معارضة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي :
(فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها)
(فالذكر للإنسان عمر ثان)
***
الذِّكْر
***
شعر
صبري الصبري
***
(فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها)
(فالذكر للإنسان عمرٌ ثان)

شيِّد لذاتك بالإباء مكانة
مبرورة ميمونة البنيانِ

واحفظ مقامك بالمعايش باذلا
إقدام سعي الوعي والإتقانِ

سجل لإسمك في الصحاف سجله
يبقى منيرا طيلة الأزمانِ

إن الحياة قصيرة محدودة
فافسح مزيد الفسح بالإمكانِ

واغنم بها اللحظات تمضى فجأة
فالوقت عمرك ينقضي بثواني

والموت يأتي يا بن آدم بغتة
لتكون ضمن لفائف الأكفانِ

تفنى الخليقة تنتهي أيامها
بمشيئة للواحد الديَّانِ

آجالنا تأتي ونرحل كلنا
لبرازخ بإرادة الرحمنِ

بقبورنا نثوي بحفرة موتنا
إما نكون بلفحة النيرانِ

أو بالأمان بروضة مخضرة
بنضارة بمسرة بجنانِ

حتى نقوم بيوم حشر قادم
لحسابنا بدقائق الميزانِ

فاعمل لذلك كي تكون مُؤَمَنَّا
من حالك الأهوال بالخسرانِ

ومن العذاب بحسرة بجهنم
في ذلة ووضاعة وهوانِ

إن اللبيب هو الذي بكياسة
ونباهة وعزيمة وتفانِ

بصلاح أعمال بخير توجه
لله بالإخلاص للمنانِ

يفشي السلام ببهجة وبشاشة
بجميل نصح طيب بلسانِ

وفؤاد صدق نابض بخضوعه
لإلهه المتفضل الحنَّانِ

اقرأ .. تعلم .. فالعلوم رقيها
يسمو بنا لمراتب الإحسانِ

ثابر .. تميز .. فالْمُمَيَّز ساطعٌ
كالنجم يزهو في علا الأكوانِ

اترك تراثك في الحياة ممهدا
للناس بالبلدان والأوطانِ

قدِّم منافعك العديدة للورى
واخدم مسيرة نوعنا الإنساني

وانفع بها كل الخلائق أينما
كانت وحلَّت في هدى وأمانِ

إن التكاسل والخمول تأخر
وتقهقر بتخبط الحيرانِ

وهزيمة ومصيبة بتردد
وتشتت بتوجس العميانِ

وكآبة للنفس خرت بالدجى
بتحسر للروح والوجدانِ

اهجر قعودك بالمسالك محبطا
إن القنوط قرينة الكفرانِ

وعقيدة الإسلام نور بصائر
للمسلمين بشرعة الفرقانِ

وبه الهداية للأنام جميعهم
إن آمنوا بالمنهج القرآني

وبسنة الهادي البشير المصطفى
نور مبين في أجل بيانِ

بمكارم الأخلاق فازت ثلةٌ
وتقلدت إشراقة التيجانِ

كانت ولازالت كأقمار الدجى
للخلق بالإسرار والإعلانِ

رفعوا لأنفسهم شؤونا أثمرت
روضاتهم بمحاسن البستانِ

ولهم بأنوار البدور سموهم
ورقيهم بالعلم والإيمانِ

في بيت (شوقي) حكمةٌ وبلاغةٌ
وفصاحة دُرِّيَّةُ الديوانِ

حقا أثارت يا (أميرُ) قريحتي
فاسترسلت في بوحها اللهفانِ

تصنيف بيتك بالقصائد : أولٌ
وسواه بالأشعار: صنفُ ثانِ !

صلى الإله على النبي وآله
طه الحبيب المجتبى العدناني !