أليس قاسيا أن تعرف أنك لاتساوي أي شيئ ...
أنه ليس لك ثقل و لا معنى ...
أليس أمرا محزنا ...
مالنا لا نشعر بآلام جراحنا ...
مالنا لا نحيا سوى في حدود مايسعه ماتراه عيوننا ...
نطرح أسئلة لا تستحق أن تجاب ...
نتساءل عن النشأة و المصير ...
وهل يفعل الحجر ...
هل يرى الحجر الحجر ؟
هل ينظر إلى السماء
هل يعرف لونها ... هل يعرف لونها على حقيقته ؟
هل للسماء لون حتى نسأل هل يراه الحجر ؟؟
ما معنى :( يرى ...)
هل : (يرى ) هي أن تنطبع صورة الشيئ الذي هو إزاء وجهك بذاكرتك ؟؟
هل ما يكون قد انطبع فيها هو صورة الشيئ ؟
ألا يكون قد امتنع جزء منه أن تناله قدرة رؤيتك ؟؟
ألا يكون قد وُضع ما بين جسم الشيئ و آلة نظرك حاجز عازل أو خادع أو مغير بدل لونه و هيئته أو ماهيته المرئية ؟؟؟
هل عندما تقول : ( أرى ) هو سوى ما يكون مرتسما بجزء من مخك تعرف له هيئة ما من قبل ؟؟
هل لو أغمضت عينيك أو غشيت الظلمة الأنحاء دامسة حالكة و مددت يدك و لمست الشيئ ... هل تكون قد لمست الشيئ فعلا و حقيقة ؟؟
أم أن مخك هيأ لك أنك لمست ما انطبع من قبل هيئة معروفة في ذاكرتك ,,, أو متصورة متخيلة مركبة من قطع لهيئات شتى ... ؟؟؟
إن الإنسان محروما من الآلة التي تمكنه من معرفة حقيقة الأشياء و الأمور على ما هي عليه فعلا أشد بلادة من الحجر ... و أقل حظا منه و أجدر أن نسأل عنه فيما إذا كان يرى إذ يرى ...
ذلك أنه ظل زمانا عرضة لجرأة المزيفين و نزق الكذابين يملؤون وعاء ذهنه بفجورهم ... من أجل أن تحيا أسماؤهم و يرد التجار بالخيرات على أوطانهم من بعدهم ... لا هم لهم غير ذلك ... و لا خير فيهم سوى لأنفسهم و آلهم و قبائلهم و من صدقهم و اتبعهم ما لم يكونوا قد أطعموه للحروب التي أيقظوها و مالم يكونوا قد ألقوا به في أتون الجحيم التي أوقدوها ... لتستمر ذكراهم في الاقتيات على أوصال العالمين ... غير آبهين ... يبكيهم هول احتضان العدم من جديد فهم يسعون لخلودهم على الأفواه و على سطور الورق ... شكرا .