ما المراد بأخذ أذناب البقر واتباع أذناب البقر؟
في سنن أبي داود وغيره عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم [إذا تبًايعتم بًالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بًالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم].
وفي رواية أخرى : [إذا ضنَ الناسُ بالدينارِ والدرهمِ وتبايعوا بالعِينةِ واتبعوا أذنابَ البقرِ وتركوا الجهادَ بعث اللهُ عليهم ذُلًّا لا ينزعُهُ منهم حتى يُراجعوا دينهم]
قد بينا في مقال سابق أن المراد بالتبايع بالعينة؛ أن يقدم التجار وأصحاب المصانع بضاعتهم لأصحاب المحلات التجارية والبقالات بلا تكلفة مالية عليهم، ويسددون بعد البيع .. وهذا النوع انتشر انتشارًا واسعًا وصار هو الغالب في التجارة. لأن مادة "عون" و"عَيَنَ" مستعملة في الخدمة بلا تكلفة، فعينك تأتي لك بأخبار ما حولك من البعيد والقريب بلا مشقة، وعين الماء تخرج لك الماء بلا تكلفة لرفعة. وإعانة الآخرين بلا أجر.
أما الأخذ بأذناب البقر فلا يفهم إلا بفقه اللغة؛
فالبقر سمي بالبقر لأن يبقر الأرض في الحراثة، فيجعل باطن الأرض فوق ظهرها،
وسمي محمد الباقر بذلك لأنه أظهر للناس من العلم ما كان مخفيًا عنهم، كأنه بقر بطن العلم.
وسميت أذناب الدواب جمع (ذنَب) بهذه التسمية، لأنها حركتها واسعة، عن اليمين والشمال تكاد تشكل دائرة كاملة أو تزيد. والذَنوب النصيب من الماء الذي يستخرج من البئر ويوزع على الواردين.
وإذا نظرنا إلى ما يحدث في الأرض؛ ففي كل يوم يخرج لنا من العلوم، والأجهزة، والأدوات، والصناعات، والبرامج، والموديلات، والمغريات من كل شيء، وما أسرع ما تنتشر بين الناس من شرق الأرض إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، والناس في تلهف لها؛ فيتابعون كل جديد من هذه الصرعات والموديلات، بالأخذ او الاتباع.
وهذا من علامة تعلق الناس بالدنيا والغفلة عن الآخرة، والجالب لهم الذل والهوان.
ولا مخرج لهم من هذا الذل إلا بالرجوع إلى الدين الذي تركوه، ومراجعة الدين الذي حرف لهم مفاهيمه.
وما ألبسوه عليهم في دينهم بعلوم وفتاوٍ من أهل الجهل والأهواء والضلال.
المفضلات