آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    قال تعالى : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ {154} البقرة.
    وقال تعالى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {171} آل عمران.
    هل من يقتل في سبيل الله يكون حيًا مباشرة بعد القتل وقبل يوم القيامة ؟
    أم هو مصيرهم بعد البعث بأنهم أحياء في الجنة؟
    أم هو رد على الكفار المنكري البعث والحياة والرزق بعد الموت ؟
    لماذا خص الله تعالى الشهداء في القرآن بهذه الحياة ..
    دون بقية الناس والأنبياء والرسل والصالحين؟
    أي شهيد مهما كانت درجة شهادته، لن يكون فوق الأنبياء،
    فخير الأنبياء والخلق قال الله تعالى له: {إنك ميِّت}،

    الإجابة تباعا في عدة مشاركات
    وفي بعض المواضيع شيئًا من الطول الذي بد منه
    ولا أحب أن يكون الموضوع مبتورًا لأجل الاختصار

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 22/08/2017 الساعة 03:05 PM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    ولكي نعرف سبب نهي الله تعالى
    بألا نقول لمن يقتل في سبيل الله أموت،

    فقد قدما قبل هذا المبحث مباحث عديدة لتسهل علينا الإجابة

    أولاً : يجب علينا أن نحدد مفهوم الحياة والموت،
    وقد بينا أن الحي هو القادر على أن يفعل لنفسه أو لغيره ما يشاء، وليس الحي من روحه في جسده،
    والميت التي لا يستطيع أن يفعل شيئًا لنفسه في دنياه ولا لآخرته.
    ثانيًا : يجب علينا أن نكون على بينة من حقائق أمور عديدة؛
    : هل حقًا رؤيا النبي لموسى قائمًا يصلي في قبره رؤية بصرية أم رؤية قلبية في المنام؟
    : وهل حقًا أن الله تعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء؟
    وقد قدرنا بأنها رؤية موسى قائمًا يصلي في قبره رؤية قلبية وليست بصرية،
    وفي الرؤيا يرى فيها الممكن وغير الممكن،
    : وهل حقًا أن الأنبياء أحياء في قبورهم؟
    ومدى صحة الأحاديث الواردة في هذا الشأن؟
    والبناء عليها بأن الأنبياء أحياء في قبورهم وأن الله حرم أجسادهم على الأرض،
    وقد بينا أن هذا مما يخالف القرآن بأدلته الصريحة، وما ورد في هذا الشأن هي أحاديث ضعيفة،
    وليست مما يقام بها حجة، ويبنى عليه أمر صحيح حق.
    : وهل حقًا أن النبي يعلم من يسلم عليه،
    فيرد السلام عليهم بعد وفاته؟
    وقد بينا أن هذا كذلك لا يصح ومبني على أسس ضعيفة.
    : وهل القبر الذي ندفن فيه روضة من رياض الجنة أم الذي نبعث منه؟
    وكذلك بينا أن القبر الذي نبعث منه هو الذي يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وليس الذي ندفن فيه.
    وهل الرزق هو للجسد أم الروح منفردة عن الجسد ؟
    وبينا كذلك أن الرزق هو لبقاء الجسد وحفظة ليظل صاحبه قادرًا على العمل بواجباته.

    وكل ذلك قد بيناه في أبحاث خاصة بكل موضوع منها. ومنشورة في هذا المنتدى
    وسنضع لكل منها رابط يوصل إليها لقراءتها.في نهاية الموضوع


    ثالثًا : يجب علينا مقابلة نظرة الكفار للموت، بمفهوم الموت في الإسلام والتفريق بينهما.
    ورابعًا : يجب دراسة السياق التي نزلت به الآيتان،
    فهما يساعدان على بيان السبب الذي أوجب هذا النهي ...

    فسندرك يعدها أن هذا النهي هو رد على من أنكر البعث ووجود حياة في الآخرة...
    فحتى لا نتساوى معهم في مفهوم الموت ونتائجه. كان هذا الرد ....

    وقبل دراسة سياق الآيات ... نبين نظرة الكفار إلى الموت
    وسندرك منهما ما المراد والمقصود بحياة الشهداء بعد القتل.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 22/08/2017 الساعة 09:11 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    لقد بدأنا الحياة من نطفة
    وعندما نبعث كذلك نبدأ من نطفة.
    فيعيد الله تعالى كل واحد كما بدأه وأنشأه أول مرة.

    : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ {104} الأنبياء.
    : { اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {11} الروم.
    ولأن الله تعالى قدر علينا الموت فجعل من نطفنا أبناء يخلفوننا، كما خلقنا من نطف آبائنا، لتظل الحياة مستمرة في الأرض، فسبحانه وتعالى يذكرنا بذلك؛
    : { أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ {60} عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ {61} وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ {62} الواقعة.
    لكن الكفار ينسون كيف بدأ خلقهم،
    ويريدون أن يعادوا من حيث انتهوا، وليس من حيث بدؤوا،
    : {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} يس.
    ولذلك أشغل فكر الكفار العودة إلى الحياة من حيث انتهوا بعد أن يتحولوا إلى تراب،
    فكيف سيعود جسد الميت من التراب نفسه، وتعاد له الحياة؛
    : { وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا {66} مريم.
    : {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ {10} أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً {11} النازعات.
    : { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ {82} المؤمنون، {16} الصافات، {47} الواقعة.
    : { وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا {49} الإسراء، {98} الإسراء.
    : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ {5} الرعد.
    : { وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ {10} السجدة.
    : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} النمل.
    : {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ {53} الصافات.
    : {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} ق.
    هذه نظرة الكفار إلى ما بعد الموت ....
    لا بعث .... لا حياة ... لا رزق ..
    فمن يمت يخسر الحياة .... التي لا حياة غيرها.
    وينقطع بالموت الرزق ويحرم التمتع به ..فموته خسارة له.
    فجاء الرد منكرًا عليهم قولهم وفساد اعتقادهم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 22/08/2017 الساعة 09:13 AM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    ألم يعرف الكفار أن كل شيء في أجسادهم
    تبدل مرات عديدة في حياتهم،

    أفلا يرون أن شعر رأسهم اليوم ليس هو الذي كان قبل أشهر،
    وأن أظافر أصابعهم ليست هي التي كانت قبل سنة،
    وقد بين لنا الطب أن الدم الذي يجري في عروقنا،
    ليس هو الدم الذي كان قبل أربعة أشهر،
    وأن جلدنا يتبدل باستمرار، وحتى عظامنا تتبدل كل سبع سنين،
    فالجسم الذي ننتهي به عند الموت؛ ليس هو الجسم الذي بدأنا به،
    ولا الذي كان لنا في شبابنا،

    وقد بين لنا سبحانه وتعالى؛
    أنه كما كنا ترابًا كسائر التراب، وسنعود ترابًا كسائر التراب،
    وسنبعث من أرض الميعاد، نخرج منها كما ينبت الزرع والنبات؛

    : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى {55} طه.
    : { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ {25} الأعراف.
    : { وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا {17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا {18} نوح.
    فما بين الموت والبعث زمن طويل ممتد، لا تشعر فيه بشيء،
    فمتى بعثت؛ كأن لم يمر عليك من الوقت إلا يومًا أو بعض يوم؛
    : { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ {112} قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ {113} قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {114} أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ {115} المؤمنون.

    وهؤلاء أهل الكهف لم يحسوا ولم يشعروا بمرور مئات السنين عليهم،
    وقد جعلهم الله تعالى للناس آية؛
    : { وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ {19} الكهف.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 22/08/2017 الساعة 02:38 AM

  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    لما كان الكفار ينكرون البعث
    وينكرون معه الحياة في الآخرة

    فقد رأوا الموت مصيبة كبرى لما يترتب عليه من الحرمان من الحياة ونعيمها

    فانظر إلى موقف المنافقين الكفار إلى من قتل في غزوة أحد
    : {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {168} آل عمران.
    أي لبقوا أحياء يرزقون ... ولا حروموا من الدنيا ونعيمها.
    فجاء الرد من الله مباشرة عليهم؛
    : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} آل عمران.
    فلنقف وقف تحيلية للسياق الذي ورد فيه حياة الشهداء


  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    الفرق بين الشهداء والأموات

    عندما يأتي الموت لأحد الناس لا خيار له فيه،
    ولا قدرة له في رده أو تأخيره.

    أما الشهيد فهو الذي يدخل في أمر
    وهو يعلم أنه قد يكون فيه موته، وفقدان حياته،
    وأنه لن يرجع إلى أهله وماله،
    فهو يقدم على الموت مختارًا له،
    راضيًا بما يصيبه،
    فلما كان هذا هو خياره،
    وموقنًا ببعثه، وأن ما عند الله خير له مما يتركه وراءه،
    خلاف ما يعتقده الكفار والمشركين والمنافقين،
    خصه الله تعالى بهذا الذكر بالحياة له لما بعد قتله،
    وأن الله تعالى عند ظن الشهيد بربه.
    : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {111} التوبة.
    فقدم الله تعالى شراء النفس قبل المال؛
    لأن كل واحد يملك نفسًا،
    وليس كل واحد يملكًا مالاً،
    ولو قدم المال على النفس؛ لبدا لنا أن الشهيد لن تقبل نفسه إلا إذا قدم ماله قبل تقديم نفسه،
    لكن في ذكر الجهاد قدم المال على الأنفس،
    لأنه من لم يستطع الجهاد بنفسه، والجهاد يحتاج إلى قوة في الجسد، يستطيع أن يجاهد بماله.


  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    الحياة لمن صبر ونال الشهادة

    : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {153} وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ {154} البقرة
    يخاطب الله تعالى الذين آمنوا،
    وهم الذين يسألون الله تعالى الأمن ويطلبونه لأنفسهم في الحياة الدنيا والآخرة،
    بالاستعانة بالصبر والصلاة،
    والاستعانة بالصبر لا يكون إلا عند وجود الشدائد،
    والاستعانة بالصبر لأجل الثبات وعدم التراجع أمام الأعداء،
    وما صبرهم إلا لبقاء الدين، واستمرار العبادة لله تعالى،
    وهذا الثبات له ثمنه، بما يلحق الصابرين من قتل وجرح، وفقدان أنفس منهم وأموالا،
    والجزاء الذي يطلبونه هو الجنة،
    وخلافًا لما يعتقده الكافرون بنهاية الحياة ومتعها بالموت الذي لاشيء بعده؛
    فقد نهانا الله تعالى أن نصف قتل الشهداء بالموت؛
    لأن الموت هو عدم القدرة على فعل أي شيء،
    والذي يقتل ويفقد أطرافًا، وتعطل فيه أعضاء، وتذهب نفسه
    لا يكون صالحًا لحياة ولا للتمتع فيها،
    فليست الشهادة هدية تقدم على طبق، بل هي بلاء تقطع في الأوصال،
    فلم يقدم الشهيد نفسه إلا لحياة أبدية،
    وما بينه وبينها إلا البعث،
    وما بينهما لا يحس بطوله فهو كمن نام ثم أفاق، فهم لا يشعرون
    وكأنه ليس بينهما إلا يوم أو بعض يوم في الأرض،
    هكذا يظن الكافر المنكر للبعث،
    أما المؤمن بالبعث فهو يعلم طول المدة ولكن لا يعرف قدرها في كتاب الله،
    فالشهداء أحياء وكأن الفارق بين الموت والبعث لا وجود له.
    وبعثه من نطفة كما ينبت النبات من الحب بجسد كامل يتمتع به الشهيد.

    ثم ذكر الله تعالى أنواع البلاء،
    والبشرى للصابرين عليها،
    وأن لهم رحمة فيها امتداد العطاء من الله تعالى لهم في الآخرة،
    خلاف الكفار الذين ينقطع عنهم عطاء الله بعد الموت
    : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157} البقرة.
    أولائك هم المهتدون ؛ ا] الثابتون، وأعظم الثبات ما كان في الدنيا والآخرة.
    فنسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.


  8. #8
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    الشهداء أحياء يرزقون
    : {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 168 وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 169 فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} آل عمران.

    في هذه الآية إشكال أكثر من آية البقرة،
    في البقرة أحياء ولكن لا تشعرون
    وفي هذه الآية { أحياء عند ربهم يرزقون}
    وحرف الجر "عند" للحصر؛ أي يرزقون عند الله، وليس في مكان آخر،
    وهذا علامة على أنهم لا يرزقون في الحياة الدنيا بعد استشهادهم.

    وقد بينا ان الرزق هو للمحافظة على الجسد صالحًا وقويًا لأداء صاحبه لواجباته،
    وليس الرزق لأجل الروح، فالروح لا يضرها وجودها في جسد صاحبها أو منفصلة عنه،
    وقوتها بقوة الجسد الذي تسكن فيه،
    فإذا فارقت الجسد فلا قوة لها، ولا حاجة لها للرزق.
    وجسد الشهيد بعد قتله أبعد عن الصلاح من جسد الميت.

    فهذه الآية وآية البقرة هي رد على المنافقين الذين تحسروا على من قتل من قبائلهم،
    وأنهم لو أطاعوهم لبقوا أحياء يرزقون ..
    فالحياة الحقيقية هي للذي باع الحياة الدنيا بالآخرة

    فكيف هؤلاء الشهداء يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ؟

    هناك ثلة من السابقين إلى الجنة من غير حساب،
    :
    {والسابقون السابقون {10} أولئك المقربون {11} الواقعة.
    : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا {69} ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا {70} النساء
    فالشهداء ومن معهم هم أول من يتجاوز النار من على الصراط، وبسرعة كبيرة، إلى قنطرة أو تل يجتمع فيه الناجون من النار أمام أبواب الجنة،
    وهناك يشربون من حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصب فيه ميزابان من الجنة،
    قد يجتمع في الحوض من أنهار الجنة كلها، أو من أنهار الماء، أو الماء واللبن فقط،
    وهذا أول الرزق الذي يرزقونه يوم القيامه، وليس كل الرزق،
    ولذلك جاء ذكر فرحتهم بما آتاهم الله : {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {171} آل عمران.
    فما آتاهم فرحوا به، وما وعدوه يستبشرون به، فلم يحصلوا عليه بعد حتى يدخلوا الجنة.
    ولذلك في هذا الموقف يستبشرون بمن لم يلحق بهم بعد من إخوانهم، ولم ينالوا الشهادة مثلهم ،
    : {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} آل عمران.
    ألا خوف عليهم .... فأمامهم هول المرور على الصراط فوق جهنم قبل أن يصلوا قنطرة النجاة.

    وعندما يكتمل النجاة للجميع ويطول بهم المقام
    فيطلبون من الأنبياء الشفاعة ... إلى أن يشفع لهم محمد صلى الله عليه وسلم
    فتفتح لهم أبواب الجنة، فيدخل النبي وأمته من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في باقي الأبواب.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 12/09/2019 الساعة 06:05 AM

  9. #9
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: متى يكون الشهداء أحياء عند ربهم ؟!

    هذه هي خاتمة الشهداء عن ربهم
    أنهم أحياء يرزقون من حوض النبي أولاً، ثم من الجنة بعد دخولها،

    فليس مقام الشهداء فوق الأنبياء ،
    ولكنهم تميزوا ببيع أنفسهم لله بأن لهم الجنة،
    فخصهم الله تعالى بهذا الذكر، وأن الله عند حسن ظنهم به .

    وهاتان الآيتان مع حديث أنس برؤية النبي لموسى عليهما السلام يصلي في قبره ليلة أسري به
    كانت موردًا لنسج أحاديث كاذبة وأباطيل حول حياة الأنبياء،
    وما يخالف الأدلة الصريحة في كتاب الله بأن الأنبياء يموتون وينقطع عملهم بموتهم،
    وجعل بعض المحدثين صحة متنها هذا الحديث والآيتين
    ولم تذكر إلا في مصادر قليلة دون الصحيحين وأكثر السنن


  10. #10

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •