قصيدة رثاء لأمي الحبيبة التي انتقلت إلى جوار ربها ضحى يوم عرفة عام 1415هـ يوم الثلاثاء الموافق 9/5/1995 م فارحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى
***
والله يا أمي
***
شعر
صبري الصبري
***
والله يا أمـي الحيـاة بأسرهـا
ضاقت بموتك يـا أحـن حنـانِ

منذا الذي منـذا التـي بحنانـة
مثل الحنانة من شـذاكِ الحانـي

يا منحة الرحمـن جـل جلالـه
لجوارحي وجوانحـي وجَنَانـي

يا بهجة الدنيا ونـور بصيرتـي
يا مهجتي يا نبضـة الوجـدانِ

أثناء عيشي في حياتك قـد رأى
قلبـي الحيـاة بهيـة البستـانِ

أنس وروضات حسان أزهـرت
زهر الأمـان بجانـب الريحـانِ

والورد والفـل الجميـل بأيكـة
بالسلسبيـل الهانـئ الـريَّـانِ

مازلت طفلا في حماك سعادتـي
ونضارتـي وسلامتـي وأمانـي

إن قلت أمـي بالنعيـم تألقـت
لي من نداكِ بشائـر اطمئنانـي

أو قلت (أرجو) بالمسرة أينعـت
لي من شذاك مباهـج ومعانـي

بالسهد كنتِ لأجل نومي دائمـا
أحظى بموفور الحنـان الدانـي

وإذا رغبت حوائجا قد أشرقـت
بطفولتـي ببـوادر الإمـعـانِ

أجـد المـراد مهيئـا ببشاشـة
وببسـمـة دريــة الأفـنـانِ

فكأنها الجنات تحوي المشتهـى
مما أروم مـن الصفـا بِجِنَـانِ

يا أجمل الأيام عشـت زمانهـا
برحاب فـردوس بديـع هانـي

إن غبتِ عني غاب بدر معيشتي
حتـى تعـود أمومـة لكيانـي

لا يعرف الهم الطريـق لخافقـي
بوجود أمي في رحـاب زمانـي

أو يدرك الغم الفـؤاد أو الحشـا
وهي المضيئة ساحتي ومكانـي

قمر الحياة بأسرهـا نـور بـدا
لـي بالأمـان هديـة المـنـانِ

مازلت أهفو للمكـوث بروضهـا
بظـلال أمـن وارف الأغصـانِ

ماتت فمات الإنسجام بمهجتـي
وسريرتـي بتدفـق الأحــزانِ

مهما كبرت أنا الصغير أمامهـا
أشتـاق تحنانـا لهـا يرعانـي

وأحـن للأيـام أيـام المـنـى
والخيـر بالإجـلال والعـرفـانِ

وأدون الذكرى تدور بما مضـى
من مستحب الفكـر باستيقـانِ

يا ومضة التذكار هلـت بالنقـا
بقصيـد بـر طاهـر الديـوانِ

يجري مدادي بالحروف مسطـرا
صدق المحبة بانطـلاق بيانـي

يهديك أمي مـن عليـات الوفـا
ما لاح جهرا فـي أجـل عَنَـانِ

برضاك عني أستقـر بمـا أرى
في هذه الدنيـا مـن الإحسـانِ

يا نبع نـور مستمـر مشـرق
في أفق دهري بالنـدى الهتـانِ

قد كنتِ نبراسـي بعلـم طاهـر
مسترسـل بـتـلاوة الـقـرآنِ

في صحبة التنزيل دوما بالهـدى
بالحفـظ والتحفيـظ للفـرقـانِ

كـم حفظتـني سـورة برقائـق
شتى مـن التجويـد والبرهـانِ

قوامـة صوامـة بخشوعـهـا
لله رب الـعـرش والأكــوانِ

بيقيـن قلـب طيـب متـألـق
في صدقـه وبريقـه الإيمانـي

وبحب طه المصطفى خير الورى
طه الحبيب المجتبـى العدنانـي

عذرا حبيبة خافقـي فشهادتـي
مجروحـة بقصيدتـي ولسانـي

لكـن حقـك أن أقـول مقالتـي
والله يشهد مـا حـوت أوزانـي

فامنن عليهـا بالنعيـم مخلـدا
في جنة الفـردوس بالرضـوانِ

وأفض عليها بالجِنَـانِ مواهبـا
من بسط جود الواحـد الديـانِ

بجوار سيدة النسـاء (خديجـة)
أم البتـول كريمـة الجـيـرانِ

وجوار (عائشة) الفضائل والهدى
زوج المشفـع رحمـة الرحمـنِ

وأبي كذلك يا إلهـي المرتجـى
وأخي بعفـوك مانـح الغفـرانِ

وأخي وموتانا جميعـا سيـدي
والمسلمين على مـدى الأزمـانِ

صلى الإله علـى النبـي وآلـه
من سوف يشفع ساعة الميزانِ !