولته في السرداب ؟

    لم يذكر القرآن هذا الأمر صراحة
    بل ذكر قصة مفادها أنه كان مختفيًا عن أعين الناس
    ودل على أنه لم ير نجوم السماء ولا القمر ليلاً
    ولا رأى الشمس نهارًا
    قبل أن يكون مدركًا للأمور بالغًا
    فكيف يفاجأ يرؤية النجوم ثم القمر ثم الشمس
    والطفل يراها ويدركها ويعرف تسميتها في سنينه الأولى ؟!
    فهذا يدل على أن كان مغيبًا في مكان ما لا يصله الناس،
    وممنوعًا عليه الخروج لرؤية الناس ،
    ولا يعرف عن عبادة قومه شيئًا؛
    : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79} وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ {80}الأنعام
    والعجيب أن أباه آزر لم يذكر باسمه إلا مع هذه القصة،
    فميزالله تعالى أباه باسمه حتى لا يظن أنه والده.
    فيكون والده على غير ما عليه كل والد لأحد الأنبياء.
    وأن "آزر" هو الذي آزره طوال غيابه وقام على رعايته،
    وأنه هو الذي كان يتفقده ويطل عليه، ويرعاه،
    فمتى شاء آزر جاء إليه، وليس على مشيئة إبراهيم،
    فكان في هذا الظهور والغياب سلوكًا مزعجًا لإبراهيم،
    فلا يجده عندما يحتاجه،
    وهذا ما انزعج منه عندما غاب الكوكب،
    ثم عندما غاب القمر،
    ثم عندما غابت الشمس،
    يريد إلها لا يغيب عنه،
    إلهًا يجده متى احتاجه،
    فاهتدى بذلك إلى الله عز وجل،
    وكان ذلك هو الحجة التي اعطاها الله له على قومه.
    ومن البداهة أن تكون مواجهته لأقرب الناس إليه،
    وأكثرهم اتصالًا به؛ إنه "آزر"
    ويستنكر عليه عبادة أصنام هو يأتيها في مكانها
    ولا قدرة لها على أن تفارق مكانها فيأتيك متى احتاجها.
    وأن يعبد من لا يسمعه ولا يكلمه
    فسنين غيابه في السرداب
    لقنته الحكمة وأخذ الدرس وملك الحجة
    في مواجهة قومه ودعوتهم إلى الله


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •