البروباكندة المقيتة
في الضربة العسكرية على النظام السوري

بالأمس على الساعة الثالثة صباحا بتوقيت فرنسا قامت الطائرات والصواريخ الأمريكية والبريطانية والفرنسية بضربات جوية على منشآت السلاح الكيمائي بدمشق وحمص ثم نشطت البروباكندة المقيتة للتضليل السياسي.
وعقب الضربات طلعت تصاريح لمسؤولين أبرزها المجرمة تريسا ماي قائلة أن الضربات لم تكن تستهدف النظام السوري وأنها كانت دقيقة للغاية وأنها قد قلصت من قدرات النظام السوري على استعمال السلاح الكيمائي إلى حد كبير جدا.
ودعونا نتذكر تصريحات سابقة للحلفاء تنادي بالقضاء على النظام السوري وتقول إن بشار لا مستقبل له في أي حل سياسي بسوريا.
وفي ردة فعل روسية أثبتت أنها تمارس التضليل السياسي كما مارسته من قبل بتصريحات نارية توهم الناس أن الحرب قادمة بين روسيا وبين الغرب، وانتهت بعد الضربة إلى القول إنها ستمد الأسد بمنظومة صواريخ إس 300 ثم جاءت تصاريح النظام السوري تهوّن من تلك الضربات.
ونحن قد نشرنا مقالا تحليليا قبل يومين بشأن الضربات المزمع إنجازها وخلصنا إلى أنها لن تكون إلا للخردة هذا إذا تم استهداف الخردة وكنا مخطئين بحيث كانت الضربات لأقل من الخردة، ولا يقال أن ضرب مواقع المنشآت الكيماوية ليس ضربا للخردة، هذا صحيح، ولكننا باعتمادنا الوعي على قاعدة متبناة من طرف الشرق والغرب تقول أن العرب والمسلمين لا يسمح لهم بملك السلاح الفتاك سواء كان سلاحا نوويا أم سلاحا كيميائيا، واذكروا معمر القذافي حين عبأ باخرة ضخمة بالسلاح الكيماوي وقدمها للغرب حتى لا يستهدف نظامه.
صحيح أن بشار عميل للغرب وخاصة أمريكا ويتأكد هذا اليوم أكثر، وانظروا لردة الفعل الروسية فهي دون مستوى الرد الشيء الذي يؤكد التنسيق التام مع روسيا ومعرفتها المسبقة بالضربة وبتفاصيل المجال الذي سوف يستعمل والدور القذر الذي يلعبه بوتين، واذكروا إن شئتم حرص الغرب على الإبقاء على النظام السوري بعد أن أوعز حمايته إلى بوتين وإيران وحزب الله ولكن لا يسمح له بملك السلاح الكيماوي وهذا الأخير سوف يصل الأمر بالغرب إلى نزعه من سوريا وسيتعاون على ذلك بوتين لأن أي سلاح فتاك يمكن أن ينتقل إلى أيد ليست عميلة للغرب ولا للشرق وهذا هو الخطر، والخطر الأكبر هو الإسلام وفي الإسلام لأن له رجال يعملون على استئناف الحياة الإسلامية، له رجال يستهدفون سيادة الحضارة الإسلامية، له رجال يستهدفون تطبيق الشريعة الإسلامية، له رجال يستهدفون التحرر الحقيقي وعليه كان الخوف من أي يستولي هؤلاء على السلطة ويكون بأيدهم ذلك السلاح.
إن الضربات العسكرية هي في حقيقتها ضربات سياسية حتى تشحن عجلات الحل بالهواء فتتقدم بالعربة إلى ذلك الحل، فإخراج المقاتلين من الغوطة ودوما وقبل ذلك من حلب طمّع النظام في استهدافهم بإدلب علما بأن المقاتلين الذين خرجوا ليسوا إلا أداة بيد الخليجيين، والخليجيون كراكيز متى ما تم أمرهم بإصدار أوامر لأولئك المقاتلين فسوف يمتثلون الشي الذي يؤكد ضرورة إبقائهم بقواتهم إلى حين حتى يتم استعمالهم ضد إخوانهم من المقاتلين الذين لم ينصاعوا للحلول التي يقترحها الأمريكان، فلا جنيف ولا أستانة ولا غيرها تقع مكتوبة في سطر من سطور أجندتهم..
إن من يعمل للإسلام يعمل لرفع يد الأجنبي عن بلاد المسلمين وعن مقدّراتهم بحيث لن يسمح لهم بالتدخل في أي بلد إسلامي وسوف يمنعون من التدخل بالقوة إذا ملكوها، وهذا ما يخشاه الغرب والشرق والمنافقون الشيعة لأن معناه قيام كيان تنفيذي للإسلام يجمع المسلمين تحت قيادة واحدة وراية واحدة ثم الذهاب بالوطنيات والقوميات والدول الكرتونية والحكام العملاء إلى مزبلة التاريخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
محمد محمد البقاش أديب مغربي من طنجة
طنجة في: 14 أبريل 2018م الساعة 11 وخمسين دقيقة بتوقيت غرينتش