رسول السماحة والمحبة
بقلم \ مجاهد منعثر منشد
بهواء الخالق عبر ذلك النسيم الدافق من السماء ,الواصل الى الارض بعبق الرسالة الانسانية ,بأريج الياسمين من لسان المصطفى الامين ,المعلن في اخبار الدوحة المحمدية ,المدون في الكتب السماوية ,المعمول به في المعابد الاسلامية تعبيرا عن حسن النية والدعوة السلمية ..القي عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
بكت السماء فرحا ,نزل الغيث طربا ,اهتزت الارض حبا وشغفا ,وكل الطيور تقدم الحانا ,فسبح الطائر مغردا ,هدير الحمام ممجدا ,أمواج المحيطات والبحار هللت ,الوحوش والسباع كبرت . الاشجار تنفست, ثمار الزرع اينعت ,الناس وجوههم تلألأت في محيا النبي الكريم تحيرت . شخصية فذة ما اعظمها ,فيه الشمس راوية للقمر , أنه الانسان..
البشير النذير احمد صاحب السيرة البهية ,والمسيرة الانسانية . فمذ ان بزغ فجر النبوة والدعوة ,رسخ رسول الانام شعار السلام في الاسلام . وتجلى المظهر ببروز (الرحمة),مستنبطا ذلك من قول الحضرة القدسية (كتب ربكم على نفسه الرحمة ) و(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ). فنادى البشير معلنا بالصفة الالهية ,معبرا برسالته عن تلك المنظومة الاجتماعية ,داعيا بقوله أن اصلها واساسها العدالة الالهية .
فأرسى قوامها بإفشاء خلق العفو والتسامح ,ونبذ براثن الجاهلية من العنف والتطرف بين البشر ,فكان التواضع ميزان التعامل مع الاخر قائما على أساس التعايش السلمي , وقبوله بكل احترام . و جعل من الاسلام نور يُستضاء به وشمس مضيئة أنارت في الظلام, ليحل الاطمئنان والامان في قلوب الناس . وشرع أروع المناهج المؤدية إلى التراحم والتعاطف لتشيع الرحمة والمحبة والإخاء, فغرس الحب والأمل واليسر من خلال الشرائع التي هي شرائع الحق والعدل، لينير أحكام الحياة. وليرضي القلب والوجدان في اوائل الاعمال عند هجرته الى المدينة بدأ بتأليف القلوب على طاعة الرحمن ,إذ ألّف بين الأوس والخزرج بعد أن كانوا فيما بينهم حرب ضروس ,فانقطعت العداوة والبغضاء ,وصاروا إخواناً متحابين, وبألفة الدين أعواناً متناصرين. ونص بالقول والفعل على ان رسالة السماء جاءت من اجل خدمة الانسان ,دينها يهدف للتالف والوئام والتعاون والسلام.