(كاهنة الصمت)
للشاعر د. سعد الحداد
من دونِ أبوابٍ
أمرُّ عليك
أتمرّى بشهيقي
ثمَّ أعود ..
***
صوتٌ يهدرُ في الاعماق يختلقُ الاسئلة
ويملأ فراغاتِ الجنون
أشيرُ إليك بصمتِ الاصابع
فتستلذّ التفاصيلُ بعطرٍ صَبيٍّ
يطربُها انعتاقُ الحروف على رخامٍ كاللبن
ويغدو تورّدُها رقصة ًمن زجاج
فتنسربُ الاوصالُ في ملكوتها
وتفتضُّ مخدعَ العطر
ببصيصِ الصمت .
***
الصامتونَ أولُ الوالجينَ
يتفننونَ بأـراجيحِ القولِ المنسابِ على الشِّفاه
تعالي..
أغنِّيكِ أغنيةَ الهُيام
فتعتنقُ أرواحنا المعنى
وانسربي بعطركِ الممسوسِ بالزرقة
نتبتَّلُ في كهفِ قديس
نراودُ بعضنا بأحلام البحرِ ساعةَ المدِّ على الضفاف
ونغزو شيبنا بأنغامٍ عابرةٍ للعمر
هلمّي ..
نرشُّ الحروفَ رغباتٍ جامحةٍ
من قلقٍ أدرد
يعضُّ على هواجس الخلوة بفمٍ مرتعشٍ الحروف
اغتاله الصمتُ وقتَ الانشراح
سأتركُ قبلتينِ على طاولةِ الرخام اللبني
واحدةً للذكرى
وأخرى لإفطارِ الصمت عَمْداً في وضحِ القصيدة
****
تدورينَ بعينيكِ
وتلفّينِ خصريَ بحاجبينِ من كحلٍ فاحم
أأجّجُ في شفتيكِ قيامتي حين يخرسُ الخجلُ المتشظي في العيون
وأعلنُ احتراقَ الكلام عند نهدٍ أصم
ثمّة مايملؤني فيك
فأخبئ صلواتِ العشقِ شقاوةَ ندىً
وأسرحُ في همهمة الوردِ على جانبيك
فأتّقد .
****
يرتعش الوقت كقطار جامح
أتقصى مسارات الورد في الانداء
غير أنَّ الكلام خجولٌ والعشقُ نبيل
****
هي تعرف سرَّ الوردة
وسحرَ العطرِ
ودهشةَ الفراغِ
وابتكارَ العزلة
هي تعرفُ أنَّ النبلاء لايعشقونَ الا بمزاج
وأنا أعرفُ أنَّ قلبي أخضرٌ وعطرُها يتنزّه فيه .
****
دعي نافذةَ العطرِ تفتح أسرارَ الورد.
وابتكري عزلة ثانية .
.