استيقظ في الصباح.. فوجد نفسه كلبا..!
أقفلوا عليه الأبواب..
ظلوا يطعموه من النوافذ..
فعاش هكذا.. وهو يفكر لماذا لم ينبح!؟
........................................

كان يحلم جلادا يقوده نحو حبل المشنقة كالكلب..
ولما اشتد عليه الكابوس.. أراد أن ينبح بقوة..
لكنه، أدرك أنه في حلم..
إلا أن الليل لا يزال طويلا!
........................................

عاش في بيته كالكلب..
طوال حياته وهو يبحث بين النجوم عن خطيئته..
لكنه لم يمت كلبا!
........................................

خرج من قبره كالكلب..
متشردا شاردا في الشوارع..
كل من عقله.. حار في أمره:
- ألم تمت منذ زمان!؟
أجاب:
- لست أدري ما الفرق بيني وبينكم؟
........................................

خرجت منه روحه..
عندما خضع ليتحول إلى كلب..
فجلست على عتبة قلبه، واضعة أنيابها فوق شفتي دماغه..
ولما نظرت إلى الحضور لتخبرهم عن السبب..
وجدت الكل قد تحول إلى كلب!
........................................

صعد سيده السلم..
تركه في السفح كالكلب..
كان المكان ضيقا..
كلما رمى فضلاته إلا وكان له نصيبا منها فوق ظهره..
وذات يوم، انكسر درج السلم فجأة.. فهوى..
بعد حين.. مات كالكلب!
........................................

ألبسوه ثوب كلب.. وتركوه يجوب الشوارع..
وفي أحد الأيام، دخل مدرسة..
وطلب من المعلم قلما، وورقة!
........................................

أدخلوه قرية الأسود.. بوعود.. متنكرا..
لاحظت إحدى اللبوؤات أنه لا يزأر..
فطلب منه الجمع ذلك..
ولما أراد أن يزأر نبح!
........................................

كم كان يحلم أن يكون كاتبا..
وكلما نام إلا وحلم أنه قد تحول إلى كلب..
ولما استفسر أهل التفسير..
قيل له:
- لابد من أن تربي كلبا..
ففعل..
وعندما كتب كتابا كان عنوانه: "النباح"!
........................................

بقلم: محمد معمري