العرجميّة"؟ و ما أدراك ما "العرجميّة"؟


أعزائي رواد "الملتقى" الأدبي و غيره من المنتديات "العربية" في الشبكة العنكبية، هل سمعتم بـ"العَرَجَمِيَّة" ؟ إنها اللغة التي يكتب بها كثير من أدبائنا و مفكرينا العرب ؟ هي اللغة الهجينة التي امتزجت فيها لغات أو لهجات أو لحون كثيرة بعضها عربي فصيح و بعضها أعجمي صريح.

بعد تأمل طويل و تألم شديد قادني تفكيري إلى صوغ هذه المفردة العجيبة و ما أكثر ما نحت هنا من الكلمات العجيبة و المثيرة للجدل و حتى الخصومة، إنها نحت من كلمتين اثنتين "العربية" و "الأعجمية" المتمثلة في اللغات الأخرى بمختلف ألوانها الكثيرة و المتباعدة و قد دأب كثير من كتابنا العرب أدباء أو مفكرين على نشر كتاباتهم التي يتفننون رغما أو قصدا في تحريرها بلغة غريبة عن اللغة العربية الفصيحة أقول الفصيحة حتى لا أشترط اللغة الفصحى في الكتابة بالعربية.

إنها "العرجمية" العجيبة و الهجينة اللغة المتداولة بكثرة مخيفة حتى صار أهل اللغة العربية السليمة يخشون زوالها بعد كسادها في الأسواق الأدبية، أقول الأسواق الأدبية و أنا أعني جيدا ما أقول و أعيه تماما.

لقد تحول كثير من المنتديات "الـنِّــتِّـيَّـة" العربية أسواقا أثيرية يرتادها المتأدبون و أدعياء الإبداع الأدبي بمختلف أنواعه و أشكاله و ألوانه فينشرون "إبداعهم" و ينثرونه بلغة لا تكاد تمت إلى العربية بصلة إلا صلة الحروف الأبجدية التي يسودون بها صفحات الورق أو يشوهون بها شاشات العرض الحديثة مفتخرين بما يأتون من "إبداع" هو إلى الإفزاع أقرب منه إلى الإمتاع حتى صار الكتاب الحقيقيون غرباء بين ذويهم فطوبى للأدباء النجباء الغرباء و طوبة للأدباء الأدعياء.

إنه عصر "العرجمية" اللغة العرجاء في زمن مبدعي "النِّتِّ" الأدباء (؟!!).



البُليْدة، صبيحة يوم الأربعاء 22 من صفر 1435 الموافق لـ 25 ديسمبر 2013.