هل تسجد الشمس تحت العرش كل ليلة ؟
هل تسجد الشمس تحت العرش كل ليلة ؟
اطلعت على تسجيل لعدنان إبراهيم ينكر على البخاري ما رواه
بأن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش.
وقال بأن الآن أصبح معروفًا للصغير والكبير أن حركة الشمس حركة ظاهرية بسبب دوران الأرض حول نفسها، وما عندنا ليل هو نهار في بلاد أخرى.
عدنان إبراهيم ذكي، واسع الثقافة، يجيد حشد ما يؤيد أفكاره بما صح وبما لا يصح. ومضبوع بالعلوم وبالثقافة الغربية التي يكثر من الاستشهاد بها وبرجالاتها.
ولذلك فبعض أفكاره المخالفة للثابت في الشرع لها خطورة على الناس كبيرة،
فهناك من ينخدع بأقواله ويقتنع بها ويتبناها.
وهناك من أهل الإيمان من لا يؤثر عليه عدنان إبراهيم ولا غيره، متخذًا موقفًا منه ومنهم.
ويسلم الأمر لله فيما لا يدركه فهمه ..
فعنده مما يعطيه اليقين في دينه الكثير الذي يفتقده كل أعداء الدين.
ولكن الخطورة على من يطلع على تسجيلاته من الجهلة في الدين في هذه المسائل،
وليس لديهم من العلم الشرعي أو العقلي والعلمي غير المتحصنين بالخلق والانتماء القوي للدين،
فيبهره كل قول جديد.
والاكتفاء بالتنفير منه هو أسلوب العاجز عن الرد عليه فقط ..
وعندي أن الطعن في صحيح البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه؛ خط أحمر،
لا أنه معصوم من الله تعالى، ولكنه مستهدف أكثر من غيره،
لأن صحيحه أصح الكتب بعد كتاب الله، فغيره أهون عليهم من صحيحه،
وأن هدم الثقة بصحيحه انتصار كبير للباطل.
فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعداه،
أو يعين من يتعداه، أو يسكت عمن يتعداه،
لأن كتاب الله تعالى معجز بنظمه وبيانه فلم يستطع الإنس والجن أن يأتوا بشيء مثله،
أما احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فهي من جنس كلام الناس، وهم قادرون على أن يأتوا بمثلها، ومماثلتها في معانيها، فلذلك ألف أهل الفتن، وأهل الأهواء، والشعوبيون، والكتابيون، أحاديث كثيرة، أو حرفوها، أو أدخلوا فيها ما يفسدها، فكانت هناك عشرات الآلاف من الأحاديث المكذوبة.
فتصدى لهم العلماء وعلى رأسهم البخاري رحمه، ووضع منهجًا دقيقًا لتنقية الأحاديث مما يشوبها، مما لم يعرفه أهل العلم من قبل، فحمى به الدين، وصار كتابه من أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل.
ونهج على طريقه مسلم ولكنه خفف بعض الشروط؛ فحفظ بتخفيفه بعض الصحيح الذي لا تنطبق عليه شروط البخاري، لكن دخل عند مسلم مما لم يدخل عند البخاري.
وتميز البخاري بأن ما يثبته من الأحاديث عن الثقاة يعرضه على القرآن؛
فإن وافقه صح عنده، وإن لم يوافقه تركه.
وإن كان فيه علل تخل بالحديث رواية ومتنًا تركه.
وانفرد هو ومسلم بأحاديث لو لم يثبتاها ضاعت فائدتها على الأمة.
وصارت روايات الحديث تقارن بشروط البخاري ومسلم لضبطهما والأخذ بها،
فكان حفظ الدين ليس بصحيحيهما فقط، بل وبكل كتب الحديث مما لم يروياه عندهما.
ولشدة ثقة الأمة بالبخاري وانجذاب طلاب العلم له في حياته وانصرافهم عن غيره من العلماء،
أوجد ضغينة عليه وحسدًا شديدًا له، وأشاع بعضهم ما لم يقله ليصرفوهم عنه،
فسبب ذلك له فتنة في آخر عمره، فخرج من بلده،
ودعا الله تعالى أن يقبضه إليه، وأن يحقق لهم ما يتمنوه من موته،
وجاءت استجابة الله تعالى إليه سريعًا، لينتقل إلا ملأ خير ممن ترك،
وبعد موته، ذهب إلى قبره بعض من طعنوا عليه،
نادمين باكين مستغفرين الله تعالى عند قبره مما فعلوه به.
وقد كان مسلم رحمه الله قد أتلف كل ما كتبه عن شيخ له حرف قول البخاري للطعن فيه.
فإن كان هؤلاء فعلوا فعلتهم عن حسد وليرجع إليهم تلاميذهم،
فاليوم الذي يعادي البخاري هم أعداء الدين، وعلى رأسهم الرافضة، أو من الجهلة الذي وقعوا في حبالهم،
أو من اغتر بنفسه فرآها فوق قدرها،
فإن سقطت مكانة صحيح البخاري عند الأمة، سقطت معه كل كتب الحديث، وسقط معها الدين كله،
وأعداء الدين يدركون ذلك، فاشتدت جهودهم وانتشروا في كل مكان،
وفي كل بلد ليكثروا من أعوانهم،
واستخدموا كل وسائل الاتصال والإعلام المتاحة لهم ... والله غالب على أمره.
قال : مُحَمَّد بْن أَبي حاتم: سمعت يَحْيَى بْن جَعْفَر يَقُول: لو قدرت أن أزيد في عُمَر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحِد، وموت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل ذهاب العلم.
رد مع اقتباس
المفضلات