مثبتًا عينيه على قوس المطر،
جسده الهزيل بالكاد يتنفس.
ترنو إليه ضحكات من الماضي، وصوت طفولي
ملئ بالفرح، ولهو الصغار في بساتين الكَرْم،
ونداءات حيّ على خير العمل تبثُ فيهم روح الحياة.
عاصفة محملة بالموت وأعاصير ربما؛
هو يجهل ما مسمّاها ولكنّه سمع ذات يوم أنّها كذلك.!
البساتين لم تعد موجودة وقوس المطر حجبه دخان أسود،
وجثتْ الصّومعة هامدة ساكنة
لا صوت لها ولا نداء.
كان سعيدا بخطواته الأولى في بستان جده
"لا أرى جدي ... ولا أرى إخوتي
أين أصدقاء الطفولة؟ لماذا تلاشتْ ضحكاتهم؟"
لا يعي ما حدث.!
البعض منهم لا يزال مفقودًا تحت الرّكام
والبعض الآخر محاصر لا يمكنه الفرار
يرى ألوان الله ... وحدائق وبساتين
بين خفقتين بالأذرع ... ينظر إلى الأفق مثبتًا عينيه.