نفيسة العلم :: شعر :: صبري الصبري

[صبري الصبري]

السيدة نفيسة بنت الحسن (ربيع الأول 145 هـ - رمضان 208 هـ) من سيدات أهل البيت اشتهرت بالعبادة والزهد، وهي صاحبة الجامع المشهور بالقاهرة ولدت نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 هـ، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، يعرف عن نفيسة بنت الحسن زهدها وحسن عبادتها، فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج قائلة: «خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي.» وقيل أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا. كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية. كما كانت شديدة في الحق لا تهاب الأمراء رضي الله عنها وأرضاها.
***

نفيسة العلم
***
شعر
صبري الصبري
***
لسيدتي النفيسة كم تلالى
ضياء كان للحسن انثيالا

جليلا مشرقا صحوا جميلا
بهيا حاز بالهادي اتصالا

نديا طيبا عذبا شذيا
تخطَّى في مسيرته الْمُحالا

ولاقى للأحبة باشتياق
غراما دافقا نضرا حلالا

وعشقا صادق التحنان يسري
بأفياءٍ هوى فيها الظلالا

(نفيسةُ) فخرنا جاءت .. أنارت
بمقدمها إلى (مصر) التلالا

وأزهرت السهول زهور حب
تخللت الأعالي والجبالا

بها الأرجاء يكسوها سرور
تغشَّى في مباهجه المجالا

تبدى مفعم اللألاء نضرا
وفيض الخير ينهمل انهمالا

ويغرس بالقلوب الحب غرسا
يوافي منه أحبابٌ غلالا

بأنفاس (النفيسة) في حماها
جمال العيش في (مصرٍ) توالى

ولاحت في معاليها بدورٌ
تواصل في أعاليها اكتمالا

تمكنت (النفيسة) من علوم
وفقه بث في الناس الوصالا

بشرع الله ذي الإجلال ربي
فنالوا من نفائسها النوالا

وسنة (أحمد) طه بصبر
به تمضي وتحتمل احتمالا

عبادتها لرب العرش دوما
بإخبات صدوق قد تتالى

قيام الليل ديدنها بدمع
وإخلاص له ربي تعالى

تداوي بالنفوس بحسن وعظ
وتذكير مع التقوى اعتلالا

وتحفر قبرها شوقا للقيا
وتركع فيه ترتقب المآلا

حباها الله خفَّاقا منيرا
يرى الآلاء يشتاق الجلالا

وروحا أشرقت بالنور تسمو
سموا كان للحق انتقالا

وكانت درة عصماء حقا
لها الآيات تشتمل اشتمالا

بآفاق المعاني والمباني
فطيَّبت الجوارح والخصالا

فمن كانت سريرته بحب
لنهج (نفيسةٍ) حاز المنالا

أَحَبَّ (نفيسة) الأنوار قلبي
ووالاها وسيرتها .. وجالا

بتاريخ عريق الوصف يروي
مسيرتها وقد هجرت جدالا

وفازت بالعبادة بانشغال
وقد تركت لهم قيلا وقالا

وقدمَّت الكريمة في رسوخ
طريقتها .. فلم تلق الزوالا

أدام الله طاعتها لتُحْكَي
لنا نعلي بمسلكنا الخلالا

وزوار لها من كل حدب
بحب لم يروا عنها ارتحالا

وكلهم بتعبير دقيق
بشعر أو بنثرهم ارتجالا

فيا سعد الكنانة إن فيها
لآل البيت بالحسنى جمالا

وإن محبة الأخيار غُنْمٌ
يفوق بربحه تبرا ومالا

وإن مديحنا للآل ذخر
أراح بنوره روحا وبالا

فهم في (مصر) أقمار تجلت
ولاحت للورى بالحسن حالا

ولازالوا بإشراق عجيب
بعلياء المحاسن قد تلالى

مدحت (نفيسة) المقدار مدحا
به أرجو من الخير النهالا

يجود المرتجى ربي بعفو
يجيب لعبده (صبري) السؤالا

فعذرا يا (نفيسة) إن شعري
بعجزي ضم ضعفي والدلالا

لعلي إن صفا بالصدق وردي
أنال بحضرة الهادي احتفالا

وأشدو بالمحبة شدو مدحي
بحجرته وأهديه المقالا

وأحظى من لدنه بوعد قربي
بحوض أستقى منه الزلالا

وأبلغ بارئي طه صلاتي
وأزواجا وأصحابا وآلا !