اهمية تفعيل دور الاعلام الصحي في الوسائل الاعلامية
بقلم | مجاهد منعثر منشد
الاعلام العام بمختلف وسائله اداة تنفيذية لكل مشروع من خلال دوره كسلطة اساسية في المجتمع، وكسلطة مضادة تراقب وتقيم وتصحح وتوجه.
وهذا الفضاء الواسع عبارة عن بحر تتلاطم امواجه ما بين الخير والشر , ولكي نتجنب امواج الشر علينا ان نغوص لعمق البحر .
ان اغلب افراد المجتمع لديه دراية كاملة بأن بعض الوسائل الاعلامية تصب تأثيراتها على شخصية الطفل من خلال تلقينه قيما ومفاهيما ليست متوافقة مع قيم مجتمعه سواء كانت تستهدف ما يضر صحته او تعلم الاطفال على نمط استهلاكي من خلال الاعلانات ,ففي كل الاحوال هي ليست بريئة او مجرد ادوات تسلية .
وللأسف الشديد فأننا نلاحظ حتى بعض القنوات الفضائية المعتبرة تحاول ان تضع المشاهد بين التضليل والالتباس في ممارسة نشاط التوعية والتثقيف الصحي حيث لا يستطيع الجمهور المتلقي ان يفرق بين الاعلام الصحي والاعلان التمثيلي التجاري مما يؤدي بالمتلقي ان تلتبس عليه المعلومة فيعتبرها كحقائق مسلم بها حتى وإن وردت في إعلان صحفي.
لقد رصدت الدراسات والابحاث بعض التجاوزات في الاعلان ومنها توظيف الشخصيات التمثيلية وكأنهم أصحاب خبرة واختصاص ما يتسبب في تظليل المتلقي، فلا بد من اللجوء الى إعلام متخصص للإعلاميين ، والاعلاميين الطبيين.
أن الاعلام الصحي ليس ترفاً فكريأً بل هو ممارسة تفاعلية مع الواقع الموضوعي ، أي أن ذلك الاعلام بحكم طبيعته يعكس الواقع المتغير, كونه إعلاما متميزا يتمتع بمقومات المجال الصحي والحدث الصحي والظاهرة الصحية ، ثم الجمهور.
عموما يكمن تجنب مشكلة التضليل والالتباس بلجوء القنوات الفضائية والوسائل الاعلامية الهادفة الى الاعلام الصحي التابع لوزارة الصحة العراقية حيث يكون مصدرها في برامج نشر الوعي والتثقيف الصحي.
وبهذا يتم تفعيل دور الاعلام الصحي الذي يعني تثقيف الأفراد واثارة وعيهم لغرض تغيير سلوكهم وعاداتهم خاصة في حالة انتشار الأمراض داخل المجتمع، وكذلك غرس العادات والتقاليد الاجتماعية التي من شأنها تدعيم الجانب الصحي وتطوره مثل ممارسة الرياضة والتغذية الصحية والعادات القوامية السليمة.
وبذلك من شأن الاعلام الصحي ومن خلال التوعية والتثقيف ان يرفع المستوى الصحي للأفراد بصفة عامة .
وايضا يحول الخبرات الصحية إلى أنماط سلوكية لدى الأفراد , فيكون تأثيرها ايجابيا على سلوكهم الصحي , ويعطيهم القدرة على تطبيق هذه المعلومات في الحياة اليومية بصورة مستمرة .
و لا يمكن ان يكتب النجاح الباهر لهذا المشروع دون تفعيل دور الاعلام الصحي من قبل القنوات الفضائية والوسائل الاعلامية الاخرى ومن خلال الترويج له بجدية .