آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: العلامة الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي (1915ـ 2006م) .

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية مجاهد الخفاجي
    تاريخ التسجيل
    19/10/2009
    المشاركات
    93
    معدل تقييم المستوى
    0

    العلامة الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي (1915ـ 2006م) .

    العلامة الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي (1915ـ 2006م) .
    بقلم | مجاهد منعثر منشد
    هو رئيس مجلس ادارة رابطة الادب الحديث بالقاهرة ـ والاستاذ بجامعة الازهر ـ كلية اللغة العربية وعميدها الاسبق .
    مؤلف كتاب الدولة الخفاجية في التاريخ هو صاحب مؤلفات عامرة زاخرة بالمعارف الادبية واللغوية ,فالحديث عنه يعني اننا نتحدث عن السيوطي، والخليل بن أحمد صاحب رائعة علم العروض.
    ولد المؤلف في قرية (تلبتانه) من قرى المنصورة بمحافظة الدقهلية بمصر في 22 من سنة 1915م.
    وعلى أرض فيصل بمحافظة الجيزة. ودخل الكتاب )كما تسمى في مصر ..و الذي تعلم فيه مبادئ القراءة والكتابة والحساب ثم أتم تعليمه بمدارس المنصورة ليلتحق سنة 1936م في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ثم عمل مدرسا في مدارس الليسيه فرنسية.
    وبعد فترة قصيرة حصل على الشهادة التمهيدية لشهادة الأستاذية سنة 1944م، وحصل على شهادة العالمية من درجة أستاذ الدكتوراه في الأدب والنقد سنة 1946م برسالته عن الشاعر الناقد (ابن المعتز).
    وفي سنة 1948م عين مدرسا في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف. وفي سنة 1973 عين رئيسا لقسم الأدب والنقد فيها، ثم عميدا لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر في أسيوط.
    وبين سنتي 1974م، و1978م عين عضوا في المجلس الأعلى للأزهر، وعضوا في لجنة الشعر، وعضوا في شعبة الآداب في المجالس القومية المتخصصة منذ عام 1976م حتى
    وبين سنتي 1974م، و1978م عين عضوا في المجلس الأعلى للأزهر، وعضوا في لجنة الشعر، وعضوا في شعبة الآداب في المجالس القومية المتخصصة منذ عام 1976م حتى وفاته، وعضوًا في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، ثم عين أستاذا متفرغا بجامعة الأزهر منذ عام 1980م، وأستاذا في معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة عام 1981م، كما اختير أستاذا زائرا في كلية الآداب جامعة الخرطوم السودانية عام 1975 وعضوا في مجلس إدارة اتحاد الكتاب منذ عام 1976، وخبيرا في مجمع اللغة العربية منذ عام 1984م.
    كان عضوا في جماعة أبوللو منذ قيامها عام 1932م، وفي عام 1969م انتخب نائبا لرئيس رابطة الأدب الحديث ثم رئيسا لها حتى وفاته وهي أقدم جمعية ثقافية وأدبية في مصر ذات الستين عاما من حياتها, والتي ترأسها أمير الشعراء أحمد شوقي عند إنشائها، والدكتور أحمد زكي أبو شادي ثم الدكتور إبراهيم ناجي في الفترة الأول من حياتها ثم الناقد مصطفى السحري في الفترة الثانية من نشاطها. وفي الوقت نفسه ترأس الدكتور محمد عبد المنعم الخفاجي مجلس إدارة مجلة الحضارة الثقافية والأدبية.
    وشارك في مهرجانات عدة منها: ذكرى المفكر الجزائري ,فهو صاحب إحدى المدارس العلمية المعاصرة في الأزهر الشريف وجامعته، وفي العالم الإسلامي والغربي. تخرج على يديه أجيال من الأساتذة والجامعيين.
    تلخيص مفتاح شخصيته عدم إضاعة الأوقات؛ كان يؤمن بأن الواجبات أكثر من فراغ الأوقات.
    وهذا احد اسباب تفسر سر مصنفاته العامرة التي بلغت أكثر من خمسمائة مصنف.
    واختير عضوا مناقشا في رسائل الماجستير والدكتوراه من قبل مختلف الجامعات المصرية والعربية .. وكان مشرفا في مختلف الجامعات العربية لفحص النتاج العلمي للمرشحين لوظائف الأستاذية في أقسام الأدب.
    تنوعت اهتمامات الخفاجي، فنراه مؤلفا وشاعرا ومحققا، كما أحب الكتابة الصحفية التي نرى له منها أعمالا وكتابات منذ الأربعينيات حتى وفاته. فهو أديب وناقد ومؤرخ للأدب العربي،
    كما كان شاعرا، وقد ألّف الكثير من الكتب في الأدب والنقد والبلاغة واللغة والبحوث الأدبية والتصوف، وفي الإسلاميات وفي التاريخ وفي مناهج البحث.
    وهو شاعرا: فهو شاعر وأديب وناقد ومؤرخ للأدب العربي قديمة وحديثة؛ فله شعرا ثمانية عشر ديوانا مطبوعا أقدمها ديوان "وحي العاصفة" الصادر سنة 1936م، وآخرها: "أحلام الأمس" بالإضافة إلى دواوين أخرى مخطوطة.
    شارك رحمه الله -بصفته شاعرا وناقدا- في مهرجانات الشعر التي أقامها المجلس الأعلى للفنون والآداب بالاشتراك مع الجامعة العربية، وفي مؤتمر الآداب والفنون في الخرطوم عام 1975م، كما شارك في مهرجان الذكرى الألفية لشاعر الأندلس "ابن زيدون" في الرباط عام 1975، وكذلك في مهرجان المربد الشعري عام 1981م حتى عام 1989م، ومهرجان شوقي وحافظ الذي أقامته رابطة الأدب الحديث عام 1982م في ذكرى أبو القاسم الشابي في تونس عام 1984م، وفي مهرجان عيد مجلة الفكر التونسية عام 1975م، كما شارك مع د. عبد العزيز شرف في تأسيس سوق الفسطاط للشعر والنقد على غرار سوق المربد.
    وصدر عن أعماله العلمية والأدبية نحو 10 كتب وسجلت رسائل جامعية في مصر وتونس والجزائر والسعودية من النقاد والأدباء في مصر والعالم العربي وفي المهجر إضافة لبعض المستشرقين وفي مقدمتهم الدكتور "عبد الكريم جرما نوس"، والدكتور أرنست با نرت .
    وكانت وفاة د. محمد خفاجي في صباح الأربعاء 8 من صفر 1427هـ 8 من مارس 2006م كان منتهاه.
    حكى عنه الأستاذ وديع فلسطين –وهو أديب قبطي مخضرم– أنه التقى بالدكتور محمد الخفاجي لأول مرة في الأربعينيات عندما كان محررا صحفيا قائلا: "بينما كنت جالسا في مكتبي دخل على الدكتور خفاجي بزيه الأزهري، وعرفني بنفسه وحمل إليَّ تحية شفهية من صديقي د. أحمد زكي أبو شادي فسعدت به وبرسالته الشفهية سعادة غامرة".
    وبعد أن توطدت العلاقة بينهما (محمد الخفاجي ووديع) احتاج وديع لشهادة موظف حكومي على بعض الأوراق الخاصة به والتوقيع عليها فختمها خفاجي بخاتم عمله بجامعة الأزهر، ولما استلم الأستاذ وديع أوراقه مستوفاة راجع الدكتور محمد الخفاجي فيها قائلا له: "أنا قبطي يا مولانا"، فأجابه على الفور: "نعم أعلم ذلك جيدا. ومنذ ذلك لا ينسى الأستاذ وديع هذا الموقف الإنساني للدكتور محمد عبد المنعم الخفاجي معه
    والاستاذ د. محمد خفاجي عالم وكاتب واحد الأساتذة المخضرمين ,فهو مصري الجنسية عربي القومية من قبيلة خفاجة وله مؤلفات عن القبيلة :
    1. بنو خفاجة تسعة اجزاء مخطوط غير مطبوع .
    2. الخفاجيون في التاريخ
    3. الدولة الخفاجية في التاريخ .
    واستاذ محمد عبد المنعم يعتبر علما من أعلام مصر المعاصرين، وأديبا من أدبائها المعدودين، ودائرة معارف تمشي على قدمين، كما وصف من قبل عارفيه.
    من مؤلفاته :ـ
    1. الأدب العربي الحديث" (6 أجزاء).
    2. قصة الأدب المعاصر.
    3. وقصة الأدب في مصر.
    4. ابن المعتز وتراثه في الأدب والنقد والبيان.
    5. "أبو عثمان الجاحظ.
    6. وقصة الأدب في الأندلس.
    7. قصة الأدب المهجري .
    8. وقصة الأدب في ليبيا.
    9. قصة الأدب في "الحجاز.
    10. مدراس النقد.
    11. المكتبة الأدبية.
    12. الحياة الأدبية بعد ظهور الإسلام .
    13. الحياة الأدبية في العصر العباسي بعد سقوط بغداد21
    14. "نحو بلاغة جديدة.
    15. دراسات في الأدب الجاهلي والإسلامي.
    16. الأسلوبية والبيان العربي.
    17. حركات التجديد في العصر الحديث .
    من تحقيقاته لكتب التراث :ـ
    1. شرح على كتاب الإيضاح في البلاغة للقزويني (6 أجزاء).
    2. شفاء الغليل للشهاب الخفاجي.
    3. شروح الأجرومية، لقطر الندى ولشذور الذهب، ولابن عقيل.
    4. فصيح ثعلب.
    5. البديع لابن المعتز.
    6. شرح مقامات الحريري للشريشي.
    7. قواعد الشعر لثعلب.
    8. فحولة الشعراء للأصمعي.
    9. إعجاز القرآن للباقلاني.
    10. دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر.
    11. سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي.
    12. نقد الشعر لابن قدامة.
    13. ديوان عمر بن أبي ربيعة.
    14. ديوان المتنبي.
    من اعماله الاسلامية ومؤلفاته في الدراسات الإسلامية :ـ
    كان له السبق والريادة في الدعوة إلى إنشاء مجمع فقهي منذ عام 1962م وتحقيق ذلك بقيام المجمع في مكة المكرمة منذ سنوات.
    وكان من منهجه في مؤلفاته ومحاضراته أنه إذا أوجز أمتع، وإذا أسهب أقنع، نثره ونظمه كنظم العقد، هذبته الآداب، وأحكمته التجارب، تقعده الرزانة، ويسكته الحلم، شيخ المعارف وصاحب المصنفات المتنوعة .
    1. اشترك في إعداد تفسير القرآن الكريم الذي نشرته وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ عام 1969م.
    2. تفسير القرآن الكريم في ثلاثة عشر جزءا.
    3. شارك في إعداد تفسير القرآن الكريم الذي ينشره مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر منذ عام 1976م.
    4. أصدر موسوعة ألفاظ القرآن الكريم.
    5. الصوفي المجدد .
    6. أكسيد الغنيمي التفتا زاني .
    ـ كتبت عنه رسائل جامعية عديدة .
    ـ له خمسمائة مؤلف مطبوع عدا الكتب المؤلفة المخطوطة التي لم تطبع بعد نحو المائة كتاب
    ـ وحقق عشرات الكتب القديمة وهي مطبوعة .
    ـ له مائة كتاب عن الاسلام والدراسات الاسلامية .
    ـ ومائة كتاب في دراسات عن الادب العربي وفي النقد الادبي.
    ـ ومائة كتاب في دراسة الاعلام من الادباء والعلماء والمفكرين .
    ـ ومائة كتاب في التاريخ واللغة والبلاغة والنحو والصرف .
    ـ ومائة كتاب في التصوف وفي تاريخ الازهر (5 كتب ) ,وفي السيرة الذاتية له (10كتاب ) ,وفي الشعر (25كتابا) ,وله عشرون ديوانا شعريا مطبوعا منها ثلاثة دواوين مخطوطة , وفي العلوم الانسانية الاخرى .
    وشارك في مهرجانات عدة منها: ذكرى المفكر الجزائري البشير الإبراهيمي في جامعة وهران عام 1986م، وذكرى الإمام ابن عاشور في تونس عام 1986م، وفي مهرجان تلمسان بالجزائر، وغير ذلك من المؤتمرات الأدبية والثقافية.
    سافر الى سويسرا وقبرص وانجلترا وليبيا والسودان وتونس والجزائر والمغرب والسعودية والعراق والكويت والامارات العربية وباكستان والهند وماليزيا وغيرها .
    ـ كتب عنه الكثير من المستشرقين دراسات مختلفة.
    ــ صدر عنه وادبه عدة رسائل جامعية ونحو عشرين كتابا مطبوعا .
    ومن اخر الكتب المؤلفة عنه كتاب حول القصر المسحور وكتاب الخفاجي ادبيا وناقدا للاديب التونسي رشيد الذوادي , وكتاب الخفاجي شاعر للاديب حسنى سيد لبيب.
    وجدير بالذكر أن جامعة الأزهر الشريف رشحته للجائزة التقديرية 1989م (فرع الآداب) وهو مرشح لهذه الجائزة منذ عام 1995. وفي سنة 1983م حصل على وسام العلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولى، كما كرمته العديد من المحافل المصرية والعربية والإسلامية.
    وكان لا يرى إلا مطالع لكتاب، أو مناقشا لقضية أدبية مهمة، أو مصححا لخطأ شائع حول حياة أديب أو فكره، أو معرفا لأدباء العالم العربي والإسلامي، وذلك من خلال منبره العامر رابطة الأدب الحديث. وقد ظل الدكتور محمد عبد المنعم الخفاجي مواظبا على الانتظام في أداء عمله طوال قرن هجري من الزمان، يحضر محاضراته صباحا، ويناقش الرسائل الجامعية عصرا، ويعكف على مؤلفاته ليلا حتى وفاته، وقد سجّل سيرته الذاتية في كتاب بعنوان "مواكب الحياة" أصدره عام 1981م.
    و الباحث مجاهد منعثر منشد الخفاجي صنف المترجم له بأنه اول مؤرخ أختص بكتابة تاريخ قبيلة خفاجة .
    تواصل د. محمد عبد المنعم خفاجي مع اعمامه خفاجة في العراق
    المرحوم د. محمد خفاجي واصل اعمامه رغم بعد المسافات ,فقد أرسل رسائل عديدة الى رئيس عموم قبيلة خفاجة الشيخ صكبان العلي الخفاجي ( زعيم قبيلة خفاجة في العراق والوطن العربي ) في العراق.
    وسوف نذكر رسالته في ترجمة الشيخ عبد المهدي مطر الى وكيل رئيس عموم قبيلة خفاجة الحاج الشيخ منشد مجلي العلي التي يتحدث فيها عن ارسال د. محمد خفاجي رسالة الى الشيخ صكبان ولم يرد عليه ,فطالب الشيخ منشد بالرد ,وفي حينها ارسال شيخ منشد رسالة الى الشيخ عبد المهدي قائلا له بان الشيخ صكبان مشغول بمجلس النواب العراقي ومسافر خارج العراق وانه قد ارسل رسالة الى دكتور محمد عبد المنعم خفاجي معتذرا له عن تاخير الرد وكان تواصل بينهم مستمر بعد ذلك .
    وكشفت لنا تلك الرسالة التي سنضع نسخة منها نهاية الكتاب وهي بخط العلامة الشيخ عبد المهدي انها كانت البادرة الاولى لهذه المعرفة والتواصل بين خفاجة العراق ومصر .
    اهتمام د. محمد عب المنعم برسائل الشيخ منشد الخفاجي
    في مطلع الثمانينات من القرن العشرين كان صديق الحاج الشيخ منعثر منشد الخفاجي, الاستاذ د . هادي عطية مطر الهلالي (رحمه الله ) الذي كانت دراسته لنيل درجة الماجستير في مصر حيث أوفدته وزارة التعليم العالي العراقية بهذا الصدد .
    وقبل ذهابه كان يتداول مع صديقة الحميم الحاج منعثر منشد الخفاجي كيفية الرحلة وعدم وجود معارف هناك ,فذكر له الحاج منعثر بان هناك استاذ خفاجي صديق للحاج الشيخ منشد ,وفي حينها كان المرحوم منشد متواجد في بغداد بيت ولده متعثر ,فطلب الدكتور هادي رسالة من الشيخ منشد الى الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ,فكتب الشيخ تلك الرسالة وذهب فيها الدكتور هادي الى مصر .
    يقول الدكتور هادي الهلالي وصلت الى جامعة الازهر وتسألت عن د. محمد خفاجي ,فقالوا انه عميد الجامعة ,فدخلت اليه وقلت انا طالب عراقي لنيل رسالة الماجستير في الجامعة المصرية.
    فسأله الدكتور محمد خفاجي : ما هو لقبك ؟
    فقال الدكتور هادي : هلالي .
    فانشد د. محمد شعرا في بني هلال .
    فقال له د. هادي ومعي رسالة من خفاجة العراق لجنابكم .
    فطلب د. محمد تلك الرسالة ,فنظر فيها وكان اساتذة الجامعة يجلسون في غرفته ,فقبل الرسالة ووضعها على راسه قائلا للجميع هذه الرسالة من عمي عميد قبيلة خفاجة في العراق وبهذه المناسبة ادعوكم لوليمة عشاء على شرف هذا الطالب العراقي .
    وبعد الوليمة طلب من د. هادي ان لا يذهب ,فخرج الضيوف ونادى د. محمد عائلته وقال لهم هذا الرجل جلب رسالة من عمي فتعتبرونه نفسي ياتي لمكتبة المنزل متى شاء وياخذ ما
    يحتاج من كتب ومصادر ويعتبر هذا البيت بيته ,ثم اتصل بالأستاذ الدكتور المصري رمضان حسن عبد التواب والاستاذ الدكتور عفت محمد الشرقاوي وطلب منهم الاهتمام بالدكتور هادي الهلالي والاشراف على رسالته .
    وبعد نجاحه المتميز في رسالة الماجستير سحبت الحكومة العراقية يدها عن اكمال دراسته لنيل رسالة الدكتوراه قائلين له تكون دراستك على حسابك الخاص ,فأكمل دكتور هادي الدكتوراه على حسابه الخاص في مصر .
    وهكذا نرى الاهتمام الملحوظ وكرم الاستاذ الخفاجي د. محمد بالطالب العراقي الذي يحمل رسالة من عمه الشيخ منشد في العراق .

    التعديل الأخير تم بواسطة مجاهد الخفاجي ; 09/11/2017 الساعة 08:11 PM

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية مجاهد الخفاجي
    تاريخ التسجيل
    19/10/2009
    المشاركات
    93
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الخفاجي العالم الموسوعي

    الخفاجي العالم الموسوعي
    بفلم |أ.د |المستشار محمد شوقي الفنجري (رئيس الجمعية الخيرية ,واستاذ الاقتصاد الاسلامي)
    في 22يوليو القادم يحتفل المفكرون والعلماء والادباء بعيد ميلاد الخفاجي الرابع والثمانين ميلاديا, والسابع والثمانين هجريا .انه عمر مديد .
    حافل بالعطاء لعالم موسوعي معاصر تجاوزت مؤلفاته الخمسمائة كتاب مطبوع , عدا كتب مخطوطة كثيرة لم تنشر بعد , وكتب فقدت في دور النشر العربي المختلفة في انحاء الوطن العربي ,وفي شتى مجالات الدين والفكر والتاريخ واللغة والفقه والتفسير والحديث والبلاغة والنقد والادب والشعر والابداع , بداءا من تفسيره للقران الكريم (13 جزءا ـ طبع عام 1958 ـ 1960), ومن روائع مؤلفاته في السيرة النبوية ,الى تحقيق التراث والتجديد في علوم الدين واللغة والادب , والى كفاح ثلاثة ارباع فرن كامل في التوعية والتعريف في مختلف العلوم والدراسات الانسانية ,والى مختلف مقالاته وبحوثه في الصحف والمجلات المصرية والعربية .
    ولقد صدرت عن حياته وعطائه الفكري كتب عديدة قد تقارب العشرين كتابا , وهذا الكتاب ـ الذي يطالعه القارىء العربي في كل مكان من العالم الاسلامي ـ هو احدها...الى رسائل جامعية صدرت عن الخفاجي وفكره وادبه , للماجستير و الدكتوراه , تصفه بجاحظ القرن العشرين ,وبالسيوطي المعاصر.
    وقد كرمته ندوة اللاتينية في جده في نوفمبر من عام 1996 تكريما بالغا حد الروعة , اشترك فيه مفكرون سعوديون وسوريون ومصريون وغيرهم .
    كما كرمه في القاهرة عام 1997 نادي القصيد تكريما اشترك فيه رجال الدين والصحافة والاعلام والفكر والادب.
    والخفاجي من مواليد المنصورة في العاشر من رمضان 1333هـ الثاني والعشرين من يوليو 1915 , ومن كتاب القرية الذي حفا فيه القران الكريم , الى معهد الزقائق الديني , الذي منه نال الشهادة الثانوية , الى كلية اللغة العربية بجامعة الازهر , التي نال منها الشهادة العالية
    عام 1940 ,ثم الدكتوراه عام 1946, الى عمله العلمي في الكلية التي تخرج منها مدرسا استاذا مساعدا فأستاذا فرئيس قسم فعميدا, من ذلك كله اتصل بالعلم والعلماء ,وصار نموذجا للعاشق للمعرفة والثقافة وللتراث , ومثالا للشخصية المتميزة بالعطاء الفكري الموسوعي .
    وقضى الخفاجي حياته قائا فهما , ومتعلما نابها , ومعلما له عطاؤه المتميز ,وكاتبا وادبيا وشاعرا ومفكرا له شخصيته المتميزة ,التي عرفتها مختلف دوائر العلم في العالم العربي والاسلامي .
    ومن الاساتذة والحواريبن والعلماء , والطلاب , منتشرون في البلدان العربية والاسلامية ,ويتباهلون باعتزاز انتاجه العقلي ,ويسعدون بعطائه الروحي .
    ويذكر الخفاجي كيف غلبه البكاء , وهو يجلس حول عمود من اعمد الازهر القديم , يدرس لطلابه الفكر الاسلامي والبلاغة القرآنية وروائع الادب القديم , يذكر ذلك لآن امه كانت تدعو ان يهبها الله ابنا يجلس حول عمود من عمد الازهر ليعلم الطلاب ,مثل والدها العالم الكبير الشيخ نافع الجوهري الخفاجي ( 1839ـ 1912م) والذي ترجم له الخفاجي في موسوعته (الازهر في الف عام ,الجزء الثالث ) .
    واول ما تلقاه من هذا العالم الموسوعي هو تواضعه , وحرصه على العلم والقراءة ,حرصه على العمل في صمت , حتى لقد كتب عنه أحد الاعلام عام 1963 , مقالا بعنوان : الخفاجي الذي يتمنى ان يموت وعلى صدره كتاب ( ), واذا كان هذا التواضع وذلك الصمت قد حجبه عن ان يكون اشهر من كل معاصريه, وهو الجدير بذلك حقا ,فأن هذا الخلق الكريم يحسب له , لا عليه , فالشهرة ليست مقياسا للمجد , وانما المجد الحقيقي هو العطاء الصادق الذي يضيف الى تراث هذه الامة ما يجدد لها ثقافتها وحيويتها .
    تحية اعتزاز وتقدير للأستاذ العلامة الموسوعي الخفاجي ,أمد الله في عمره ,ونفع به العروبة والاسلام والمسلمين .
    د. محمد شوقي الفنجري


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية مجاهد الخفاجي
    تاريخ التسجيل
    19/10/2009
    المشاركات
    93
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الخفاجي وملامح الشخصية

    الخفاجي وملامح الشخصية
    في 1977 أهديت الخفاجي كتابا الفته بالاشتراك مع صديقي الدكتور حسين علي محمد, عن الشاعر خليل جرجي خليل , ففوجئت برده الفوري, يشكرني على هديتي ,وكان وقتذاك عميدا لكلية اللغة العربية باسيوط ,دهشت لرده الفوري ,حيث لم اعهد ذلك من كبار الادباء , وكان كتابي هذا هو الاول ,فاعظمت الرجل وأكبرت صنيعه ,وحين التقيت بالصديق التونسي رشيد الذوادي عام 1980 ,حين زار مصر لآول مره ,طلب مني لقاء بالدكتور خفاجي , فصحبته الى رابطة الادب الحديث ,وهناك التقينا بشيخ الادباء والدكتور عبد العزيز شرف ,وتجاذب معنا أطراف الحديث متواضع جم ,ورفع من مقامنا !..
    وفي احدى حفلات تكريمه ,تحدث الدكتور محمد جلال عام 1958 فقال عنه انه صاحب الموسوعات الكثيرة ,اذا ماينتهي من قراءة كتاب له حتى يجيبنا اخر , فقال له ابنه: لماذا لاتكتب مثلما يكتب الاستاذ خفاجي !ورد عليه :بني انا من تلامذة الخفاجي وانى للتلميذ ان يلحق بأستاذه ؟
    وعن موسوعية الخفاجي نقف ـ على سبيل المثال ـ عند دراسة عن اكتشاف المسلمين الكهرباء ,وهي معلومة جديدة بالنسبة لي ,رغم تخصصي في الهندسة الكهربائية ,الا ان المعلومة شدتني وعجبت لحال العرب حيث نطمر جهودهم ,وريادتهم ,ويبرز الغربيون , وجهودهم في شتى المجالات .
    والحقيقة ان الغربيين اقتبسوا من العرب واخذوا عنهم .في عصور ازدهار الحضارة العربية ,مابنوا عليه واسسوا به حضارتهم الحديثة .
    وهكذا تتكامل المعرفة عند الخفاجي ,وليست قاصرة على تخصص بحصر الكاتب نفسه في مجاله, دونما اطلالة على فنون وعلوم أخرى, وتكامل المعرفة سمة يتميز بها المثقف عن غيره من المتخصصين ,وحين تطرق الخفاجي الى اكتشاف المسلمين للكهرباء ,شرع براعه يكتب في ثقة , بأسلوب علمي :متأدب ,بما يناسب الموضوع , دون اخلال بالحقائق العلمية ..لذا فاذا ما وصفناه بأنه الاديب الموسوعي ,لم نحد عن جادة الصواب ,وما اوردناه غيض من فيض ,ومثال لاحصر , ويستحسن الرجوع الى مؤلفاته المختلفة العدد, والى مقالاته ودراسته في الدوريات , والتي يضيق المجال عن حصرها .
    ومع غيرة الخفاجي على الثقافة والحضارة العربية ,يؤكد انه يحمل دائما من اجل حوار الحضارات ,فالى جانب اهتمامه بالتراث القديم ,يؤمن كذلك بضرورة الانفتاح على الثقافات الاخرى ,قديمها وحديثها ,على ان تستوعب ثقافات الشعوب جميعها ,ولاتكون قاصرة على ثقافة اجنبية واحدة , لذا لابد من الاتصال بالروائع الاجنبية , وعقد صلات بين الادب العربي والاداب الاخرى .
    ولعل الاديب روكس العزيزي قد اصاب حين وصفه بقوله : ((الخفاجي واحد من هؤلاء الافذاذ الذين وقفوا على ماضي الادب العربي وقوف فهم وتعمق ودراسة ,ورافقوا جديدة ,فكانوا من خير مجدديه, فهو يجمع بين دقة العلم , وصفاء ذهن الباحث ,وقدوة الكاتب المجيد , وروح الشاعر المرهفة ( ).
    وهناك أمثلة كثيرة تكشف نزوع الخفاجي الى التجديد وتشجيعه لكننا نحصرها في مثال واحد ذكره الشاعر ابراهيم شعراوي في حفل تكريم اقيم للخفاجي عام 1958, حيث تحدث عن تجربته الشعرية هو وزملاؤه الشعراء محمد الفينوري وجبلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن ومحي الدين فارس ..فغني شعراوي وقتذاك للنوبيين , وانشد الفينوري لافريقيا ,وترنم بذكريات الصبا في شمال السودان ,وكان تاج السر يصرخ من الابيض ,وتحدث محي الدين فارس عن الفقراء ونفلة وقصر العمدة والمتناقضات ...وكان الخيط الذي يربط الشعراء الخمسة معا , هو الايمان بالانسان في نموه وانتصاره وابداعه ,ولم يألف النقاد وقتذاك تلك الانغام الجديدة , فانتقدوها وهاجموها , وقالوا : أدب منشورات ..شعر طيب من ناحية الموضوع ولكن الصور ليست شعرية ..هذه عريقة عنصرية ضيقة ..ولكن الخفاجي بتواضعه وطيبته وبعد نظره , أتى بنماذج الشعراء الخمسة وسجل رايه الناقد .
    وقال عن هؤلاء الشعراء الواقعيين ..: هذه الكتيبة تملك قدرة الوصول الى شط النجاة ,فكان بذلك متواضعا ورائعا, وكان ايضا ـ ثاقب الرؤية بعيد النظره ,فلم يخاصم الاتجاه الجديد ,ولم
    يهاجمه ,وانما ترفق به , وانكب يكتب انطباعاته ,يقوده ايمان بقدرة شداة الادب على التعبير بصياغة جديدة ورؤية مغايرة .ويرى الخفاجي ان الخصائص والعناصر الفنية للادب تكون في وفصوحه وبساطته , وفي جماله وصدقه.
    وللدكتور خفاجي مايقارب الخمسمائة كتاب , وان كنا لاتستطيع حصرها بالضغط ,وفي احدى ندوات رابطة الادب الحديث عام 1996, ليرى اديب يتحدث عن مؤلفات الخفاجي ,بمناسبة تكريمه لبلوغه الثمانين , فقال انها ربما وصلت الان الى الف مؤلف , وفي ختام كلمته توجه الى الدكتور خفاجي يسأله عن عدد مؤلفاته بالضبط , فقال : انني لاأذكر العدد .
    وهذه المئات من الكتب , تضم كتبا محققة من التراث ,وكتبا اسلامية وتاريخية ,وتراجم ادبية , ودراسات في الادب والشعر والبلاغة العربية . نشر دراساته الادبية وابداعاته الشعرية في معظم المجلات والصحف المصرية والعربية ,نذكر منها : الهلال والرسالة والعربي والثقافة والاداب والاديب وقافلة الزيت والفكر والمنهل وغيرها , وله مئات الاحاديث الاذاعية والتلفزيونية , كما اشرف على مئات الرسائل الجامعية ,في الادب والنقد بجامعات الازهر والقاهرة والاسكندرية ومعهد الدراسات الاسلامية .ويكفي ان نذكر للخفاجي مواصلته النشر في الدوريات منذ عام 1928 وحتى الان , بيعة الفارس وشجاعته , وحماس الاديب صاحب الرسالة والضمير اليقظ .
    لم يكل قلمه ,دائب العمل ,مثابر ’مؤمن برسالته ...وكان الحصاد هذا الكم الهائل من نور المعرفة ووهج الفكر ,بدعمه ايمان يعمر قلبه ,وتفاؤل بالحياة ,واعتزاز بتراث امته وتاريخها المجيد .
    وله مؤلفات لم تطبع بعد ,والتي تبلغ نحو ثمانين كتابا ومن هذه الثمانين :
    ـ اصول الادب العربي جزءان كبيران .
    ـ الازهر القديم والحديث جزءان كبيران .
    ـ دراسات في الفكر العربي جزءان كبيران .
    ـ مصادر الثقافة العربية جزءان كبيران .
    وتقرأ كتبه : مدارس النقد ـ مدارس الشعر الحديث ـ اصول النقد ـ الجاحظ ـ الازهر في الف عام (ثلاثة اجزاء) ـ ابن المعتز ـ وغيرها ,فيروعك هذا العالم الجليل ,بسعة افقه ,وعمق فكره ,وبثقافته الواسعة ,حتى لقب با جاحظ وبالسيوطي ,تقديرا لفكره ولمعارفه الشاملة والخفاجي عاشق للعلم وللكتاب وللقراءة , وكثيرا ما نصح تلاميذه بأن يعكفوا على القراءة والكتاب ما أمكنهم ذلك .. والعلم بحر لا ساحل له ,والقراءة هي الزورق الذي يسير به الانسان ,في هذا البحر اللجي المتلاطم الامواج .
    حصل الخفاجي على الدكتوراه في الادب والتقدير والبلاغة من جامعة الازهر عام 1946 برسالته عن ابن المعتز ,وشغل منصب الاستاذية في كلية اللغة العربية بالقاهرة ,ومعهد الدراسات الاسلامية ,وجامعة محمد بن علي السنوس في ليبيا ,وجامعة محمد بن سعود في الرياض ,وتخرج على يديه جبل كبير من العلماء والباحثين ,ممن شغلوا مقعد الاستاذية في الجامعات المصرية والعربية والاسلامية ,وفي جامعة الازهر على الخصوص , حتى كان اغلب عمداء الكليات الازهرية من تلاميذه , كما اشرف وناقش الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد ,والف عنه اكثر من عشرين كتابا باقلام لفيف من الباحثين والكتاب والادباء والنقاد .وأسهم الخفاجي بنشاطه العلمي والثقافي والادبي في مدرسة ابو لو , ومدرسة الديوان ,ورابطة الادب الحديث .وجماعة ابو لو الجديدة .واتصل اتصالا وثيقا بمدرسة الرابطة القلمية في نيويورك , وبالعصبة الاندلسية في ربودي جانيرووبمدرسة الشعراء المهاجريين في الارجنتين ,الياس فنصل وركي فنصل وعبد اللطيف اليونس وغيرهم .
    وكان عضوا في الجمعية الادبية بالنجف الاشرف , كما كان عضوا في جمعية الادباء في القاهرة وفي اتحاد الكتاب منذ اول فيامه ,وفي المجلس الاعلى للفنون والادب , وفي المجالس القومية المتخصصة ,وفي المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية , وفي مجلس جامعة الازهر والمجلس الاعلى للأزهر الشريف ,و خبيرا في مجمع اللغة العربية , وعضوا في جمعية الهداية الاسلامية التي كان يراسها الشيخ محمد الخضر حسين (شيخ الازهر فيما بعد ),وفي جمعية الشبان المسلمين ,وفي رابطة ادباء وادي النيل , وفي رابطة الادب الاسلامي , ونادي القصيد ,ونادي القصة , وجمعية الدراسات الاسلامية , وجمعية العشيرة المحمدية , واتحاد ابناء الدقهلية ,وعضوا شرفيا بالمجلس الاعلى القومي للأدب السوداني ,وباتحاد الكتاب المؤلفين في بغداد .
    وحضر الخفاجي عشرات المؤتمرات في مصر والسعودية والعراق وتونس والجزائر ومراكش والكويت , وفي باكستان والهند وبروناي وفي لندن وسوها .
    ودوائر الاستشراق تعرف الخفاجي جيدا ,ومن اصدقائه الحميمين من المستشرقين :عبد الكريم جرمانوس الاستاذ في جامعة بودابت , والدكتور أرنت باترت الاستاذ في جامعة فينا ,والمستشرق الامريكي الدكتور رينز الذي توفي عام 1997 , والدكتور نيلاند مدير المعهد الهولندي للدراسات عن الشرق الاوسط , والدكتور داود كارن بجامعة لندن ,وغيرهم .
    وقد نال الخفاجي تقدير العديد من الزعماء , وفي مقدمتهم :مصطفى النحاس ومحمد نجيب , وأنور السادات ,والرئيس السنغالي عبده ضيوف ,والرئيس السوداني النميري ,ورئيس الوزراء التونسي الاسبق محمد مزالي ..ومنحه الرئيس المصري محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون والاداب من الطبقة الاولى .
    كما نال تقدير العديد من اعلام الفكر العربي الحديث , ومن بينهم : د. احمد زكي ابو شادي , نجيب محفوظ , توفيق الحكيم , عبد الرحمن الشرقاوي , الشيخ احمد حسن الباقوري ,الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي ,مبارك القربي رئيس المجلس الاعلى القومي للادب السوداني , البشير بن سلامة وزير الدولة الاسبق للشؤون الثقافية في تونس ,محمد بن حتيتي وزير الدولة للشؤون الثقافية في المغرب ,محمد العروسي المطوي(تونس ) , وغيرهم .
    وكرمت الخفاجي ندوة الاثنينية في جده التي يراسها المفكر الكبير الشيخ عبد المقصود خواجة ,كما كرمه نادي القصيد ,ورابطة الادب الحديث ,وغيرها .
    وكان صديق الادباء الكبار من أمثال محمد قندور ومصطفى السحرني وعبد الله عبد الجبار (السعودية ) وهلال ناجي (العراق) وصالح جودت , وديع فلسطين , والشرباصي ,د.فرهود ,وغيرهم كثير .
    والخفاجي هو الذي دعا الى انشاء مجمع فقهي قبل قيامه في مكة بعشرين عام ,وهو الذي وضع مشروع جائزة الباحثين وراسها في العام الاول من انشائها .
    كما انه كان اوائل الذين اشتركوا في الاجتماع التاسيسي لجماعة الاخوان المسلمين عام 1937 الذي دعا اليه الشيخ حسن البنا .
    وقد اشتغل الخفاجي طويلا بالصحافة , واصدر عام 1953 جريدة اسبوعية باسم ((الشعب )) واصدر عام 1955 سلسلة كتاب البعث , واصدر هو والدكتور عبد العزيز شرف منذ عام 1984 مجلة الحضارة .
    وجهود الخفاجي في رابطة الادب الحديث معروفة منذ الجيل الاول الذي راسها فيه احمد زكي ابو شادي , والجيل الثاني الذي راسها فيه الشاعر الدكتور ابراهيم ناجي , والجيل الثالث الذي راسها فيه الناقد مصطفى السحرتي , وتولى الخفاجي رئاسة الرابطة منذ عام 1983.
    ان الحديث عن الخفاجي ممتد وطويل ومتلاحم , ويحسب الخفاجي انه امتلك اسلوبا ادبيا رفيعا من اصفى الاساليب العربية بيانا وبلاغة .
    وهو في شعره العمودي ذي الموسيقى الشعرية والاسلوب الرومانسي المطواع , يملك ناصية البلاغة والشاعرية الاصيلة المتمكنة .
    والخفاجي وحده مدرسة ادبية متكاملة كبيرة تغوص في الذات والوجدان, وتحتفي بالتراث والاصالة ,وتساير حركات التجديد في كل خطواتها المستوثبة , وتجود في الموسيقى والصورة الشعرية والعاطفة الملتهبة ,والتجربة الذاتية العميقة , وقصائده في رثاء زوجته التي لقيت ربها في السابع من اغسطس عام 1987 ,تعد من اجمل قصائد الشعر الحديث.
    وكما قلت ان الخفاجي بحر متلاطم الامواج أقول : انه لايستطيع السباحة في هذا البحر الا سباح ماهر يستطيع ان يدخل الى الاعماق وينظر الى عالم الخفاجي المملوء بالعبقرية وبالاشواق ,بعين المتأمل الناقد البصير.
    وأخيرا اقول ,ان الخفاجي شاهد على عصره , شهد احداث القرن العشرين وعايشها واتصل بها اتصالا كبيرا, وأثرت في حياته وفكره وادبه تاثيرا بالغا .
    ان اغلب الاعلام العربية والاسلامية , في شتى مجالات الفكر والثقافة والادب هم معاصروه وأصدقاؤه , وأسهم مع كثير منهم اسهاما بالغا في خدمة العربية وتراثها وادبها , وفي العمل الجاد من أجل ازدهارها ,بقدر ما اتيح له من امكانيات وطاقات ومثابرة ,حيث كتب في نواحي الفكر المختلفة صفحات خالدات لايمحوها الزمان .

    الخفاجي وملامح الشخصية
    في 1977 أهديت الخفاجي كتابا الفته بالاشتراك مع صديقي الدكتور حسين علي محمد, عن الشاعر خليل جرجي خليل , ففوجئت برده الفوري, يشكرني على هديتي ,وكان وقتذاك عميدا لكلية اللغة العربية باسيوط ,دهشت لرده الفوري ,حيث لم اعهد ذلك من كبار الادباء , وكان كتابي هذا هو الاول ,فاعظمت الرجل وأكبرت صنيعه ,وحين التقيت بالصديق التونسي رشيد الذوادي عام 1980 ,حين زار مصر لآول مره ,طلب مني لقاء بالدكتور خفاجي , فصحبته الى رابطة الادب الحديث ,وهناك التقينا بشيخ الادباء والدكتور عبد العزيز شرف ,وتجاذب معنا أطراف الحديث متواضع جم ,ورفع من مقامنا !..
    وفي احدى حفلات تكريمه ,تحدث الدكتور محمد جلال عام 1958 فقال عنه انه صاحب الموسوعات الكثيرة ,اذا ماينتهي من قراءة كتاب له حتى يجيبنا اخر , فقال له ابنه: لماذا لاتكتب مثلما يكتب الاستاذ خفاجي !ورد عليه :بني انا من تلامذة الخفاجي وانى للتلميذ ان يلحق بأستاذه ؟
    وعن موسوعية الخفاجي نقف ـ على سبيل المثال ـ عند دراسة عن اكتشاف المسلمين الكهرباء ,وهي معلومة جديدة بالنسبة لي ,رغم تخصصي في الهندسة الكهربائية ,الا ان المعلومة شدتني وعجبت لحال العرب حيث نطمر جهودهم ,وريادتهم ,ويبرز الغربيون , وجهودهم في شتى المجالات .
    والحقيقة ان الغربيين اقتبسوا من العرب واخذوا عنهم .في عصور ازدهار الحضارة العربية ,مابنوا عليه واسسوا به حضارتهم الحديثة .
    وهكذا تتكامل المعرفة عند الخفاجي ,وليست قاصرة على تخصص بحصر الكاتب نفسه في مجاله, دونما اطلالة على فنون وعلوم أخرى, وتكامل المعرفة سمة يتميز بها المثقف عن غيره من المتخصصين ,وحين تطرق الخفاجي الى اكتشاف المسلمين للكهرباء ,شرع براعه يكتب في ثقة , بأسلوب علمي :متأدب ,بما يناسب الموضوع , دون اخلال بالحقائق العلمية ..لذا فاذا ما وصفناه بأنه الاديب الموسوعي ,لم نحد عن جادة الصواب ,وما اوردناه غيض من فيض ,ومثال لاحصر , ويستحسن الرجوع الى مؤلفاته المختلفة العدد, والى مقالاته ودراسته في الدوريات , والتي يضيق المجال عن حصرها .
    ومع غيرة الخفاجي على الثقافة والحضارة العربية ,يؤكد انه يحمل دائما من اجل حوار الحضارات ,فالى جانب اهتمامه بالتراث القديم ,يؤمن كذلك بضرورة الانفتاح على الثقافات الاخرى ,قديمها وحديثها ,على ان تستوعب ثقافات الشعوب جميعها ,ولاتكون قاصرة على ثقافة اجنبية واحدة , لذا لابد من الاتصال بالروائع الاجنبية , وعقد صلات بين الادب العربي والاداب الاخرى .
    ولعل الاديب روكس العزيزي قد اصاب حين وصفه بقوله : ((الخفاجي واحد من هؤلاء الافذاذ الذين وقفوا على ماضي الادب العربي وقوف فهم وتعمق ودراسة ,ورافقوا جديدة ,فكانوا من خير مجدديه, فهو يجمع بين دقة العلم , وصفاء ذهن الباحث ,وقدوة الكاتب المجيد , وروح الشاعر المرهفة ( ).
    وهناك أمثلة كثيرة تكشف نزوع الخفاجي الى التجديد وتشجيعه لكننا نحصرها في مثال واحد ذكره الشاعر ابراهيم شعراوي في حفل تكريم اقيم للخفاجي عام 1958, حيث تحدث عن تجربته الشعرية هو وزملاؤه الشعراء محمد الفينوري وجبلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن ومحي الدين فارس ..فغني شعراوي وقتذاك للنوبيين , وانشد الفينوري لافريقيا ,وترنم بذكريات الصبا في شمال السودان ,وكان تاج السر يصرخ من الابيض ,وتحدث محي الدين فارس عن الفقراء ونفلة وقصر العمدة والمتناقضات ...وكان الخيط الذي يربط الشعراء الخمسة معا , هو الايمان بالانسان في نموه وانتصاره وابداعه ,ولم يألف النقاد وقتذاك تلك الانغام الجديدة , فانتقدوها وهاجموها , وقالوا : أدب منشورات ..شعر طيب من ناحية الموضوع ولكن الصور ليست شعرية ..هذه عريقة عنصرية ضيقة ..ولكن الخفاجي بتواضعه وطيبته وبعد نظره , أتى بنماذج الشعراء الخمسة وسجل رايه الناقد .
    وقال عن هؤلاء الشعراء الواقعيين ..: هذه الكتيبة تملك قدرة الوصول الى شط النجاة ,فكان بذلك متواضعا ورائعا, وكان ايضا ـ ثاقب الرؤية بعيد النظره ,فلم يخاصم الاتجاه الجديد ,ولم
    يهاجمه ,وانما ترفق به , وانكب يكتب انطباعاته ,يقوده ايمان بقدرة شداة الادب على التعبير بصياغة جديدة ورؤية مغايرة .ويرى الخفاجي ان الخصائص والعناصر الفنية للادب تكون في وفصوحه وبساطته , وفي جماله وصدقه.
    وللدكتور خفاجي مايقارب الخمسمائة كتاب , وان كنا لاتستطيع حصرها بالضغط ,وفي احدى ندوات رابطة الادب الحديث عام 1996, ليرى اديب يتحدث عن مؤلفات الخفاجي ,بمناسبة تكريمه لبلوغه الثمانين , فقال انها ربما وصلت الان الى الف مؤلف , وفي ختام كلمته توجه الى الدكتور خفاجي يسأله عن عدد مؤلفاته بالضبط , فقال : انني لاأذكر العدد .
    وهذه المئات من الكتب , تضم كتبا محققة من التراث ,وكتبا اسلامية وتاريخية ,وتراجم ادبية , ودراسات في الادب والشعر والبلاغة العربية . نشر دراساته الادبية وابداعاته الشعرية في معظم المجلات والصحف المصرية والعربية ,نذكر منها : الهلال والرسالة والعربي والثقافة والاداب والاديب وقافلة الزيت والفكر والمنهل وغيرها , وله مئات الاحاديث الاذاعية والتلفزيونية , كما اشرف على مئات الرسائل الجامعية ,في الادب والنقد بجامعات الازهر والقاهرة والاسكندرية ومعهد الدراسات الاسلامية .ويكفي ان نذكر للخفاجي مواصلته النشر في الدوريات منذ عام 1928 وحتى الان , بيعة الفارس وشجاعته , وحماس الاديب صاحب الرسالة والضمير اليقظ .
    لم يكل قلمه ,دائب العمل ,مثابر ’مؤمن برسالته ...وكان الحصاد هذا الكم الهائل من نور المعرفة ووهج الفكر ,بدعمه ايمان يعمر قلبه ,وتفاؤل بالحياة ,واعتزاز بتراث امته وتاريخها المجيد .
    وله مؤلفات لم تطبع بعد ,والتي تبلغ نحو ثمانين كتابا ومن هذه الثمانين :
    ـ اصول الادب العربي جزءان كبيران .
    ـ الازهر القديم والحديث جزءان كبيران .
    ـ دراسات في الفكر العربي جزءان كبيران .
    ـ مصادر الثقافة العربية جزءان كبيران .
    وتقرأ كتبه : مدارس النقد ـ مدارس الشعر الحديث ـ اصول النقد ـ الجاحظ ـ الازهر في الف عام (ثلاثة اجزاء) ـ ابن المعتز ـ وغيرها ,فيروعك هذا العالم الجليل ,بسعة افقه ,وعمق فكره ,وبثقافته الواسعة ,حتى لقب با جاحظ وبالسيوطي ,تقديرا لفكره ولمعارفه الشاملة والخفاجي عاشق للعلم وللكتاب وللقراءة , وكثيرا ما نصح تلاميذه بأن يعكفوا على القراءة والكتاب ما أمكنهم ذلك .. والعلم بحر لا ساحل له ,والقراءة هي الزورق الذي يسير به الانسان ,في هذا البحر اللجي المتلاطم الامواج .
    حصل الخفاجي على الدكتوراه في الادب والتقدير والبلاغة من جامعة الازهر عام 1946 برسالته عن ابن المعتز ,وشغل منصب الاستاذية في كلية اللغة العربية بالقاهرة ,ومعهد الدراسات الاسلامية ,وجامعة محمد بن علي السنوس في ليبيا ,وجامعة محمد بن سعود في الرياض ,وتخرج على يديه جبل كبير من العلماء والباحثين ,ممن شغلوا مقعد الاستاذية في الجامعات المصرية والعربية والاسلامية ,وفي جامعة الازهر على الخصوص , حتى كان اغلب عمداء الكليات الازهرية من تلاميذه , كما اشرف وناقش الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والمعاهد ,والف عنه اكثر من عشرين كتابا باقلام لفيف من الباحثين والكتاب والادباء والنقاد .وأسهم الخفاجي بنشاطه العلمي والثقافي والادبي في مدرسة ابو لو , ومدرسة الديوان ,ورابطة الادب الحديث .وجماعة ابو لو الجديدة .واتصل اتصالا وثيقا بمدرسة الرابطة القلمية في نيويورك , وبالعصبة الاندلسية في ربودي جانيرووبمدرسة الشعراء المهاجريين في الارجنتين ,الياس فنصل وركي فنصل وعبد اللطيف اليونس وغيرهم .
    وكان عضوا في الجمعية الادبية بالنجف الاشرف , كما كان عضوا في جمعية الادباء في القاهرة وفي اتحاد الكتاب منذ اول فيامه ,وفي المجلس الاعلى للفنون والادب , وفي المجالس القومية المتخصصة ,وفي المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية , وفي مجلس جامعة الازهر والمجلس الاعلى للأزهر الشريف ,و خبيرا في مجمع اللغة العربية , وعضوا في جمعية الهداية الاسلامية التي كان يراسها الشيخ محمد الخضر حسين (شيخ الازهر فيما بعد ),وفي جمعية الشبان المسلمين ,وفي رابطة ادباء وادي النيل , وفي رابطة الادب الاسلامي , ونادي القصيد ,ونادي القصة , وجمعية الدراسات الاسلامية , وجمعية العشيرة المحمدية , واتحاد ابناء الدقهلية ,وعضوا شرفيا بالمجلس الاعلى القومي للأدب السوداني ,وباتحاد الكتاب المؤلفين في بغداد .
    وحضر الخفاجي عشرات المؤتمرات في مصر والسعودية والعراق وتونس والجزائر ومراكش والكويت , وفي باكستان والهند وبروناي وفي لندن وسوها .
    ودوائر الاستشراق تعرف الخفاجي جيدا ,ومن اصدقائه الحميمين من المستشرقين :عبد الكريم جرمانوس الاستاذ في جامعة بودابت , والدكتور أرنت باترت الاستاذ في جامعة فينا ,والمستشرق الامريكي الدكتور رينز الذي توفي عام 1997 , والدكتور نيلاند مدير المعهد الهولندي للدراسات عن الشرق الاوسط , والدكتور داود كارن بجامعة لندن ,وغيرهم .
    وقد نال الخفاجي تقدير العديد من الزعماء , وفي مقدمتهم :مصطفى النحاس ومحمد نجيب , وأنور السادات ,والرئيس السنغالي عبده ضيوف ,والرئيس السوداني النميري ,ورئيس الوزراء التونسي الاسبق محمد مزالي ..ومنحه الرئيس المصري محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون والاداب من الطبقة الاولى .
    كما نال تقدير العديد من اعلام الفكر العربي الحديث , ومن بينهم : د. احمد زكي ابو شادي , نجيب محفوظ , توفيق الحكيم , عبد الرحمن الشرقاوي , الشيخ احمد حسن الباقوري ,الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي ,مبارك القربي رئيس المجلس الاعلى القومي للادب السوداني , البشير بن سلامة وزير الدولة الاسبق للشؤون الثقافية في تونس ,محمد بن حتيتي وزير الدولة للشؤون الثقافية في المغرب ,محمد العروسي المطوي(تونس ) , وغيرهم .
    وكرمت الخفاجي ندوة الاثنينية في جده التي يراسها المفكر الكبير الشيخ عبد المقصود خواجة ,كما كرمه نادي القصيد ,ورابطة الادب الحديث ,وغيرها .
    وكان صديق الادباء الكبار من أمثال محمد قندور ومصطفى السحرني وعبد الله عبد الجبار (السعودية ) وهلال ناجي (العراق) وصالح جودت , وديع فلسطين , والشرباصي ,د.فرهود ,وغيرهم كثير .
    والخفاجي هو الذي دعا الى انشاء مجمع فقهي قبل قيامه في مكة بعشرين عام ,وهو الذي وضع مشروع جائزة الباحثين وراسها في العام الاول من انشائها .
    كما انه كان اوائل الذين اشتركوا في الاجتماع التاسيسي لجماعة الاخوان المسلمين عام 1937 الذي دعا اليه الشيخ حسن البنا .
    وقد اشتغل الخفاجي طويلا بالصحافة , واصدر عام 1953 جريدة اسبوعية باسم ((الشعب )) واصدر عام 1955 سلسلة كتاب البعث , واصدر هو والدكتور عبد العزيز شرف منذ عام 1984 مجلة الحضارة .
    وجهود الخفاجي في رابطة الادب الحديث معروفة منذ الجيل الاول الذي راسها فيه احمد زكي ابو شادي , والجيل الثاني الذي راسها فيه الشاعر الدكتور ابراهيم ناجي , والجيل الثالث الذي راسها فيه الناقد مصطفى السحرتي , وتولى الخفاجي رئاسة الرابطة منذ عام 1983.
    ان الحديث عن الخفاجي ممتد وطويل ومتلاحم , ويحسب الخفاجي انه امتلك اسلوبا ادبيا رفيعا من اصفى الاساليب العربية بيانا وبلاغة .
    وهو في شعره العمودي ذي الموسيقى الشعرية والاسلوب الرومانسي المطواع , يملك ناصية البلاغة والشاعرية الاصيلة المتمكنة .
    والخفاجي وحده مدرسة ادبية متكاملة كبيرة تغوص في الذات والوجدان, وتحتفي بالتراث والاصالة ,وتساير حركات التجديد في كل خطواتها المستوثبة , وتجود في الموسيقى والصورة الشعرية والعاطفة الملتهبة ,والتجربة الذاتية العميقة , وقصائده في رثاء زوجته التي لقيت ربها في السابع من اغسطس عام 1987 ,تعد من اجمل قصائد الشعر الحديث.
    وكما قلت ان الخفاجي بحر متلاطم الامواج أقول : انه لايستطيع السباحة في هذا البحر الا سباح ماهر يستطيع ان يدخل الى الاعماق وينظر الى عالم الخفاجي المملوء بالعبقرية وبالاشواق ,بعين المتأمل الناقد البصير.
    وأخيرا اقول ,ان الخفاجي شاهد على عصره , شهد احداث القرن العشرين وعايشها واتصل بها اتصالا كبيرا, وأثرت في حياته وفكره وادبه تاثيرا بالغا .
    ان اغلب الاعلام العربية والاسلامية , في شتى مجالات الفكر والثقافة والادب هم معاصروه وأصدقاؤه , وأسهم مع كثير منهم اسهاما بالغا في خدمة العربية وتراثها وادبها , وفي العمل الجاد من أجل ازدهارها ,بقدر ما اتيح له من امكانيات وطاقات ومثابرة ,حيث كتب في نواحي الفكر المختلفة صفحات خالدات لايمحوها الزمان .


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية مجاهد الخفاجي
    تاريخ التسجيل
    19/10/2009
    المشاركات
    93
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي لخفاجي اديبا وناقدا

    الخفاجي اديبا وناقدا
    بقلم |البشير الشرقي ..تونس(
    عرفنا الاستاذ رشيد الذوادي من خلال السلسلة الموجهة للاطفال التي يصدرها تحت عنوان ((عظماء بلادي ))وعرفناها ايضا من خلال كتبه ((أدباء تونسيون))و(جماعة تحت النور)) و((أعلام من بنزوت ))و((رحلة في الشعر التونسي بعد ابي القاسم الشابي)) وغيرها من العناوين المهمة التي اسهمت دون شك في اثراء المكتبة التونسية والعربية وسلطت الاضواء على عدة مسالك كانت مجهولة في دنيا الفكر والنقد والتاريخ ..وفي سياق عناية الاستاذ الذوادي بالابداعات العربية أصدر مؤخرا كتابا قيما بعنوان ((الخفاجي اديبا وناقدا )) .
    صدر الكتاب بالقاهرة عن رابطة الادب الحديث في 72 صفحة من رابطة الادب الحديث في 72 صفحة من الحجم الكبير ,وقدم له الناقد المصري المعروف الدكتور عبد العزيز شرف رئيس القسم الادبي بجريدة ((الاهرام)) ومن المعلوم ان الخفاجي يعمل في الحقل الادبي منذ قرابة السبعين عاما وهو صاحب مؤلفات عديدة ومقالات كثيرة متنوعه معظمها في النقد وتحقيق المخطوطات .
    ومن يطلع على كتاب الاستاذ رشيد الذوادي يستطيع الاهتداء الى جوانب مهمة من شخصية الخفاجي المفكر الازهري والموسوعي الذي يراس حاليا رابطة الادب الحديث في القاهرة .
    وقد اشتمل كتاب رشيد الذوادي على عدة أقسام ,يختص القسم الاول منها وهو بعنوان ((مؤثرات وتأثيرات )) بتقديم لمحة ضافية عن حياة الخفاجي وعن مسيرته الفكرية ومواقفه السياسية واسهاماته في التعريف بالادب التونسي .
    وبالادباء التونسيين بدءا بالشابي والخضر حسين وانتهاء بالعروسي المطوي ونور الدين محمود وغيرهما .
    وفي القسم الثاني من الكتاب تتألق شخصية الخفاجي كظاهرة أدبية ,حيث يخصص الذوادي حيزا هاما للحديث عن الازهر ودوره في نشر الثقافة العربية ووفاء الخفاجي له والتزامه بالتعريف باعلامه من أمثال احمد حسن الباقوري والخضر حسين وسواهما ,مع العلم ان الخفاجي الف كتابا ضخما ظهر في عدة اجزاء وصدر في عدة طبعات وعنوانه الازهر في الف عام .
    اما القسم الثالث وجاء تحت عنوان ((الخفاجي الاديب)) الذي قال عنه الذوادي : من مميزات هذا الاديب الناقد انه أسهم بجهد وافر في الكشف عن الظواهر الادبية وحدد ملامح الدراسات فيها ,كما امكنه ان يقدم اراء ونظريات في البحث عن الجذور العربية .
    اما القسم الرابع فان الذوادي يخصصه لتحليل شخصية الخفاجي الناقد , معرجا على عدد من مؤلفاته في هذا المجال واهمها كتاب ((مدارس النقد الادبي الحديث ))ومن ابرز افكار الخفاجي في النقد ان النص الادبي هو صورة للعصر وكاتبه , وفي هذه الفكرة بعض من قول الناقد الفرنسي الشهير ((سانت باف)) ((الاديب ابن بيثته)).
    وقد خصص الذوادي الفصول الاخيرة من كتابه للحديث عن الجديد في فكر الخفاجي واورد مختارات من شعره ومقتطفات مما كتب عنه من دراسات ومقالات.. وهكذا يتجلى لنا مدى نجاح الاستاذ رشيد الذوادي في تقديم كاتب كبير من كتاب الامة العربية لانعرف عنهم في الحقيقة الكثير , وجهود كهذه من شأنها ان تعرفنا بالجهود المشكورة التي قدمها عدد من الادباء والكتاب والشعراء العرب من اجل النهوض بالأدب والفكر .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •