عجبت لمن يترك الموازين الموضوعة تحت الشمس يراها كل أحد و يقبل بحكمها كل ذي عقل رشيد و ينبش تحت أطباق الثرى ليزن بموازين عظام الموتى و أحلامهم البالية ...
و أسفت لمن يترك منازلة الأشاوس الأشداء في ساح الوغى فينتصر مرهوبا أو يموت كريما يدع هذا و يتسلط بخنجره الصدئ على الرقاب التي تشقى من أجل لقمة العيش و ترفع الرؤوس الكسيرة للسماء تستجدي الرحمة التي لا تنزل و النجدة التي لا تصل ...
و أتطلع لليوم الذي تصل فيه الإنسانية الحكيمة الطيبة للصناعة التي تقطف الرؤوس المكتظة بالزيف و الخرف و الوباء و تلقي بها بعيدا و تعاملها معاملة النفايات النووية خشية أن تتأذى أمعاء القروش في البحر أو الوحوش في البرية من لحومها المنتنة زورا و بهتانا و حربا معلنة على الضوء و الأخلاق و الاغتسال ...
و أرجو أن أحيا ليوم أرى فيه الإنسانية تقبل على بعضها البعض حبا و مودة و رحمة و تعاطفا حيث لا تأبه لزيادة المال أو القوة أو الظهور أو السيطرة على أقوات الضعفاء و أكباد المساكين و تدع التعاليم التي تطمر ورود الطفولة الناشئة الغضة تحت تراب المادية السخيفة قبيحة القسمات , التي تلبس مسوح الشرائع السمحة في ظاهرها و الساعية في لب حقيقتها إلى السبي و الغنيمة و العلو و ضرب الرقاب دون ذلك بلا رحمة و لا خلق .
------------
منقول من صفحتي على فيس بوك .
أشكركم .