سِلاحُ الشجب
***
شعر
صبري الصبري
***
سِلاحَ الشجب يا أوهى سِـلاحِ
تركت الناس في دَمْعِ النُّــواحِ

مع التنديد وَاجَهْنَـــا يهوداً
بأرض القدس في شَرِّ اجْتِيَــاحِ

بالاستنكارُ أصدرنا بيــــاناً
به الأجيال في عجز الكُسَــاحِ

بضعف العزم ســطَّرنا حروفاً
بها البلغـــاءُ في كل النَّوَاحِي

يقولون المقالة بانفعــــالٍ
به يَحْيَوْنَ في أبْهَى ارْتِيَـــاحِ

فقد قالوا وأدُّوا كل شيء
بإقبال المساءِ أو الصَّبَــــاحِ

وقد بعثوا إلى الأقصى جيـوشاً
من الشجب المُلَغَّمِ بالرِّمَــاحِ

وقد كتبوا إلى قدسٍ حديثــاً
تجلَّى في قواميس الصِّحَــاحِ

بجعبتهم عتـــادٌ من كلامٍ
بلا خجلٍ بممجوج افتضــاحِ

فَيَالِقُهُم إذا شَـــاءت سيوفاً
توشحت الفصـاحة في الرواحِ

غُدُوُّهِمُ التباحثُ في شــجونٍ
عن السِّلْمِ الموشَّى بالسَّمَــاحِ

عن الأمن الرغيــد لِكلٍ شعبٍ
وإن سرقوا الأراضي والْمَسَاحي

وإن دكُّوا البيـوت على نساءٍ
وأطفالِ البراءةِ في انشـــراحِ

وإن داسـوا الحقوق ومن إليها
ينادي في السياسة باقتـراحِ !!

وإن سجنوا الأسـير بكهف بغي
وتهمته تفــــاهات التلاحي

وإن قتلوا الشهيــد بكل حقدٍ
بِغِلِّ الفتكِ ذي الهول المُبَــاحِ

نواجههم بشجبٍ راح يعلــو
بحنجرة الهتـــافِ مع اجتراحِ

لآثام الحضارة في اندفـــاعٍ
لتغريبٍ العقولِ بـ(الانفتاحِ) !

ويا عجباً لما بَثُّـــــوا إلينا
من العبث المقيــت أو المِزاحِ

كذا اللهو البغيض مع افتتــانٍ
بمعروضِ المجون أو السِّفَـــاحِ

نشاهدها بأطبـــــاقٍ بجوٍّ
تلاحقنا بموجـــاتِ انبطاحِ

وشاشاتٌ بها إفكٍ تَبَدَّى
مع الشهوات في كل الضواحي

ومازالت فلســــطينٌ بجرح
تعاني القهر في حزن الوِشَـــاحِ

فَوَجَّهْنَا الكلامَ صفـوف زحفٍ
من اللغو المُكَدَّسِ بالبـــواحِ

وإن قامت مظــاهرةٌ فتَـوَّاً
نحاصرها لتقصيرِ الْجِمَـــاحِ

وإن عقدوا على الفور اجتمـاعاً
طويلاً من مَسَـــاءٍ لاصطباحِ

فتنديـــــدٌ وتكرارٌ لقولٍ
بالاستنكارِ في صِيَغِ الصِّيَــاحِ

وأقصــــانا يَئِنُّ بدمعِ حزنٍ
من الهمِّ الموقر بالجِـــراحِ

فهل زَحَفَتْ جيوشٌ من رجـالٍ
بِعُدَّتِهَا بمصقــــول السلاحِ

يؤلفها على الحســـنى يقينٌ
ويزجيها لمقصودِ الفـــلاحِ

يوجهها لقدسٍ في انطـــلاقٍ
من الشجعانِ في جيـش الصلاحِ

فهذا أمَّتي أمضى سبيل
لعار الشجب والتنديد ماحِ

وهذا وحده إنقــــاذُ قدسٍ
فَهُبُّوا تغنموا عِزَّ الكِفَــاحِ !!