معيشة الفأر أو الصرصار و حياة الأمبراطور فلان واحدة ... بل وحياة العابد أو القس فلان هي نفسها ...
و عي أولي بالقدرات و الحاجات و بالمركز من كل شيئ و سعي نحو إجابة الحاجات البدنية و أعمق قليلا من أجل اكتساب كل ما يجلب مايفرح ...
و لكن معيشة الفأر أكرم و أبدع و أفضل و أقل احتقارا للآخرين و أقل عدوانا عليهم و أبعد ما تكون عن جعل العدوان على أوصالهم دينا و معتقدا و فنا ...
إن تلكم الكائنات العاقلة و لو عقلا بسيطا يكفيها ... تعتدي و لكن إجابةً لحاجاتها الملحة فحسب ... و لا تتمثل العدوان عقيدة راسخة و دينا لا محيد عنه ...
و من أجل ذلك فإن الفأر أولى منا بالاحترام و التقدير و من ثم بالإشادة و الثناء و منه فهو أولى بأن تحمد أخلاقه و يتخذ أسوة بفضائله الكريمة و خلاله المحمودة ...
يولد فيتغذى و يسعى بلا دين يسوغ له العدوان و يتكاثر و يموت و انتهى الأمر ههنا ... بلا حضارة تجر السيوف و السلا سل من أجل استعباد بقية جماعات النوع بهذا الداعي أو ذاك ...
أما الإنسان و لأنه فاته إدراك ضآلة حجمة و هوان قدره و حقارة أمره فقد جره تقدير ذاته العليلة إلى التساؤل عن المنشأ و المصير ... فمابال الغوريلا الشبيهة أوصالها و أجسادها به لم تفعل ؟ مابال الشامبانزي هو الآخر بل قيل من بعض العلماء أنهم وجدوا بينها دلائل على التدين أفيأبه بمسعاها و ما يحيرها ؟
ما أشد كرامة الفأر و ما أهون سيرة من يمشي بخنجره بين الأكباد و الحنايا و الأوصال الدامية يجعل منها ولائم الشواء و يقوم لصلاته مدعيا التقوى و الأخلاق ... شكرا .