((على كل من أراد التقدم والارتقاء فإن عليه بالتقييم والانتقاء بعد كل تعلُّم وارتواء)) عبد الله شقرون مخترع مغربي من تطوان.
المصدر: TED Ir Fane / www.tedxirfane.com

تعليق:
هذه المقولة صدرت عن الشاب المخترع رحمه الله تعالى في فيديو وهو يشرح اختراعه للموتور الذي يعمل بالديزل، وإذا تم تعديله فسيعمل بالماء ولا يستهلكه، وإذا عُدِّل مرة أخرى فسيعمل بالهواء الذي نستنشق.
هذا الشاب عرض عليه بيع اختراعه وأوصل الفرنسيون ثمن مخترعه إلى 408 ميلون أورو شريطة أن يسافر إلى فرنسا من الدار البيضاء بجواز سفر فرنسي فرفض.
ومن ضمن ما صدر عنه في ذلك الفيديو أنه خشي على المسلمين إذا باع اختراعه واستعمل في الطائرات العسكرية كالهليكوبتر التي ستقتل إخوانه في سوريا أو غيرها وسيسأل هو عن ذلك يوم القيامة.
جاءنا نعيه فجأة، وتداولت عدة جهات إعلامية نبأ موته بأنه اغتيال ضدا على تصريح إحدى أخواته بأنه مات ميتة عادية.
هذا الشاب نموذج للشباب المسلم التواق إلى النهضة العلمية التي كان عليها أجدادنا من قبل وقد وفق في الإتيان بما لم تستطعه الأوائل، هذا الشاب نموذج للشباب المسلم التواق إلى سيادة مبدئه وإعزاز أمته، إنه نموذج للشباب المسلم الواعي عَقَديا ذلك أنه قد أصاب كبد الحقيقة الواردة في قوله تعالى: ((الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) سورة النساء.
الآية تتحدث عن التسلط والاستيلاء، وهي تتضمن خبرا، والخبر كما هو معروف لغة وفي علم أصول الفقه يتضمن طلبا، ومعناه لا تجعلوا للكافرين سبيلا على المؤمنين، أي لا تجعلوا من أي سبب لتسلط الكافر واستيلائه على المؤمن إلا حلتم بينه وبينه، والحديث النبوي الشريف صريح في عدم تسليم المؤمن وخذلانه لأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه، يريد أن يقول أن المسلم مقيد بشرع الله، وشرع الله تعالى يحرم جعل سبيل للكفار على المسلمين، والسبيل هو التمكين، والتمكين كائن في بلاد المسلمين لرقابهم ولبلادهم ومقدّراتهم، هذا السبيل يتجلى في كل شيء يحصل به ذلك السبيل، فالمختَرَع الذي سيستعمل في الطائرات التي تقتل المسلمين يجب أن لا يباع للكافرين مبدءا، وأن يحال بينه وبين الوصول إليهم، وإذا كان المخترع متداوَل وتجاري فبيعه للكافر يشترط فيه ألا يكون وسيلة للحرام، فإيذاء المسلم وإيقاع الضرر به والإعانة على التسلط عليه والاستيلاء على أمواله وأعراضه وبلاده محرم شرعا، وما يوصل إلى ذلك من وسائل؛ تدخل في المحرم أيضا، فالقاعدة الشرعية أن الوسيلة إلى الحرام حرام، صحيح أن الوسيلة يجب أن تؤدي حتما إلى إيقاع الضرر بالمسلمين، أي إلى الحرام، ولكن ذلك لا يعني أن كل وسيلة حرام، كلا، فما أدى حتما إلى إيقاع الضرر بالمسلمين وهو المحرم؛ كان محرما صغر أو كبر قل أو كثر..
هذه هي العقلية التي تعقل وفق شرع الله تعالى، وعقلية عبد الله شقرون منها وقد وفّى بما قال ولم تغره بلايين الدراهم التي عرضت عليه لأنها في نظره حصب جهنم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش أديب مغربي من طنجة
طنجة في: 26 أبريل 20128م