أسماء
***
هما شهران يا أسماء أو أكثر
وعيناك الملونتان بالزيتون والزعترْ
تجوبان المدى بحثاً
عن الأشواق في قلب الفتى الأخطر
هما شهران
بل عامان
بل عمرٌ من السُّكر
تمرُ البسمة العسلية السمحاءُ
فوق شفاهك الأغنى
بهذا السرِّ من فيض الرحيق العذب
في كأس الهوى المسْكِرْ
فيهدل في سماء نبوءتي حَجلٌ
يشابه وردةَ الأحلام في إنشودة الأخضر
فأحْملُ في جناح يمامةٍ بيضاءَ
نحو سديم دهشتنا
فهاتي يديكِ بين يديَّ واشتعلي
وخلي كهرباءَ المسِّ تصعقنا
فلا نقوى على بعدٍ لندخل في توحدنا
وهذا الوِردُ بالتحنان لا يقهرْ
على قَدَرِ الهوى نمضي
وعيناك ِ المحملتان ِ بالأسرار تقتسمان أوردتي
بهذا اللون والأنغام .. يا لحلاوة المنظر
وعيناك التي أهوى .. تُجاذبني
حديثَ الروح في شط الهوى الأطهرْ
وتكتسيان بالآمالِ
ترتسمان ِ أغنيتين
فوق مواطئ المرمر ْ
بلون النيل يا وجعي يكون الحب
في ترنيمة الحسن الذي أسْفَرْ
هنا أسدانِ قصر النيلِ يختزلانِ
أمجاداً بناها جدُّنا الفرعون ُ
من ألق ٍ ومن عنبرْ
هنا كوبٌ من النعناع يرسمُ للفتى أملاً
فتنعشه الفتاةُ الكاعبُ الأحلى
بهمس ٍ يدفئ الأنسام َ
في درب الندى يَظْهرْ
بنيلٍ لوَّن الأفراحَ
فوق خدود أغنيةٍ
ينادي وردة ً للشوقِ
يا عشاق من نهر الهوى الكوثر
تعالوا واحضنوا الدنيا على أمواه مركبةٍ
تقل الصبح مختالا بوجه حبيبةٍ أحلى
من الوصف الذي يُبهرْ
هما قمران يا أسماء
يرتجلان لا أدني ولا أكثرْ
ولا يخشى فؤادهما كلام الناس والعسكر
ولا هجماتِ أحزانٍ بسعر الصرف للدولار
في بنك الجوى المسْعَرْ
ولا خطرت ببالهما بقايا الروم والبربر
ولا مِن جملة الأصحاب مَنْ بالشر قد أضمرْ
سوى أنا عشقنا بعضنا جهرًا
وصلينا صلاة الطهر
ما اشتقنا لمن صلى
ومن بالحب قد يكفر
وسوف نعيش قصتنا
من الزمن الذي ولي
ليوم الدين والمحشرْ !
***
من ديوان لاشيء يشبهنى سواك الصادر عن دار الجندي بالقاهرة