أيها الحارس ... الحاني ... الذي تحن راحته لقبضة السياط ...
أيها الراعي ... الطيب ... تترقب نفسه عشاءا بضلوع الجدي مشوية ...
أيها المربي الكريم ... يتطلع بلهفة الفرسان ... إلى يوم بروز نهد الجارية الرضيعة التي في حجره ...
و أنت أيها المعلم ... الذي عرفتنا ألوان النيران وأودية الشيطان ... و تذوقنا من كلماتك فاكهة الأمل و تفيأنا ظلال خيزران الانتظار و الصبر ...
مازلت ... يا سيدي ... تدفعنا لكتابة اسمك بالخناجر على أطراف أفواهنا ... منحدرين خلال الظلمة الصامتة للغد الحزين ...
أيها الحداد الدامع ... في حجرة النار و الدخان الأسود ... تصنع سلاسل القيود و صفائح أغلال سجان الملك المؤيد ...
.......و أنت ...
...................و أنت ...
أيها السائر في طريق غيرك برجليه ...
أيها الضارب ــ ليحيا من حرضه ـــ فوق عنق نفسه... بيديه ...
القبضة قبضتك و الظهر ظهرك و السوط سوطك و الألم في جلدك و الدم من أوداجك ...
و القوم أهلك و العيد عيد حزنهم و حزنك و الحنايا هي حناياك منهم و رائحة الشواء التي تتنعم بها هي ريح ضلعك ...
دونك التربة و البذر و عندك النهر و المطر فمالك أيها الشقي ترمي على الحجر أحلامك و تنتظر قريبا من العدم قدوم آمالك على الجياد الصافنات ...
و أنت أيها المعلم ...
آه يا سيدي من خطر ما قلت و من حرقة جراحاتك التي سطرت ... ماكان حلمك ؟؟ و ماكان مبتغاك ... من رميينا في عرمرم النيران و الأحزان و الهوان ...
هذه الناس تمقتنا و تتآلب لسحقنا لما في أيدينا منك ... إن النور الساطع القريب أخفى أدعيتك التي تملأ القلب أمنا و سرورا و سعة و حبورا ... إن معارجهم تدك الأعشاش التي بنيت و شمسهم تحرق التراث الذي أبقيت ...
فلا مزيد من القيود تكبل الخطوات أن تنطلق و تتحرر ...
لا مزيد من الأغلال تحبس الأعين في كف ظلمة سوداء بالية ... و تقطع عن الروح لون المطر و شعاع الحقيقة ...
لا مزيد من التسليم .. فالحق أفضل ... و الحقيقة أكرم إرواءا لظمأ الدهشة و قلق الاستبهام ...
لا مزيد من التسليم ...
لا مزيد ...