و يجب عليك أن ترى و يجب عليك أن تصيخ السمع منك جيدا ... و يجب أن تسمع ...
و يجب أن تبذل جهدك ... و تستنفد وسعك ... ساعيا للتعرف على الحقيقة ... و يجب نفض رأسك بداية من كل الأعشاش المخربة المزروعة في جمجمتك ...
و يجب عليك أيضا بداية أن تأمر عقلك أن يستفيق ... و ينتبه ... و يستيقظ من سباته المضروب حول حركاته يشلها و يصدها و يردها عن التقدم ...
يجب عليك أن ترى أنوار الشمس أو على الأقل أن تعرف أنك في ليل بهيم و لست مصبحا إنك نائم مسحور بالخوف و الشهوة و نصل السيف البتار و ضغط المجتمع ...
فلماذا يتوجب عليك أن تفتح عينيك ... لأنه يتوجب عليك بكل بساطة أن تتعرف على الحقيقة ؟؟؟
بلى أنا أرى أن ثمَّ مدبر و لكنه ليس كما نعرفه أو ليس تماما كما عرفته البشرية منذ نشأتها و انسلالها من الأرحام البهيمية الأولى للكائنات الصامتة العجماء ...
يمكن أن نسأل عنه بمن أو بما و هذا أرشد و أقرب ... ذلك أن المتأمل لأحوال الكائنات و الكون و الأرض لا يرى إلا صرعات دامية تأكل الكائنات فيه بعضها بعضا و تصدم الأجرام و الجلاميد بعضها بعضا
و ترى حال البشرية و الأمر فيها للأكثر و الأقوى , الأكثر إصرارا على النهب و الأقل بعدا عن العدوان بكل وسيلة , بوسيلة الدفع عن الحق أو بوسيلة الدين و الفلسفات لتزيين الظلم في النفوس الغبية ...
بلى هناك مدبر يدبر أمر الأبدان, مثلا فهو يصرف فضلات البدن السائلة مصارف غير مصارف فضلاته اليابسة و ترى الأعضاء يعضد و يكمل بعضها بعضا و ترى أن البدن محكوم من داخله فلا يكاد يطيع صاحبه
و كأنه دولة صغيرة في مواجهة الكون كله تستمر حاكمة بدنها حتى تنهار و لا تستطيع مواصلة تدبيره فتفنى و لكنها تستنسخ من نفسها ما و من يواصل الكفاح مابين الموجودات في غربة غير منقطعة و دهشة
مستمرة ليس الجواب عن إشكالاتها كلها و بعضها موجود البتة في واحد من الكتب التي زعم أصحابها أنها إنما أوحيت لهم من السماء و إلا فكيف تقول السماء عن الشمس إنها تغرب داخل عين ذات حمأة و طين أسود حارة ؟؟؟
و كيف تقول السماء إن البرد و الثلج إنما ينزل من جبال تتحاك في الأعلى و كيف يقال إن البشرية إنما نسلت من آدم و حواء و أننا جميعا أبناء زنى ما بين الأخوات و الإخوة فيما أن العلم طوى النقاش و الكلام في حقيقة أننا و جميع الكائنات الحية غير الأخطبوط إخوة و بنو عمومة ...
يتبع .
المفضلات