من افشل ثورات الربيع العربي
لمصلحة من تصب؟


انتصار ابراهيم الآلوسي.......

أول ما يتبادر إلى الذهن أن ثورات الربيع العربي ثورات مخطط لها من قبل حكومة العالم الخفية ( الماسونية والامبريالية – الرأسمالية ) لسد كل نسمة أمل للشعوب المغلوبة على أمرها من قبل عمالها ( الأنظمة التي تدير السلطة) , وأن الديمقراطية التي طبلت لها أمريكا والغرب ما هي الا وهما, لأن هذه الشعوب المتخلفة الجاهلة حسب رأيهم لن تفهم الديمقراطية وبالأصح لا تستحق هذه الهبة , إنها مخصصة فقط لشعوب العالم المتحضر الذي ارتقى بحضارته فوف وبدماء المسلمين والعرب. فكتاب الفوضى الخلاقة هو سيناريو أمريكي شيطاني لتفتيت الأمة الإسلامية الذي تبناه بوش الملعون, الكتاب عاد ليتصدر هالة الثورات وكأنها مؤامرة من نسيجه. فهل ياترى أن الثورات قامت بفعل غربي صهيوني خطط لها منذ الثمانينات لتقسيم ما قسمه ساسكس بيكو, أم أن الظلم والتعسف والفقر والتهميش والزندقة وتعدد الاحتلالات السبب الرئيسي والجذوة المشتركة في الثورات.

نتوقف لنعود إلى أسباب احتلال العراق, هل حقا هناك أسلحة دمار شامل؟ هنا تكمن الإجابة على كل التساؤلات.

العراق بوابة الأمة الإسلامية والعربية. العراق السد المنيع لهذه الأمة الذي تحمل كل والويلات واخذ على عاتقه بدماء أبنائه الدفاع عن الأمة. ولم يتنازل يوما عن هذا الهدف النبيل ( نحن لسنا بصدد القومية فهي من نتاج الغرب والماسونية العالمية) لهذا لم ينفك العراق في الدخول في كل معركة لصد العدوان. قصم ظهر العراق يعني فتح الباب على مصرعيها لكل طامع بخيرات الأمة. هنا نتوقف عند الخيرات فهل هي السبب الرئيسي لهذا العدوان أكيد لا السبب الرئيسي هو ذات السبب الذي مزق أوصال الأمة وقسمها إلى دويلات تحكمها اسر عميلة وسلطات ملعونة تأخذ أوامرها من البيت الأبيض وقصر باكنغهام.

الوطن العربي أو بالأصح الأمة الإسلامية رقعة جغرافية كبيرة جدا تقع في قارة آسيا وأفريقيا تمتلك من الثروات والموارد الطبيعية ما يحصى, تسيطر على عدة مضايق وتشرف على بحار مهمة.أي منطقة إستراتيجية خطيرة بإمكانها السيطرة على منافذ العالم واقتصاده, لكن الأهم أن هذا التكوين السكاني الذي يزيد عن مليارين وأكثر تربطهم أواصر مشتركة, تاريخ واحد, لغة واحدة, قبائل وعشائر مشتركة, والاهم من ذلك دين واحد. فهذه القوة العظيمة يجب أن تدمر وتمزق ليحلو للصليبين واليهود العيش بسلام وبثروات هذه الأمة وبمجرد زرع بذرة خبيث في ارض مقدسة يعتبر تفتيت وضعف للأمة وزعزعة أمنها, بهذه البذرة التي يطلق عليها الكيان الصهيوني.


الحقد على العراق لم يكن وليد اللحظة ولا سببه صدام بل يتفرد كتابهم المقدس بمعظم أجزائه لمحاربة العراق بمسميات كثيرة كالمدينة العظيمة, بابل, آشور ومدينة ذا الكفل,عموما كل القضية بأنهم مؤمنين إيمانا قاطعا بان القضاء على اليهود في فلسطين ودمار روما والقضاء على فرنسا دولة وشعب هو قائد يخرج من العراق( موضوع طويل جدا) .

نعود إلى سيكس بيكو والتي قسمت بها الأمة إلى أجزاء وعلى كل جزء خائن وعميل, احتلال أفغانستان والعراق أعطى نتيجة عكسية تماما لم تكن متوقعة أو مدروسة, فبعد الغفوة الإسلامية والغفلة عن ما يحدث من مؤامرات وحروب لإبعاد الأمة الإسلامية عن الإسلام والعقيدة, صحت الأمة واستيقظ مرة أخرى هذا المارد النائم الذي ابتعد كثيرا ليجد الغرب انه أوقع نفسه في الفخ الذي حفره. لكن كيف سيقاتل الغرب هذا المارد هل سيزج بأبنائه ويدخل المستنقع الذي سقطت به أمريكا. أكيد لا. إذن لماذا لا يقاتل المسلمين بأجنته التي زرعها ونمت برعايته. وبما أن أي تغير في أي نظام سيؤدي إلى أزمة مصالح اقتصادية وسياسية وربما قطيعة ثم تحرير كامل وبعده وحدة للدين والأرض وأخيرا تلاحم تاريخي وعقائدي ثم قوة جبارة عظيمة لن يصمد أمامها أي شيء كما في الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية وبذلك سيسحق اليهود وتتحقق نبوءة الكتاب المقدس بدمار الغرب. وبما أن الأنظمة الموجودة لا يخدمها أي تحول فكري وعقائدي فقد أخذت على عاتقها محاربة الإسلام بدلا عن اليهود والصليبية, ولأنها هي أيضا ستكون مشمولة بالتغير. آل سلول هم أكثر المتضررين وأكبرهم عمالة ثم مخانيث الخليج لأسباب كثيرة أولها الوثائق التي بيعت بها فلسطين ثم استقدام الصليبين الجد والصهاينة لاحتلال العراق وهذا ما لا ينساه المسلم الحر, فكان من السهل استدراج هذه الأنظمة لكبح أي ثورة تحررية.

وحجة كل تحالف مع الصلبين واليهود والفرس هو الحديث النبوي الشريف ( تصالحون الروم صلحا آمنا, فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم, فتنصرون وتغنمون...) فهل هذا التحالف صلحا آمنا بعد إن سلمت أمريكا زمام المبادرة والسلطة بيد الفرس ؟ وهل فيه غنيمة بعد كل المليارات التي دفعت كرشوة إلى الولايات المتحدة لمساعدتهم ومساندتهم في تدمير الأمة وتمكينهم من الإمساك بعرش السلطة, ومازالت تدفع المليارات حتى صارت السعودية والخليج غارقين في ديون جسيمة؟ أمريكا سلمت كل شيء إلى إيران وإيران عدوة آل سلول بالعلن, أما من تحت الطاولة فبينهم حلف قوي ضد الإسلام حسب ما صرح به رئيسي , وان مصلحة آل سلول مخانيث الخليج وإيران واحد. آل سلول يدركون نهاية عرشهم تكون بخلافة إسلامية. مخانيث الخليج يعلمون جيدا إذا ما أقيمت دولة الإسلامية فهذا تعني فنائهم وسلطانهم. إيران صاحبة 70 ألف يهوديا من أصفهان تعلم جيدا أن لا كسرى بغد كسراهم لكن بما أن هناك عبيدا لخدمة مصالحها فلم لا تنشئ إمبراطوريتها أما الصليبيون والصهاينة يتفرجون وعند الحاجة يرسلون ألاف الصواريخ والطائرات لتدمير المدن وقتل المسلمين .

فأي تغير في النظام يعتبر تهديدا صريحا لأمريكا والكيان الصهيوني والغرب لكن بالمقابل أن مصلحة واستمرار آل سلول ومخانيث الخليج هي في قمع تلك الثورات وان كانت تأتي بضرر كبير على شعوبهم. لهذا نجدهم يرسلون الطائرات لقصف المدن في سوريا والعراق وكذلك دعم الجحوش الرافضية المجوسية للدفاع عن حكومة بغداد والحكومة النصيرية وهم لم يدركوا بأنهم يعمقون العداء ضدهم ويزيدونه تأجيجا.

وما زال آل سلول ومن شابههم يقدمون الدعم بكل شيء لقمع ثورات التحرر وإجهاضها معتقدين أنها تصب في صالحهم وهم لا يدركون أن المستفيد من كل هذا الدمار والدماء الكيان الصهيوني والصليبيون الجدد وإيران, لأنهم لم يفهموا بأنهم شاركوا في اللعبة عبيداملف مرفق 4148