أختي المكرمة ابنة الكرام : (( زاهية بنت البحر ))
نص شعري مائز ؛ جماله في لغته ، وإيقاعه الشعري ، وفي صوره ، وأساليبه ، وفي عدد أبياته السبعة . حوت توجيها غير منتبه إليه من طرف المربين ، والمثقفين ؛ والشعراء أيضا .. في وقت تعاظم فيه أمر (( بنت اللئام )) في دروب عدة في دنيانا هذه ، وفي زمننا هذا .. مَنْ مِن َ الشعراء حفل بــ (( بنت الكرام )) غير كريمة بنت كريم ، بن كريم ؛ أختي زاهية - زادالله شعرك ألقا وزهوا - فمن تكون بنت الكرام ؟
إنها موسومة بالجلال قدرا ، والإباء شيمة . ليست سلعة معروضة للبيع كما دأب غيرها ؛ بل مرغوب فيها من لدن المؤمنين الحنفاء - جمع حنيف - لما أَخذ عليهم رب العزة الميثاقَ لما قال : أَلستُ بربكم ؟ فكانوا - دائما - ميالين إلى الإسلام وثبتُـوا عليه .. أنعم بها ، وبمن جاءها راغبا في الزواج بها !!! .. بل من صفاتها النادرة في واقعنا المعيش : العفاف ، والحياء ، محبة خالقها ، في حديثها وقار ، وإن قالت فالدر النفيس .. تلك صفاتها الخلقية ، والقولية . فماذا عن صفاتها الأخرى ؟ . في مشيتها عفة وخفر ؛ تلك صفة جللها بها الباري تعالى حتى كانت منبع الحسن في سويداء (( زوجها )) !!! . فكن بها سعيدا . الله .. الله أيتها الشاعرة المسددة .. أنت أيضا لك منها الصورة الجميلة ، كما لزوجها ؛ ما أعذب قولك (( أكبرت فيها )) وفي إكبارك هذا تحفيز على الفضيلة . وإقرار بحقيقة ما جاء به الشرع جزاء من صارت على النهج القويم .. ماذا أكبرت فيها ؟ أكبرت فيها : رقَّـة ، ًوأنوثـة ً، وقوة كلما دعت النَّازلاتِ ؛ وبذلك : (( يهابُها الأعـداءُ )) .. ما أحوج زمننا هذا لهاته القوة الجبارة ؛ تجمع بين الأنوثة والقوة !!! . . وبكل هذا الشاعرة كانت تمتح من الدين الحنيف صورة مشرقة لبناتنا / أخواتنا ، حتى تكون أهلا لأن يقال للرجل الصالح ماقاله الرسول الأكرم (( فاظفرْ بذات الدين ترِبَتْ يداكَ )) لأنهاالأكثر وفاء .
بوركت سيدتي نصك الشعري هذا شمعة في ظلام دامس :
***
المفضلات