معارضة لقصيدة بشار بن برد
(أبكي الذين أذاقوني مودتهم)
(حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا)
***
لا تعبأن
***
شعر
صبري الصبري
***
(أبكي الذين أذاقوني مودتهم)
(حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا)

تفطر القلب من آلام هجرهم
وضيعوا العقد .. يا خسران ما عقدوا

ومزقوا العهد في إصرار صدهم
وعذبوا النفس بالطغيان وابتعدوا

وأصبح القلب بالتمزيق في حزَنٍ
يقلب الكف في إحساسه الكمدُ

يغالب الهم .. والإنسان في عجب
بربقة الغم قد ساخت به العمدُ

يكابد الفوت قد ثارت كوامنه
يعاشر الفقد بالنيران يتقدُ

يطاوع الهمس بالبلبال متخذا
شواطئ البوح في موجاتها الجدَدُ

تقاطر الشدو في أهداب رقته
يهدهد الوجد قد لاحت به القددُ

وأقبل البحر تلو البحر ممتشقا
لواكف الشعر أمشاجا بها عددُ

فإنما الهجر بث الصمت أشرعة
بأجمل الفلك قد فُكَّت لها العقدُ

تماسك القلب وانسابت له جُمَلٌ
بأعذب البوح في آفاقها سهدوا

وأطلقوا النفس من تقييد حالتها
وضمدوا الجرح في آلامه اتحدوا

فإنما الحب للأحباب أدوية
شفاؤها الصدق في الأشواق ما بعدوا

غذاؤها القرب .. إن القرب جامعة
بروضة الحسن فيها الروح والجسدُ

يغالب الحب في أزمان نشأته
مصاعب الناس فيها الحقد والحسدُ

فيحصل الهمز مصحوبا بلمزهم
ويحدث الشر .. في نيرانه قعدوا

ويقطر السم من أنياب حاقدهم
وينزف الغل قد فاضت به الغددُ

تمزق الود بالحساد من زمن
وأثمر المر شوكا كله نكدُ

تلاحق الأمر بالإجحاف مرتبكا
وفارق الرشد أقواما بهم أودُ

لا تهجروا الحب إن الحب أيكتنا
بظلها الأمن والإسعاد والرشَدُ

وأحسنوا القول في وصف له أبدا
فإنما الحب للوجدان معتمدُ

ضياؤه العذب للإنسان تبصرة
إمامها الحق فيها الناس قد وردوا

بوردها الشهد قد طابت منابعه
بلهفة العشق بالتحنان قد وفدوا

وأهمل اللغو للأضداد كلهم
وأحسن القول فالأقوال مستندُ

بمنهج العدل بالإخبات ملتزما
شريعة الحق في أنوارها السَّنَدُ

صلاتك الحب للمختار ترفعها
لـ(أحمد) الخير في ترديدها مددُ

وعترة الطهر آل البيت أجمعهم
وصحبه الغر بالإيمان قد سعدوا !