هل حقًا يرد النبي السلام على من يسلم عليه بعد وفاته ؟!

[أبو مسلم العرابلي]

هل حقًا يرد النبي السلام على
من يسلم عليه بعد وفاته ؟!

سنن أبي داود (2/ 218)
2041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»
__________

• في إسناده أبو صخر حميد بن زياد، وقد أخرج له مسلم في صحيحه, وقد أنكر عليه شيء من حديثه، وضعفه يحيى بن معين مرَّة، ووثقه أخرى.

[أبو مسلم العرابلي]

سنن أبي داود ت الأرنؤوط (3/ 384)

97 - باب في الصلاة على النبي - صلَّى الله عليه وسلم - وزيارة قبره (1)
2041 - حدَّثنا محمدُ بنُ عوفٍ ، حدَّثنا المقرئ (عبد الله بن يزيد العدوي المكي) ، حدَّثنا حيوةُ (بن شريح التجيبي)، عن أبي صَخْرٍ حميدِ بنِ زياد، عن يزيدَ بنِ عبد الله بن قُسيطٍ عن أبي هريرة أن رسولَ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنْ أحَدٍ يُسلِّمُ علي إلا ردَّ اللهُ عليَّ رُوحي حتى أردَّ عليه السَّلامَ" (2).
__________
(2)أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (526)، وأخرجه أحمد في "مسنده" (10815)، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 245، وفي "الدعوات الكبير" (158)، وفي "شعب الإيمان" (1581)، وفي "حياة الأنبياء بعد وفاتهم" (15)، والقاضي عياض في "الشفا" 2/ 78 - 79 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد

.

وسنعرض نص الروايات في المصادر التي ذكرها المحدث شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود

[أبو مسلم العرابلي]

: مسند إسحاق بن راهويه (1/ 452)

أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ [ص:453]، نا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ سَلَّمَ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

[أبو مسلم العرابلي]

مسند أحمد ط الرسالة (16/ 477)

10815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، إِلَّا رَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ "

[أبو مسلم العرابلي]

الدعوات الكبير للبيهقي (1/ 261)

178 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمْ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»

[أبو مسلم العرابلي]

البيهقي شعب الإيمان (3/ 139)

1479 - أخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ، حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حدثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللهُ إِلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ "
وبالسند نفسه والمتن نفسه
السنن الصغير للبيهقي (2/ 210) رقم 1769
السنن الكبرى للبيهقي (5/ 402) رقم 10270
حياة الأنبياء بعد وفاتهم للبيهقي (96-97) رقم 15
شعب الإيمان للبيهقي (6/ 52)
وَقَدْ مَضَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ "، ومَعْنَاهُ وَاللهُ أَعْلَمُ، " إِلَّا وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي فَأَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ "
معرفة السنن والآثار للبيهقي (7/ 534)
10939 - وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»

[أبو مسلم العرابلي]

الشفا بأحوال المصطفى للقاضي عياض
الْقَسَمَ الثاني : فِيمَا يجب عَلَى الأنام من حقوقه
الْبَاب الرابع : فِي حكم الصَّلَاة عَلَيْه رقم الحديث: 68

حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ (صدوق)، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا (محمد) ابْنُ عَوْفٍ ، حَدَّثَنَا (عبد الله بن يزيد) الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ (بن شريح)، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ " .

[أبو مسلم العرابلي]

ابتداء نقول : إن هذه الأحايث بنيت على
عدم فهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
لموسى عليه الصلاة ولاسلام قائما يصلي في قبره ،

وقد بينا أنها رؤية قلبية وليست رؤية بصرية
وأن هناك حكمة من هذه الرؤية في ليلتها

فبني عليها أن الأنبياء أحياء في قبورهم
وبني عليها أن النبي حي في قبره
وبني عليها أن النبي يرد السلام على يسلم عليه،
ناهيك أن هذا الأبنية بنيت على أحاديث ضعيف
وهي من مؤلفاتهم أو عمن نقلوا عنه
فهي ساقطة متنًا وسندًا

فقد قلنا بأن هذا الأمر مخالف للآيات البينات في القرآن الكريم
وأن النبي سيموت كما مات من قبله من الأنبياء
وأن الله لم يجعل الخلد لأحد من قبله
وأن عيسى لما توفاه الله لا يعلم عما أحدثه الناس بعده

ولننظر في أقصر الروايات لهذه الأحاديث
ولا ننظر في غيرها ولا أحوال من رواها من بعد ذلك
وهي رواية الإمام أحمد

أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ [ص:453]، نا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ سَلَّمَ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

[أبو مسلم العرابلي]

وقبل الحديث عن ملابسات هذا الحديث
ننظر في أحوال راويين من رواة الحديث؛
وماذا قال فيها العلماء ؛
اولهما : أبو صخر حميد بن زياد الخراط

1 أبو أحمد بن عدي الجرجاني : صالح الحديث
وإنما أنكرت عليه هذين الحديثين المؤمن مؤالف وفي القدرية اللذين ذكرتهما، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيما،
وترجم له ثانية فقال: له أحاديث غير ما ذكرته(في القدرية)، وفي بعض هذه الأحاديث، عن المقبري ويزيد الرقاشي ما لا يتابع عليه
2 أبو القاسم البغوي : صالح الحديث
3 أبو حاتم الرازي : ليس به بأس
4 أحمد بن حنبل : ليس به بأس
5 أحمد بن شعيب النسائي : ليس بالقوي، ومرة: ضعيف
6 أحمد بن صالح الجيلي : ثقة
7 ابن حجر العسقلاني : صدوق يهم
8 الدارقطني : ثقة
9 الذهبي : مختلف فيه
10 مصنفوا تحرير تقريب التهذيب : صدوق حسن الحديث، ضعفه النسائي وحده
11 يحيى بن معين : ثقة ليس به بأس، ومرة: ضعيف الحديث بصري، ومرة: حدث عنه
هذا حاله لم يوثق إلا إثنان والبقية على عدم توثيقه، ومثله لا يؤمن من التوهم والخلط والنسيان، والحديث في أمر عقدي يجب أن يؤخذ عن الثقاة ما لم يخالف القرآن

[أبو مسلم العرابلي]

والثاني هو يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ
ولنظر رأي العلماء فيه
وهو أحسن حالا من أبي صخر

1 أبو أحمد بن عدي الجرجاني : مشهور عندهم بالروايات وهو صالح الروايات
2 أبو حاتم الرازي : ليس بالقوي
3 أبو حاتم بن حبان البستي : ربما أخطأ، ومرة ترجم له، وقال: مستقيم الحديث
4 أحمد بن شعيب النسائي : ثقة
5 ابن حجر العسقلاني : ثقة، ومرة: لينه أبو حاتم بلا حجة
6 ابن عبد البر الأندلسي : من سكان المدينة ومعدود في علمائها وثقاتها وفقهائها
7 الحارث بن أبي أسامة : ثقة كثير الحديث
8 علي بن المديني : ثقه، ولو لم يكن ثقه لم يرو عنه مالك بن أنس
9 مالك بن أنس : ليس عندنا بذاك، ومرة: ليس هناك عندنا
10 محمد بن إسحاق بن يسار : ثقة
11 محمد بن إسماعيل البخاري : صدوق
12 محمد بن سعد كاتب الواقدي : ثقة كثير الحديث

الأكثرية على توثيقه
البخاري قال عنه صدوق
وعلي بن المديني وثقه لأنه روى عنه مالك، ومالك لا يروي إلا عن ثقة
ولكن مالك رفض إعادة رواية عن ابن قسيط ه لأن ما رواه يخالف العمل
وقد سمعت ممن يقول أن الحديث أقوى من العمل
وأنا أقول أن العمل أقوى من الحديث كما كان يرى مالك رحمه الله
لأن كثرة العاملين قد يدل على النقل بالتواتر
والحديث قد لا ينقله إلا واحد فقط كهذا الحديث

[أبو مسلم العرابلي]

للنظر أحوال تسلسل الرواة في هذه الرواية.

أولا : أبو هريرة رضي الله عنه روى عنه 1400 راو
ولم يرو هذا الحديث عنه إلا راو واحد هو ابن قسيط.

ثانيًا : أن عمر يزيد بن عبد الله بن قسيط كان (25) سنة عندما توفي أبو هريرة (57 هـ)
وعاش بعده (65) سنة (32- 122هـ) حيث عاش (90) سنة.
وقد كان من أهل دمشق؛ تعلم العلم فيها من علماء الشام وعرف بها عالمًا ثم انتقل إلى المدينة،
وسنة انتقاله إلى المدينة غير معلومة، والغالب أنها بعد وفاة أبي هريرة رضي الله عنه،
قلا أعلم له سماع عن أبي هريرة..
وأن رواية ابن قسيط عنعنة عنه؛ أي هناك راوٍ بينهما كما في روايات عديدة عنه.
فالرواية في الحقيقة منقطعة وهناك مجهول غير معلوم فيها.

ثالثًا : أنه مع عمر ابن قسيط الطويل بعد أبي هريرة
لم ينقل عنه إلا راو واحد هو أبو صخر فقط
فلماذا هذا الكتمان ؟!
وكتمان من أبي هريرة من قبل لا يقبل لو صح الحديث ؟!
رابعًا : وأن أبا صخر لم ينقل عنه إلا واحد فقط هو حيوة بن شريك.
فهل هذا كتمان آخر ولا يخص به في كل مرة إلا واحدًا فقط !
خامسًا : أن هذا الأمر لا يسكت عنه الناس، فلو قال به أبو هريرة لانتشر عنه.
وهذه الإفرادات في النقل مع طول اعمار أصحابها، وأهمية الأمر توحي بعدم صحة الحديث،
سادسًا : أن نكارة هذا الحديث ومخالفته للقرآن صراحة،
فلم يكن الجهر به في أول الإسلام ممكن، ولن يقبله المسلمون ويسكتون عنه.

سابعًا : لم يكن من الصحابة فعل يبنى على الحديث ،
فلو علم الصحابة والتابعين بأن من يسلم علي النبي سيسلم عليه النبي،
وأنه ليس في هذا الفعل إزعاج وأذى للنبي،
لتسابقوا في نيل الشرف بالسلام علي النبي قبل كل صلاة وبعدها ،
مع أننا نسلم عليه في كل صلاة،

ثامنًا : أن الله تعالى غضب من الأعراب الجفاة لما أزعجوا النبي في ساعة قيلولته،
فكيف من يضع النبي في موضع لا نوم فيه ، ولا انقطاع للعمل فيه،
وانه سيبقى حيًا إلى يوم القيامة ومعه جميع الأنبياء!،
والقيامة لا تقوم والعياذ بالله إلا على شرار الناس ...
فبأي حال يقبل مثل هذا الحديث ؟!
تاسعًا : لقد رفض روايته أهل الصحاح ؛ البخاري ومسلم وابن حبان وابن خزيمة،
وأهل السنن الأربعة النسائي وابن ماجة والترمذي إلا أبو داود؛ وهذه إشارة قوية إلى رفض العلماء للحديث.
ولم يروه إلا قلة ؛ أبو داود وأحمد والبيهقي وإسحاق بن راهوية، والقاضي عياض، بأسانيد لا يخلو بعض أصحابها من الضعف.
نحن نريد عقيدة ثابتة نقية
لا تبنى على قواعد هشة،
ونستقي من مياه عذبة
ولا نستقى على سراب لا حقيقة له

[أبو مسلم العرابلي]

كنت أشك أن ابن قسيط
سمع من أبي هريرة رضي الله عنه،
ورأيت من يشاركني هذا الشك في مسند الإمام أحمد
ط الرسالة في تعليق على حديث فيه؛

مسند أحمد ط الرسالة (14/ 403 -404)
8804 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي " (1)
__________
وسيأتي برقم (10815) من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عز وجل إلي روحي حتى أرد عليه السلام". وسنده جيد إن كان يزيد بن عبد الله سمعه من أبي هريرة. .

والصلاة على النبي تبلغة في سجل أعماله ويطلع عليها يوم القيامة
لا أن أنها تبلغه في قبره.

[أبو مسلم العرابلي]

انظر إلى نقل الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على الحديث الذي رواه أبو داود

وقوله: رد على روحي. قال المناوي: يعني ردّ علىَّ نطقي، لأنه - صلَّى الله عليه وسلم - حي على الدوام، وروحه لا تفارقه أبداً لما صح أن الأنبياء أحياء في قبورهم ... هذا ظاهر في استمرار حياته لاستحالة أن يخلو الوجود كله من أحد يسلم عليه عادة، ومن خص الرد بوقت الزيارة فعليه البيان، فالمراد كما قال ابن الملقن وغيره بالروح النطق مجازاً وعلاقة المجاز أن النطق من لازمه وجود الروح، كما أن الروح من لازمه وجود النطق بالفعل أو القوة، وهو في البرزخ مشغول بأحوال الملكوت، مستغرق في مشاهدته، مأخوذ عن النطق بسبب ذلك، ولهذا قال ابن حجر: الأحسن أن يؤول رد الروح
بحضور الفكر، كما قالوه في خبر "يغان على قلبي".

أن رد المناوي مبني على حديث الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
وقد بينا ضعفه في حديث مستقل
وهو مبني على حديث أنس في رؤية موسى يصلي في قبره
وأن النبي حي على الدوام في مخالفة صريحة للقرآن
وأكمل الرد بزخرف القول ..

[أبو مسلم العرابلي]

وانظر أيضًا تكملة النقل من الشيخ الأرناؤوط
عن القارئ في المرقاة
من شطحات زينتها زخارف القول

ونقل علي القاري في "المرقاة" 2/ 6 عن القاضي قرله: لعل معناه أن روحه المقدسة في شأن ما في الحضرة الإلهية، فإذا بلغه سلام أحد من الأمة رد الله تعالى روحه المطهرة من تلك الحالة إلى رد من سلم عليه، وكذلك عادته في الدنيا يفيض على الأمة من سبحات الوحي الإلهي ما أفاضه الله تعالى عليه فهو صلوات الله عليه في الدنيا والبرزخ والآخرة في شأن أمته وقال ابن الملك: رد الروح كناية عن إعلام الله إياه بأن فلاناً صلَّى عليه.
وقد أجاب الحافظ السيوطي عن الإشكال بأجوبة أخرى في رسالته "إنباء الأذكياء بأخبار الأنبياء" المدرجة في "الحاوي للفتاوي" 2/ 327 - 337، فانظرها.

[أبو مسلم العرابلي]

واقرأ أيضًا
فكلها لها تعلق شديد بهذا الموضوع
هل حقًا حرم الله على الأرض أجساد الأنبياء؟ ...
وهل حقًا تعرض على النبي الصلاة عليه ؟

واقرأ أيضًا
من هو الحي والميْت والميِّت ومن هو لا حي ولا ميت

واقرأ أيضًا
ما الحكمة في رؤية النبي لموسى عليهما السلام يصلي في ليلة الإسراء

واقرأ أيضًا
منكبي الكافر : النار والحميم اللذان يطوفون بينهما وليسا كتفيه

واقرأ أيضًا
هل حقًا الأنبياء أحياء في قبورهم ؟