يلفني الليل بين أثوابه..
فأرنو إليك نورا يعبق حنينا في زواية تتوارى بأعطاف كون هادئ ..مسكون برائحتك
وحين يتنفس الصبح ..تسيل معه رقتك المخملية كقطرة ندى مفضضة تتدحرج عطرا مؤرجا على روح تصدعت ..
ولم ترم رأبا إلا من ذياك العبير المتناثر منك بالأفق..

أهفو إليك كطائر يحن لوكنته وهو يحلق هائما بجناحين مكدودين ..

أدنو منك طيفا يسيّج عالمي الصغير ..
ويمنح تفاصيله القلقة بعضا من نورك الهادىء الأثير..

تتشقق روحي على مشارف غيابك ..
فأستمطرك مزنة ًحبلى بالمنى ،تحلق فوق تخومي المنكفئة خطوا
على درب السراب ..
وترش بين أطراف حدائقي المصفرة عطرا ينسكب بوحاً بين أزاهيرَ ذاوية
تتفطر منك إلى قبلة حياة..
و قد استحالت كل ورقة فيها إلى ضفَّـات نهر تطّرِد عبيرا من شذاك كلما أشرفتِ عليها..

أنساب غمامة رقيقة حين يتغشّاني طيفُـك ، فأتماهى في أفق ممرد من قواريرك.. لأتعطر بالمنى منك ..فأتطاول شعاعا بارقا في مدى ورديّ ، لا ينتهي إلا إليك..

وحين يأفل شعاعك .. مشدوها أقف على حافة كوكب رمادي
يتضاغى تحت أقبيتك ،و يمد شراعه ليبحر بين مجرّاتك ..
فأقبس بعضا من طيفك ؛ لتحيا جوانحي ، وتتآكل مواسم العتمة تحت عناقيد الجمال..

وحين أتلون بك ..
أستحيل موكبا للربيع ، وأتساقط على المدى الأخضر بَرَدا أبيض ..


أترقرق بين تفاصيلك موجات عطرٍ رهيف قد تسلل إلى الدنيا ..
من حر أنفاسك الملأى بكل ألوان الحياة ..

أنتظرك في كل ثانية ..
لتمتلئ لحظات صمتي بنغمات تتوارد على سمعي نسائم بلورية ..منسوجة من همس حروفك الوثيرة التي تنزلق طازجة من بين شفتيك ..
وقد تضَوّعَ لُحَينُها مسكا وزريابا من بين ثناياك ..

جميلة هي الدنيا ... حين تتحيزك في كل بقعة منها ..
وباذخ ذلك الفضاء ... حين يتقنّع بطيفك ..
وجميل أنا .... حين ترصدني نظرة مسترخية منك أشبه بتوقيع سحري مهيب..
لا يفك طلاسمه سوى فؤادي الذي تعطّر ببعض منك
جميلة أنت ... بل أكثر.....
..