فاضربوا فوق الأعناق
واضربوا منهم كل بنان
ضرب بلا قتل
: {إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب {4} محمد.
ضرب الرقاب وراءه أمر عظيم وهو قتل أنفس أصحاب الرقاب من الكفار بأيدي المؤمنين.
أما الآية التي محل الحديث عنها، فليس ضرب الرقاب بل هو الضرب فوق الأعناق ولكن بفعل الملائكة؛
: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ {12} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {13} الأنفال.
لو شاء الله تعالى لأهل الكفار، فلله جنود السماوات والأرض،
ولكن الله تعالى بلا بعضنا ببعض؛
: { وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ {4} محمد
فالملائكة قادرة على قتل الكفار دون الحاجة للمؤمنين،
ولكن عملهم هو تمكين المؤمنين من قتل الكافرين المحاربين.
قوة المقاتل هي في شيئين؛
قوة في المراوغة عن الضربات التي توجه إليه، فيسلم منها.
وقوة الضرب بالسلاح، وهي من قوة شدة القبض عليه بالبنان،
فالملائكة تضعفت قوتي الكافرين؛
ففوق الأعناق يوجد المخيخ والغدد الدرقية،
وإفرازاتها من الهرومات له تأثير على تماسك الجسد، وكثرتها تصلب الجسد،
وقد رأيت تجارب على الفئران التي أحقنت بهذه الهرومات،
فتصلبت مكانها كأنها تمثال لثوان عديدة أقل من دقيقة،
وهي فترة كافية لتوجيه الضربة له وقتله دون ان يستطيع التفلت منها بالروغان عنها.
وضرب بنان الكافر يُضعف قوة شد يده على سلاحه،
فضربته تكون ضعيفة باهتة لا تؤثر أو لا تقتل المؤمن.
هذه الآية دلت وبينت فعل الملائكة في نصرة المؤمنين
المفضلات