يا أيُّها الرأس للشاعر مهدي ابو صالح
ياايها الــرأس في العـلياء مرتفعا
قُل : ايها الناسُ او يا أيها القـاعُ

ضاقوا برأسك ذرعاً ثمّ ما أمنوا
وآمن الرأس أن داروا فقد ضـاعوا

فكان في كـل مـوضـــعٍ مــزار بــه
صاروا بلا جامعٍ والرأس أجمـاعُ

للطـبل قد دقّــوا نصراً وقد فــرحوا
والجـيل قد دقّ : الحســينُ أشياعُ

راح الـزمـان علـى افـراحهم نكـساً
رايات من كــربلاء الحـزن مــذياعُ

دارت رؤوسٌ على الرماح شــامخةً
فدربها من بـكا، والـدربُ أســماعُ

عـلـتْ قبابٌ نحيبٌ رافـــق الـقــــدم
سلاسل الرجل تحكي:انت اضلاعُ

اسـمعْ رؤوسـاً على الدنيا تحدّثهم
ما أخســر الناس إلّا دين أطمـاعُ

حــيّ الفــلاح وحـيّـت رأسـك الأثـرُ
ياقبـلـتـينِ يـــراها خــيــرُ اتـبــاعُ

عليك مني سلامٌ يا الحســين هوى
ومن الفـــؤاد سـلامٌ عشقُ اطـباعُ

ظلّ الحبيب على الـمسير في قـدم
تجــوب وديانـكَ والسـلطـان مــنّاعُ

امــنع بـما شـــئْتَ يا خـائــبا فـأنا
أراهُ فــي كــلِّ بـُقْـعـــــةٍ وإبــقــاعُ

وصــوته الناصــر في أُذْنِ مـــورقةٌ
ورقــاء جــدّه في الهــجـير ايقــاعُ

حـمــاه بالعنكــبوت خيــط واهـــنةٍ
فكـيف لا يحـمـني الحسـينُ إيداعُ

يأتــي زمــان ويذهــبُ الزمــان فلا
يبـقـى رئيــسٌ ولا يـبـقـيه اطــــياعُ

الّا الـحســــــين يزيــد اللهُ ممــلـكةً
فكلــما مـــــرّ عصــــرٌ زاد أنـــواعُ

له القلـــوب علـــى حــــبٍّ لـوالــــهةٍ
يفـنــى الزمــان ولا ينســاه دمّــاعُ

كم من مقامٍ يصير الرأس موضـعه
وكــم بــلاداً تــزارُ الـرأسُ إقــــناعُ

رأيــت ديــن الكــريم بابن فاطــــمةٍ
والخَلق من بعده في الخُلقِ صـنّاعُ

فالله قد نحــت الخُـلق الذي جـمــع
في الناس حـبٌّ اليك الخَـلق أكتاعُ

من ينكـر الســيّدينِ الجــنّـة تنكـرهُ
ياسـيّدي انت عطر الجنّةِ أضــواعُ

أمْـنـيّـتـي انـت سـيّدي فأضـمـنهـا
والله ان تـقـبـلَ : فالـجـنّـة أطــواعُ

وَأظــمّ من عــدنٍ فـردوســهـا تـبــعُ
وعرضــهـا كــل ما فيـها وما فاعـوا

هـذا علــى ان قبلْـتَـني عُبـيـدك في
دنيـا ففــوزي علـى الجنان إقـطاعُ

من كان مولى الحسين: اللهُ معـبـدهُ
مــن لم يوالي الحسـين: ربّهُ سـواعُ

كفــى بهــذي فـــروقٌ بـيـننا عــــددُ
لله عـــبـــدٌ ولا للــجِــبْــت خــــضّاعُ