بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأحبة الكرام...

دعوة للقراءة...

عندما فتح كتابا...لم تعجبه رائحته...كان في طي النسان...فنطت أرجل و امتدت أيادي و فتحت عيون و آذان و راحت تسبح في الغرفة و كأنها تنفض عن وجودها غفلة كسل ثقيل...
سألها كيف الحال...؟
قالت: لقد اشتاقت الحروف لسماع أصواتها و رؤية حركة أعضاءها...
فلما فتحت أبواب الزمن متسائلا: اتجهت الحروف نحو النافذة تريد ريحا طيبة...
أيتطلب دفء الحياة...اشتعال الأسئلة في القلوب حتى تتحقق متعة القراءة...؟
القراءة حب للمعرفة و الكتابة نكاية في النسيان...
وجاءت ذكرى الكتاب...فاصطفت المعارض...امتلأت الأيادي كتبا...
إلا أن البعض منهم صاح في وجه المارين في صمت:سيكتمون أنفاسنا فوق الرفوف...
و ذات ليلة سمع شخيرا فوق الرفوف...فانتفض القلم من المكتبة سائلا صاحبه الحبر الذي لم تتحرك سواقيه إلا قليلا قائلا:و كأن الكتب تدعوا الناس للقراءة...فردت الجدران:اقرأ...و اقرأ ثم إقرأ...حتى تستيقظ أيها الغافل...فالعشب يحيــى عندما يرتوي من السماء...و القلوب تحيــى عندما تتزود بـــنور العلم...
قامت الأورراق من مرقدها متسائلة:ما هذا الصوت المنبعث من المستقبل القريب البعيد...أهو صدى الحروف...أم هو صدأ النفوس...؟
أجابتها بعض الرفوف:إنها الحروف و الجمل تحاول أن تفك قيود الكسل...
نطقت المعاني من بين السطور :افتح قلبك و اترك النور يملأ المكان...
فلقد اشتاقت النصوص لسماع أصوات العابرين في صمت...

تحيتي و تقديري...