ما الحكمة من رؤية النبي لموسى عليهما السلام
يصلي في قبره ليلة الإسراء
صحيح مسلم (4/ 1845)
164 - (2375) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَيْتُ - وَفِي رِوَايَةِ هَدَّابٍ: مَرَرْتُ - عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "
صحيح مسلم (4/ 1845)
165 - (2375) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، ح وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، كِلَاهُمَا عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، ح وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ» وَزَادَ فِي حَدِيثِ عِيسَى «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي»
وقد ورد في معظم المسانيد والسنن
ولم يرد في صحيح البخاري
لأن شرط البخاري عدم مخالفته لكتاب الله
وظاهر متن الحديث مخالف للقرآن؛
قال تعالى: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30} الزمر
والميت لا يستطيع أن يفعل شيئًا
وقال تعالى على لسان عيسى : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} المائدة.
وقال تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144} آل عمران.
وقال تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ {34} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {35} الأنبياء.
وهذا موسى عليه السلام خالد في قبره .
وقوله صلى الله عليه وسلم : [إذا مات ابن آدم انقطع عمله .. ]
وهذا موسى عليه السلام ما زال يعمل ويصلي
إذا كان السند صحيحًا والمتن مخالف للقرآن .. أين العلة ؟
قد تكون العلة في السند خفية،
فحادثة الإسراء كانت من مكة قبل الهجرة،
وأنس من أهل المدينة وكان صغيرًا دون العاشرة،
فيكون ما سمعه من غيره،
وقد صرح في بعض الروايات عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
مسند أحمد ط الرسالة (34/ 203)
20597 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "
مسند أحمد ط الرسالة (38/ 162)
حَدَّثَنَا يَحْيَى(بن سعيد القطان)، عَنِ التَّيْمِيِّ(سليمان بن طرخان)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " مَرَّ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "،
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «مَرَّ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ» ، قَالَ يَحْيَى: قَائِمٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
مسند أحمد مخرجا (38/ 183)
23094 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ»
ولم يحدد من هم ،
وأنس قد عمَّر طويلاً
فقد يكون اختلط عليه الأمر فنقل ما سمع وقد يكون ذلك من تابعي
أو أحد مسلمي أهل الكتاب،
ولما كانت هذه العلة غير واضحة وبينة
وجب التوفيق بين النصين لأنه لا يمكن أن يكونا متعارضين؛
فلنعد إلى النص نفسه
هل رؤية النبي لموسى عليهما السلام رؤية عين بصرية أم رؤية قلبية؟
رؤية العين محالة ؛
لأنه لا سعة في القبر للقيام حتى يصلي موسى عليه السلام وقد مدد في قبره وأقفل عليه بالألواح،
وثانيًا أنه في القبر مستور في التراب، فلا لرؤية من ظاهر الأرض لما في باطن الأرض.
وثالثًا أن الدابة التي امتطاها عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء كانت بسرعة أن تضع قدماها عند حد نظرها،
فبهذه السرعة لا يمكن متابعة أو الإحساس برجل يقف مكانه فكيف إذا كان تحت التراب.
فالرؤية إذن هي رؤية قلبية وليست رؤية بصرية
وهل كانت الرؤية ليلاً قبل بداية الإسراء أم خلال الإسراء ؟
الرؤية ستكون ليلا وقد كان الإسراء قبيل الفجر.
وما الحكمة من هذه الرؤية ؟
هي لمجيء جبريل وأخذه والانطلاق به في رحلة الإسراء والمعراج.
ومقدمة لفرض الصلاة في تلك الليلة .. برؤية من سبقة في القيام بالصلاة .
وقبول اعتراض موسى على كثرة الصلوات بأنه أمته لن تستطيع أن تحمل ذلك
فكان من التخفيف لها أن خففت من خمسين صلاة إلى خمسة فقط،
وبذلك ينكشف اللبس من وجود موسى عليه السلام في مكانين مختلفين في تلك الليلة.
فلا دليل في رؤية المرور على موسى عليه السلام في قبره في المنام على أن الأنبياء هم أحياء في قبورهم.
وجعل هذه الرؤية سندًا مقوية لقبول أحاديث ضعيفة على بقاء الأنبياء أحياء في قبورهم.
بل جر الفهم الخاطئ لمرور النبي على موسى يصلي في قبرة
إلى سلسلة من الأحاديث الضعيفة في أمور عديدة بسبب هذه الرواية
قد رسخت في الأمة من كثرة ترديد الوعاظ لها وأصحاب المحاضرات الدينية.
للحديث تكملة وتفصيل وتنسيق
المفضلات