صدر للدكتور أحمد موسى، أستاذ اللغة الفارسية وآدابها والأدب المقارن بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عن روافد للنشر والتوزيع بمصر، الترجمة العربية لإحدى روائع الأدب القصصي الإيراني المعاصر، مجموعة "آبشوران" للروائي والقاص الإيراني المعاصر علي أشرف درويشيان.
يسبر درويشيان في قصص هذه المجموعة أغوار مرحلة الطفولة والحداثة في إحدى البلدات الإيرانية المهمّشة التي تعيش صعوبات جمّة، من خلال سرد حكاية ثلاثة أطفال أشقاء عاشوا حياة مليئة بالبؤس تطغى عليها مظاهر الفقر وشظف العيش. وكأن القاص، يعكس مصاعب حياته في هذه المرحلة العمرية الهشّة.
وهو من خلال القصص الإثني عشرة المكوّنة لهذه الأضمومة، يحدوه الأمل في إخراج نفسه من حضيض الظلام واليأس والفقر إلى رحابة هدوء وسكينة الحياة التي يستطيع في ظلها استنشاق نفس جديد يقوّي في نفسه فعل الكتابة ويسعفه في نضاله السياسي.
قوبلت هذه المجموعة القصصية بترحاب كبير من لدن طيف واسع من القراء والمثقفين الإيرانيين، وعلى وجه الخصوص لاقت استحسان التيارات السياسية المناضلة وأصحاب الفكر اليساري. وبنفس القدر، تعرضت هذه المجموعة لانتقادات فئة من العلماء والمتشبثين بالمذهب الشيعي لأن درويشيان، في هذه المجموعة، صوّب سهام نقده اللاذع تجاه ظواهر اجتماعية من قبيل الفقر والتهميش والطبقية، لكنه انتقد أيضاً المعتقدات المذهبية الشيعية والطقوس المرتبطة بها، ووضع كل ذلك في سلة واحدة. تعرّض هذا الكتاب للمنع لفترة زمنية معينة من طرف أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية في زمن الشاه إلى أن استعاد نشاطه الإبداعي مع ظهور أولى بوادر الثورة الإسلامية في إيران.
وكان الدكتور أحمد موسى قد ترجم قبل بضع سنوات رائعة أخرى من روائع الأدب الروائي الإيراني، رواية "عيناها" لبزرك علوي.
غلاف آبشوران.jpg